[ ص: 97 ] 56
ثم دخلت سنة ست وخمسين
فيها كان مشتى
nindex.php?page=showalam&ids=15656جنادة بن أبي أمية بأرض الروم ، وقيل :
عبد الرحمن بن مسعود .
وقيل : غزا فيها في البحر
nindex.php?page=showalam&ids=17363يزيد بن شجرة ، وفي البر
عياض بن الحارث : واعتمر
معاوية فيها في رجب ، وحج بالناس
nindex.php?page=showalam&ids=15497الوليد بن عتبة بن أبي سفيان .
ذكر
البيعة ليزيد بولاية العهد
وفي هذه السنة بايع الناس
nindex.php?page=showalam&ids=17374يزيد بن معاوية بولاية عهد أبيه .
وكان ابتداء ذلك وأوله من
nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة ، فإن
معاوية أراد أن يعزله عن
الكوفة ويستعمل عوضه
nindex.php?page=showalam&ids=74سعيد بن العاص ، فبلغه ذلك فقال : الرأي أن أشخص إلى
معاوية فأستعفيه ليظهر للناس كراهتي للولاية :
فسار إلى
معاوية وقال لأصحابه حين وصل إليه : إن لم أكسبكم الآن ولاية وإمارة لا أفعل ذلك أبدا :
ومضى حتى دخل على
يزيد وقال
[ ص: 98 ] له : إنه قد ذهب أعيان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وآله وكبراء
قريش وذوو أسنانهم ، وإنما بقي أبناؤهم وأنت من أفضلهم وأحسنهم رأيا وأعلمهم ( بالسنة ) والسياسة ، ولا أدري ما يمنع أمير المؤمنين أن يعقد لك البيعة :
قال : أوترى ذلك يتم ؟ قال نعم .
فدخل
يزيد على أبيه وأخبره بما قال
المغيرة ، فأحضر
المغيرة وقال له ما يقول
يزيد ، فقال : يا أمير المؤمنين قد رأيت ما كان من سفك الدماء والاختلاف بعد
عثمان ، وفي
يزيد منك خلف ، فاعقد له ، فإن حدث بك حادث كان كهفا للناس وخلفا منك ، ولا تسفك دماء ولا تكون فتنة :
قال : ومن لي بهذا ؟
قيل : أكفيك
أهل الكوفة ويكفيك زياد
أهل البصرة وليس بعد هذين المصرين أحد يخالفك :
قال : فارجع إلى عملك وتحدث مع من تثق إليه في ذلك وترى ونرى :
فودعه ورجع إلى أصحابه :
فقالوا : مه ؟ قال : لقد وضعت رجل
معاوية في غرز بعيد الغاية على أمة
محمد وفتقت عليهم فتقا لا يرتق أبدا ، وتمثل :
بمثلي شاهدي النجوى وغالي بي الأعداء والخصم الغضابا
وسار
المغيرة حتى قدم
الكوفة وذاكر من يثق إليه ومن يعلم أنه شيعة
لبني أمية أمر
يزيد ، فأجابوا إلى بيعته ، فأوفد منهم عشرة ، ويقال أكثر من عشرة ، وأعطاهم ثلاثين ألف درهم ، وجعل عليهم ابنه
موسى بن المغيرة ، وقدموا على
معاوية فزينوا له بيعة
يزيد ودعوه إلى عقدها :
فقال
معاوية : لا تعجلوا بإظهار هذا وكونوا على رأيكم . ثم قال
لموسى : بكم اشترى أبوك من هؤلاء دينهم ؟ قال : بثلاثين ألفا :
قال : لقد هان عليهم دينهم .
