أما قول
أبي داود الأحاديث كلها على خلافه ، فليس بأيديكم سوى تقليد
أبي داود ، وأنتم لا ترضون ذلك ، وتزعمون أن الحجة من جانبكم ، فدعوا التقليد ، وأخبرونا أين في الأحاديث الصحيحة ما يخالف حديث
أبي الزبير ؟ فهل فيها حديث واحد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتسب عليه تلك الطلقة ، وأمره أن يعتد بها ، فإن كان ذلك ، فنعم والله هذا خلاف صريح لحديث
أبي الزبير ، ولا تجدون إلى ذلك سبيلا ، وغاية ما بأيديكم (
nindex.php?page=hadith&LINKID=16003362مره فليراجعها ) ، والرجعة تستلزم وقوع الطلاق .
( وقول
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، وقد سئل أتعتد بتلك التطليقة ؟ فقال : " أرأيت إن عجز واستحمق " ، وقول
نافع أو من دونه : " فحسبت من طلاقها ) ، وليس وراء ذلك حرف واحد يدل على وقوعها
[ ص: 208 ] والاعتداد بها ، ولا ريب في صحة هذه الألفاظ ، ولا مطعن فيها ، وإنما الشأن كل الشأن في معارضتها ، لقوله : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=16003363فردها علي ولم يرها شيئا ) ، وتقديمها عليه ، ومعارضتها لتلك الأدلة المتقدمة التي سقناها ، وعند الموازنة يظهر التفاوت ، وعدم المقاومة ، ونحن نذكر ما في كلمة كلمة منها .