ذكر
قتل أبي سلمة الخلال nindex.php?page=showalam&ids=16046وسليمان بن كثير قد ذكرنا ما كان من
أبي سلمة في أمر
nindex.php?page=showalam&ids=14485أبي العباس السفاح ومن كان معه من
بني هاشم عند قدومهم
الكوفة ، بحيث صار عندهم متهما ، وتغير
nindex.php?page=showalam&ids=14485السفاح عليه وهو بعسكره
بحمام أعين ، ثم تحول عنه إلى
المدينة الهاشمية ، فنزل قصر الإمارة بها وهو متنكر
لأبي سلمة ، وكتب إلى
أبي مسلم يعلمه رأيه فيه وما كان هم به من الغش ، وكتب إليه
أبو مسلم : إن كان أمير المؤمنين اطلع على ذلك منه فليقتله .
فقال
داود بن علي للسفاح : لا تفعل يا أمير المؤمنين فيحتج بها
أبو مسلم عليك ، وأهل
خراسان الذين معك أصحابه ، وحاله فيهم حاله ، ولكن اكتب إلى
أبي مسلم فليبعث إليه من يقتله .
فكتب إليه ، فبعث
أبو مسلم مرار بن أنس الضبي لقتله ، فقدم على
nindex.php?page=showalam&ids=14485السفاح فأعلمه بسبب قدومه ، فأمر
nindex.php?page=showalam&ids=14485السفاح مناديا فنادى : إن أمير المؤمنين قد رضي عن
أبي سلمة ودعاه فكساه ، ثم دخل عليه بعد ذلك ليلة فلم يزل عنده حتى ذهب عامة الليل ، ثم انصرف إلى منزله وحده ، فعرض له
مرار بن أنس ، ومن معه من أعوانه فقتلوه ، وقالوا : قتله
الخوارج .
ثم أخرج من الغد ، فصلى عليه
يحيى بن محمد بن علي ، ودفن
بالمدينة الهاشمية عند
الكوفة ، فقال
سليمان بن المهاجر البجلي :
إن الوزير وزير آل محمد أودى فمن يشناك صار وزيرا
وكان يقال
لأبي سلمة : وزير
آل محمد ،
ولأبي مسلم : أمير
آل محمد .
[ ص: 29 ] فلما قتل
أبو سلمة وجه
nindex.php?page=showalam&ids=14485السفاح أخاه
أبا جعفر إلى
أبي مسلم ، فلما قدم على
أبي مسلم سايره
عبيد الله بن الحسن الأعرج ،
nindex.php?page=showalam&ids=16046وسليمان بن كثير ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16046سليمان بن كثير لعبيد الله : يا هذا ، إنا كنا نرجو أن يتم أمركم ، فإذا شئتم فادعونا إلى ما تريدون .
فظن
عبيد الله أنه دسيس من
أبي مسلم ، فأتى
أبا مسلم فأخبره وخاف أن يعلمه أن يقتله ، فأحضر
أبو مسلم nindex.php?page=showalam&ids=16046سليمان بن كثير ، وقال له : أتحفظ قول الإمام لي من اتهمته فاقتله ؟ قال : نعم . قال : فإني قد اتهمتك . قال : أنشدك الله ! قال : لا تناشدني ، فأنت منطو على غش الإمام ، وأمر بضرب عنقه .
ورجع
أبو جعفر إلى
nindex.php?page=showalam&ids=14485السفاح فقال : لست خليفة ، ولا أمرك بشيء إن تركت
أبا مسلم ولم تقتله . قال . وكيف ؟ قال : والله ما يصنع إلا ما أراد . قال
أبو العباس : فاكتمها .
وقد قيل : إن
أبا جعفر إنما سار إلى
أبي مسلم قبل أن يقتل
أبو سلمة .
وكان سبب ذلك أن
nindex.php?page=showalam&ids=14485السفاح لما ظهر تذاكروا ما صنع
أبو سلمة ، فقال بعض من هناك : لعل ما صنع كان من رأي
أبي مسلم . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=14485السفاح : لئن كان هذا عن رأيه إنا لنعرفن بلاء إلا أن يدفعه الله عنا . وأرسل أخاه
أبا جعفر إلى
أبي مسلم ليعلم رأيه . فسار إليه وأعلمه ما كان من
أبي سلمة ، فأرسل
مرار بن أنس فقتله .