وقيل : أرسل أربعين رجلا وجعل عليهم ابنه
عروة ، فلما دخلوا على
معاوية قاموا خطباء فقالوا : إنما أشخصهم إليه النظر لأمة
محمد - صلى الله عليه وسلم - وقالوا : يا أمير المؤمنين كبرت سنك وخفنا انتشار الحبل ، فانصب لنا علما وحد لنا حدا ننتهي إليه :
فقال : أشيروا علي :
فقالوا : نشير
بيزيد ابن أمير المؤمنين . فقال : أوقد رضيتموه ؟ قالوا : نعم :
قال : وذلك رأيكم ؟
قالوا نعم ، ورأي من وراءنا :
فقال
معاوية لعروة سرا عنهم : بكم اشترى أبوك من هؤلاء دينهم ؟ قال : بأربعمائة دينار :
قال : لقد وجد دينهم عندهم رخيصا :
وقال لهم : ننظر ما قدمتم له ، ويقضي الله ما أراد ، والأناة خير من العجلة . فرجعوا .
[ ص: 99 ] وقوي عزم
معاوية على البيعة
ليزيد ، فأرسل إلى
زياد يستشيره ، فأحضر
زياد عبيد بن كعب النميري وقيل له : إن لكل مستشير ثقة ، ولكل سر مستودعا ، وإن الناس قد أبدع بهم خصلتان : إذاعة السر وإخراج النصيحة إلى غير أهلها ، وليس موضع السر إلا أحد رجلين : رجل آخرة يرجو ثوابها ، ورجل دنيا له شرف في نفسه وعقل يصون حسبه ، وقد خبرتهما منك ، وقد دعوتك لأمر اتهمت عليه بطون الصحف ، إن أمير المؤمنين كتب يستشيرني في كذا وكذا ، وإنه يتخوف نفرة الناس ويرجو طاعتهم ، وعلاقة أمر الإسلام وضمانه عظيم ،
ويزيد صاحب رسلة وتهاون مع ما قد أولع به من الصيد ، ( فالق أمير المؤمنين وأد إليه فعلات
يزيد وقل له رويدك بالأمر ، فأحرى أن يتم لك [ ما تريد ] ، لا تعجل فإن دركا في تأخير خير من فوت في عجلة ) .
فقال له
عبيد : أفلا غير هذا ؟ قال : وما هو ؟ قال : لا تفسد على
معاوية رأيه ، ولا تبغض إليه ابنه وألقى أنا
يزيد فأخبره أن أمير المؤمنين كتب إليك يستشيرك في البيعة له ، وأنك تتخوف خلاف الناس عليه لهنات ينقمونها عليه ، وأنك ترى له ترك ما ينقم عليه لتستحكم له الحجة على الناس ويتم ما تريد ، فتكون قد نصحت أمير المؤمنين وسلمت مما تخاف من أمر الأمة فقال
زياد : لقد رميت الأمر بحجره ، اشخص على بركة الله ، فإن أصبت فما لا ينكر ، وإن يكن خطأ فغير مستغش ، وتقول بما ترى ، ويقضي الله بغيب ما يعلم .
فقدم على
يزيد فذكر ذلك له ، فكف عن كثير مما كان يصنع ، وكتب
زياد معه إلى
معاوية يشير بالتؤدة وأن لا يعجل ، فقبل منه .
فلما مات
زياد عزم
معاوية على البيعة لابنه
يزيد ، فأرسل إلى
عبد الله بن عمر مائة ألف درهم ، فقبلها ، فلما ذكر البيعة
ليزيد قال
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : هذا أراد أن ديني عندي إذن لرخيص . وامتنع .
ثم كتب
معاوية بعد ذلك إلى
nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان بن الحكم : إني قد كبرت سني ، ودق عظمي ، وخشيت الاختلاف على الأمة بعدي ، وقد رأيت أن أتخير لهم من يقوم بعدي ، وكرهت أن أقطع أمرا دون مشورة من عندك ، فاعرض ذلك عليهم وأعلمني بالذي
[ ص: 100 ] يردون عليك :
فقام
مروان في الناس فأخبرهم به ، فقال الناس : أصاب ووفق ، وقد أحببنا أن يتخير لنا فلا يألو .
فكتب
مروان إلى
معاوية بذلك ، فأعاد إليه الجواب يذكر
يزيد ، فقام
مروان فيهم وقال : إن أمير المؤمنين قد اختار لكم فلم يأل ، وقد استخلف ابنه
يزيد بعده .
