[ ص: 45 ] 135
ثم دخلت سنة خمس وثلاثين ومائة
ذكر
خروج زياد بن صالح
في هذه السنة خرج
زياد بن صالح وراء النهر ، فسار
أبو مسلم من
مرو مستعدا للقائه ، وبعث
أبو داود خالد بن إبراهيم نصر بن راشد إلى
ترمذ مخافة أن يبعث
زياد بن صالح إلى الحصن والسفن فيأخذها ، ففعل ذلك
نصر وأقام بها ، فخرج عليه ناس من الطالقان مع رجل يكنى
أبا إسحاق فقتلوا
نصرا .
فلما بلغ ذلك
أبا داود بعث
nindex.php?page=showalam&ids=13486عيسى بن ماهان في تتبع قتلة
نصر ، فتبعهم فقتلهم .
ومضى
أبو مسلم مسرعا حتى انتهى إلى
آمل ومعه
سباع بن النعمان الأزدي ، وهو الذي كان قد أرسله
nindex.php?page=showalam&ids=14485السفاح إلى
زياد بن صالح وأمره إن رأى فرصة أن يثب على
أبي مسلم فيقتله .
فأخبر
أبو مسلم بذلك ، فحبس سباعا
بآمل ، وعبر
أبو مسلم إلى
بخارى ، فلما نزلها أتاه عدة من قواد
زياد قد خلعوا
زيادا فأخبروا
أبا مسلم أن
سباع بن النعمان هو الذي أفسد
زيادا ، فكتب إلى عامله
بآمل أن يقتله ، ولما أسلم
زيادا قواده ولحقوا
بأبي مسلم لجأ إلى دهقان هناك ، فقتله وحمل رأسه إلى
أبي مسلم .
وتأخر
أبو داود عن
أبي مسلم لحال
أهل الطالقان ، فكتب إليه
أبو مسلم يخبره بقتل
زياد ، فأتى
كس وأرسل
nindex.php?page=showalam&ids=13486عيسى بن ماهان إلى
بسام وبعث جندا إلى شاغر فطلبوا الصلح ، فأجيبوا إلى ذلك .
وأما
بسام فلم يصل
عيسى إلى شيء منه ، وكتب
عيسى إلى
كامل بن مظفر صاحب
أبي مسلم يعتب
أبا داود وينسبه إلى العصبية ، فبعث
أبو مسلم بالكتب إلى
أبي داود ، وكتب إليه : إن هذه كتب العلج الذي صيرته عدل نفسك ، فشأنك به . فكتب
أبو داود إلى
عيسى يستدعيه ، فلما حضر عنده حبسه وضربه ثم أخرجه ، فوثب عليه الجند فقتلوه ،
[ ص: 46 ] ورجع
أبو مسلم إلى
مرو .
ذكر
غزوة جزيرة صقلية
وفي هذه السنة غزا
عبد الله بن حبيب جزيرة صقلية ، وغنم بها وسبى ، وظفر بها ما لم يظفره أحد قبله ، بعد أن غزا
تلمسان .
واشتغل ولاة
إفريقية بالفتنة مع
البربر ، فأمن
الصقلية وعمرها
الروم من جميع الجهات ، وعمروا فيها الحصون والمعاقل ، وصاروا يخرجون كل عام مراكب تطوف
بالجزيرة وتذب عنها ، وربما طارقوا تجارا من المسلمين فيأخذونهم .
ذكر عدة حوادث
حج بالناس هذه السنة
nindex.php?page=showalam&ids=16045سليمان بن علي ، وهو على
البصرة وأعمالها ، وكان العمال من تقدم ذكرهم .
[ الوفيات ]
وفيها
مات أبو خازم الأعرج ، وقيل : سنة أربعين ، وقيل سنة أربع وأربعين . وفيها مات
عطاء بن عبد الله مولى المطلب ، وقيل : مولى
المهلب ، وقيل : هو
عطاء بن ميسرة ، ويكنى
أبا عثمان الخراساني ، وقيل سنة أربع وثلاثين .
وفيها مات
يحيى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بفارس ، وكان أميرا عليها ، وكان قبل ذلك أميرا على
الموصل . وفيها توفي
ثور بن زيد الدئلي ، وكان ثقة .
[ ص: 47 ] وزياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي ، وكان من الأبطال . (
عياش بالياء المثناة من تحت ، وبالشين المعجمة ) .