ذكر
خروج طواف بن غلاق
كان قوم من
الخوارج بالبصرة يجتمعون إلى رجل اسمه
جدار فيتحدثون عنده ويعيبون السلطان ، فأخذهم
ابن زياد فحبسهم ثم دعا بهم وعرض عليهم أن يقتل بعضهم بعضا ويخلي سبيل القاتلين ، ففعلوا ، فأطلقهم ، وكان ممن قتل
طواف ، فعذلهم أصحابهم وقالوا : قتلتم إخوانكم ! قالوا : أكرهنا وقد يكره الرجل على الكفر وهو مطمئن بالإيمان .
وندم طواف وأصحابه ، فقال
طواف : أما من توبة ؟ فكانوا يبكون ، وعرضوا على أولياء من قتلوا الدية فأبوا ، وعرضوا عليهم القود فأبوا ولقي
طواف الهثهات بن ثور السدوسي فقال له : أما ترى لنا من توبة ؟ فقال : ما أجد لك إلا آية في كتاب الله ، عز وجل ، قوله :
ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم . فدعا
طواف أصحابه إلى الخروج وإلى أن يفتكوا
بابن زياد ، فبايعوه في سنة ثمان وخمسين ، وكانوا سبعين رجلا من
بني عبد القيس بالبصرة ، فسعى بهم رجل من أصحابهم إلى
ابن زياد ، فبلغ ذلك
طوافا فعجل الخروج ، فخرجوا
[ ص: 110 ] من ليلتهم فقتلوا رجلا ، ومضوا إلى
الجلجاء ، فندب
ابن زياد الشرط البخارية ، فقاتلوهم ، فانهزم الشرط حتى دخلوا
البصرة واتبعوهم ، وذلك يوم عيد الفطر ، وكثرهم الناس فقاتلوا فقتلوا ، وبقي
طواف في ستة نفر ، وعطش فرسه فأقحمه الماء ، فرماه البخارية بالنشاب حتى قتلوه وصلبوه ، ثم دفنه أهله ، فقال شاعر منهم :
يا رب هب لي التقى والصدق في ثبت واكف المهم فأنت الرازق الكافي
حتى أبيع التي تفنى بآخرة
تبقى على دين مرداس وطواف
nindex.php?page=showalam&ids=16854وكهمس وأبي الشعثاء إذ نفروا
إلى الإله ذوي أخباب زحاف