فقام
nindex.php?page=showalam&ids=72عبد الرحمن بن أبي بكر فقال : كذبت والله يا
مروان وكذب
معاوية ! ما الخيار أردتما لأمة
محمد ، ولكنكم تريدون أن تجعلوها هرقلية كلما مات
هرقل قام
هرقل :
فقال
مروان : هذا الذي أنزل الله فيه :
والذي قال لوالديه أف لكما الآية .
فسمعت
عائشة مقالته فقامت من وراء الحجاب وقالت : يا
مروان يا
مروان !
فأنصت
مروان وأقبل
مروان بوجهه :
فقالت : أنت القائل
لعبد الرحمن إنه نزل فيه القرآن ؟ كذبت ! والله ما هو به ولكنه فلان بن فلان ، ولكنك أنت فضض من لعنة نبي الله .
وقام
الحسين بن علي فأنكر ذلك ، وفعل مثله
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وابن الزبير ، فكتب
مروان بذلك إلى
معاوية ، وكان
معاوية قد كتب إلى عماله بتقريظ
يزيد ووصفه وأن يوفدوا إليه الوفود من الأمصار ، فكان فيمن أتاه
محمد بن عمرو بن حزم من
المدينة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13669والأحنف بن قيس في وفد
أهل البصرة ، فقال
محمد بن عمرو لمعاوية : إن كل راع مسئول عن رعيته ، فانظر من تولي أمر أمة
محمد :
فأخذ
معاوية بهر حتى جعل يتنفس في يوم شات ثم وصله وصرفه ، وأمر
nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف أن يدخل على
يزيد ، فدخل عليه ، فلما خرج من عنده قال له : كيف رأيت ابن أخيك ؟ قيل : رأيت شبابا ونشاطا وجلدا ومزاحا .
ثم إن
معاوية قال
nindex.php?page=showalam&ids=190للضحاك بن قيس الفهري ، لما اجتمع الوفود عنده : إني متكلم فإذا سكت فكن أنت الذي تدعو إلى بيعة
يزيد وتحثني عليها :
فلما جلس
معاوية للناس تكلم ، فعظم أمر الإسلام وحرمة الخلافة وحقها وما أمر الله به من طاعة ولاة الأمر :
[ ص: 101 ] ثم ذكر
يزيد وفضله وعلمه بالسياسة وعرض ببيعته ، فعارضه
الضحاك فحمد الله وأثنى عليه ثم قيل : يا أمير المؤمنين إنه لا بد للناس من وال بعدك ، وقد بلونا الجماعة والألفة ، فوجدناهما أحقن للدماء ، وأصلح للدهماء ، وآمن للسبل ، وخيرا في العاقبة ، والأيام عوج رواجع ، والله كل يوم في شأن ،
ويزيد ابن أمير المؤمنين في حسن هديه وقصد سيرته على ما علمت ، وهو من أفضلنا علما وحلما ، وأبعدنا رأيا ، فوله عهدك واجعله لنا علما بعدك ومفزعا نلجأ إليه ونسكن في ظله .
وتكلم
nindex.php?page=showalam&ids=16695عمرو بن سعيد الأشدق بنحو من ذلك :
ثم قام
يزيد بن المقنع العذري فقال : هذا أمير المؤمنين ، وأشار إلى
معاوية ، فإن هلك فهذا ، وأشار إلى
يزيد ، ومن أبى فهذا ، وأشار إلى سيفه :
فقال
معاوية : اجلس فأنت سيد الخطباء . وتكلم من حضر من الوفود .
فقال
معاوية للأحنف : ما تقول يا
أبا بحر ؟ فقال : نخافكم إن صدقنا ، ونخاف الله إن كذبنا ، وأنت يا أمير المؤمنين أعلم
بيزيد في ليله ونهاره وسره وعلانيته ومدخله ومخرجه ، فإن كنت تعلمه لله تعالى وللأمة رضى فلا تشاور [ الناس ] فيه ، وإن كنت تعلم فيه غير ذلك فلا تزوده وأنت صائر إلى الآخرة ، وإنما علينا أن نقول سمعنا وأطعنا . وقام رجل من
أهل الشام فقال : ما ندري ما تقول هذه المعدية العراقية وإنما عندنا سمع وطاعة وضرب وازدلاف .
