[ ص: 158 ] ذكر
عزل سعيد الحرشي
وفي هذه السنة عزل
nindex.php?page=showalam&ids=16685عمر بن هبيرة سعيدا الحرشي عن
خراسان ، وولاها
مسلم بن سعيد بن أسلم بن زرعة الكلابي .
وكان السبب في ذلك ما كان كتبه
ابن هبيرة إلى
الحرشي بإطلاق
الديوشتى ، فقتله ، وكان يستخف
بابن هبيرة ويذكره
بأبي المثنى ، [ ولا يقول الأمير ] فيقول : [ قال ]
أبو المثنى ، ( وفعل
أبو المثنى ، فبلغ ذلك
ابن هبيرة ، فأرسل
جميل بن عمران ; ليعلم حال
الحرشي ، وأظهر أنه ينظر في الدواوين ، فلما قدم على
الحرشي ، قال : كيف
أبو المثنى ) ؟ فقيل له : إن جميلا لم يقدم إلا ليعلم علمك . فسم بطيخة وبعث بها إليه ، فأكلها ، ومرض ، وسقط شعره ، ورجع إلى
ابن هبيرة ، وقد عولج ، فصح ، فقال له : الأمر أعظم مما بلغك ، ما يرى
الحرشي إلا أنك عامل له ، فغضب وعزله ، ونفح في بطنه النمل ، وعذبه حتى أدى الأموال .
وسمر ليلة
ابن هبيرة ، فقال : من سيد
قيس ؟ فقالوا : الأمير . قال : دعوا هذا : سيد
قيس :
الكوثر بن زفر ، لو ثور بليل لوافاه عشرون ألفا لا يقولون لم دعوتنا ، وفارسها هذا الحمار الذي في الحبس ، وقد أمرت بقتله ، يعني
الحرشي ، فأما خير
قيس لها فعسى أن أكونه . فقال له أعرابي من
بني فزارة : لو كنت كما تقول ما أمرت بقتل فارسها . فأرسل إلى
معقل بن عروة أن كف عن قتله ، وكان قد سلمه إليه ليقتله ، ( وكان
ابن هبيرة لما ولى
مسلم بن سعيد خراسان أمره بأخذ
الحرشي وتقييده ) وإنفاذه إليه ، فقدم
مسلم دار الإمارة ، فرأى الباب مغلقا ، فقيل
للحرشي : قدم
مسلم ، فأرسل إليه : أقدمت أميرا أو وزيرا أو زائرا ؟ فقال : مثلي لا يقدم زائرا ولا وزيرا . فأتاه
الحرشي فشتمه وقيده وأمر بحبسه ، ثم أمر صاحب الحبس أن يزيده قيدا ، فأخبر
الحرشي بذلك ، فقال لكاتبه : اكتب إليه إن صاحب سجنك ذكر أنك أمرته أن يزيدني قيدا ، فإن كان أمرا فوقك فسمعا وطاعة ، وإن كان رأيا رأيته فسيرك الحقحقة ! وهي أشد السير ، وتمثل :
[ ص: 159 ] فإما تثقفوني فاقتلوني ومن يثقف فليس له خلود هم الأعداء إن شهدوا وغابوا
أولوا الأحقاد والأكباد سود
فلما هرب
ابن هبيرة عن
العراق أرسل
nindex.php?page=showalam&ids=14998خالد القسري في طلب
الحرشي ، فأدركه على
الفرات ، فقال : ما ظنك بي ؟ قال : ظني بك أنك لا تدفع رجلا من قومك إلى رجل من
قيس . فقال : هو ذاك .