فتفرق الناس يحكون قول
nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف ، وكان
معاوية يعطي المقارب ويداري المباعد ويلطف به حتى استوثق له أكثر الناس وبايعه . فلما بايعه
أهل العراق والشام سار إلى
الحجاز في ألف فارس ، لما دنا من
المدينة لقيه
الحسين بن علي أول الناس ، فلما نظر إليه قال : لا مرحبا ولا أهلا ! بدنة بترقرق دمها والله مهريقه ! قال : مهلا فإني والله لست بأهل لهذه المقالة ! قال : بلى ولشر منها :
ولقيه
ابن الزبير فقال : لا مرحبا ولا أهلا خب ضب تلعة ، يدخل رأسه ويضرب بذنبه ، ويوشك والله أن يؤخذ بذنبه ، ويدق ظهره ، نحياه عني ، فضرب وجه راحلته :
ثم لقيه
nindex.php?page=showalam&ids=72عبد الرحمن بن أبي بكر ، فقال له
معاوية : لا
[ ص: 102 ] أهلا ولا مرحبا ! شيخ قد خرف وذهب عقله ، ثم أمر فضرب وجه راحلته :
ثم فعل
nindex.php?page=showalam&ids=12بابن عمر نحو ذلك ، فأقبلوا معه لا يلتفت إليهم حتى دخل
المدينة ، فحضروا بابه ، فلم يؤذن لهم على منازلهم ولم يروا منه ما يحبون ، فخرجوا إلى
مكة فأقاموا بها ، وخطب
معاوية بالمدينة فذكر
يزيد فمدحه وقال : من أحق منه بالخلافة في فضله وعقله وموضعه ؟ وما أظن قوما بمنتهين حتى تصيبهم بوائق تجتث أصولهم ، وقد أنذرت إن أغنت النذر ، ثم أنشد متمثلا :
قد كنت حذرتك آل المصطلق وقلت يا عمرو أطعني وانطلق
إنك إن كلفتني ما لم أطق ساءك ما سرك مني من خلق
دونك ما استسقيته فاحس وذق
ثم دخل على
عائشة ، وقد بلغها أنه ذكر
الحسين وأصحابه ، فقال : لأقتلنهم إن لم يبايعوا ، فشكاهم إليها ، فوعظته وقالت له : بلغني أنك تتهدهم بالقتل ، فقال : يا أم المؤمنين هم أعز من ذلك ولكني بايعت
ليزيد وبايعه غيرهم ، أفترين أن أنقض بيعة قد تمت ؟ قالت : فارفق بهم فإنهم يصيرون إلى ما تحب إن شاء الله :
قال : أفعل .
وكان في قولها له : ما يؤمنك أن أقعد لك رجلا يقتلك وقد فعلت بأخي ما فعلت ؟ تعني أخاها
محمدا .
فقال لها : كلا يا أم المؤمنين ، إني في بيت أمن . قالت : أجل .
ومكث
بالمدينة ما شاء الله ثم خرج إلى
مكة فلقيه الناس ، فقال أولئك النفر : نتلقاه فلعله قد ندم على ما كان منه ، فلقوه ببطن مر ، فكان أول من لقيه
الحسين ، فقال له
معاوية : مرحبا وأهلا يا ابن رسول الله وسيد شباب المسلمين ، فأمر له بدابة فركب وسايره ، ثم فعل بالباقين مثل ذلك وأقبل يسايرهم لا يسير معه غيرهم حتى دخل
مكة ، فكانوا أول داخل وآخر خارج ، ولا يمضي يوم إلا ولهم صلة ولا يذكر لهم شيئا ، حتى قضى نسكه وحمل أثقاله وقرب مسيره فقال بعض أولئك النفر لبعض : لا تخدعوا فما صنع بكم هذا لحبكم وما صنعه إلا لما يريد :
فأعدوا له جوابا فاتفقوا على أن يكون المخاطب له
ابن الزبير .
فأحضرهم
معاوية وقال : قد علمتم سيرتي وصلتي لأرحامكم وحملي ما
[ ص: 103 ] كان منكم ،
ويزيد أخوكم وابن عمكم وأردت أن تقدموه باسم الخلافة وتكونوا أنتم تعزلون وتؤمرون وتجبون المال وتقسمونه لا يعارضكم في شيء من ذلك .
فسكتوا . فقال : ألا تجيبون ؟ مرتين .
ثم أقبل على
ابن الزبير ، فقال : هات لعمرك إنك خطيبهم . فقال : نعم ، نخيرك بين ثلاث خصال :
قال : اعرضهن :
قال : تصنع كما صنع رسول - صلى الله عليه وسلم - أو كما صنع
أبو بكر أو كما صنع
عمر :
قال
معاوية : ما صنعوا ؟ قال : قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يستخلف أحدا فارتضى الناس أبا بكر :
قال : ليس فيكم مثل
أبي بكر وأخاف الاختلاف :
قالوا : صدقت فاصنع كما صنع
أبو بكر فإنه عهد إلى رجل من قاصية
قريش ليس من بني أبيه فاستخلفه ، وإن شئت فاصنع كما صنع
عمر ، جعل الأمر شورى في ستة نفر ليس فيهم أحد من ولده ولا من بني أبيه :
قال
معاوية : هل عندك غير هذا ؟ قال : لا .
ثم قال : فأنتم ؟ قالوا : قولنا قوله .
قال : فإني قد أحببت أن أتقدم إليكم ، إنه قد أعذر من أنذر ، إني كنت أخطب فيكم فيقوم إلي القائم منكم فيكذبني على رءوس الناس فأحمل ذلك وأصفح ، وإني قائم بمقالة ، فأقسم بالله لئن رد علي أحدكم كلمة في مقامي هذا لا ترجع إليه كلمة غيرها حتى يسبقها السيف إلى رأسه ، فلا يبقين رجل إلا على نفسه .
ثم دعا صاحب حرسه بحضرتهم فقال : أقم على رأس كل رجل من هؤلاء رجلين ومع كل واحد سيف ، فإن ذهب رجل منهم يرد علي كلمة بتصديق أو تكذيب فليضرباه بسيفيهما .
ثم خرج وخرجوا معه حتى رقى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم لا يبت أمر دونهم ولا يقضى إلا عن مشورتهم ، وإنهم قد رضوا وبايعوا
ليزيد ، فبايعوا على اسم الله ! فبايع الناس ، وكانوا يتربصون بيعة هؤلاء النفر ، ثم ركب رواحله وانصرف إلى
المدينة ، فلقي الناس أولئك النفر فقالوا لهم : زعمتم أنكم لا تبايعون فلم ؟ أرضيتم وأعطيتم وبايعتم ؟ قالوا : والله ما فعلنا :
فقالوا : ما منعكم أن تردوا على الرجل ؟ قالوا : كادنا وخفنا القتل .
وبايعه
أهل المدينة ، ثم انصرف إلى
الشام وجفا
بني هاشم ، فأتاه
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فقال
[ ص: 104 ] له : ما بالك جفوتنا ؟ قال : إن صاحبكم لم يبايع
ليزيد فلم تنكروا ذلك عليه فقال : يا
معاوية إني لخليق أن أنحاز إلى بعض السواحل فأقيم به ثم أنطلق بما تعلم حتى أدع الناس كلهم خوارج عليك :
قال : يا
أبا العباس تعطون وترضون وترادون .
وقيل : إن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال
لمعاوية : أبايعك على أني أدخل فيما تجتمع عليه الأمة ، فوالله لو اجتمعت على حبشي لدخلت معها ثم عاد إلى منزله فأغلق بابه ولم يأذن لأحد .
قلت : ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=72عبد الرحمن بن أبي بكر لا يستقيم على قول من يجعل وفاته سنة ثلاث وخمسين ، وإنما يصح على قول من يجعلها بعد ذلك الوقت .