فإن قيل :
فأيما أفضل ، إفراد يأتي عقيبه بالعمرة ، أو تمتع يحل منه ثم يحرم بالحج عقيبه ؟
قيل : معاذ الله أن نظن أن نسكا قط أفضل من النسك الذي اختاره الله لأفضل الخلق ، وسادات الأمة ، وأن نقول في نسك لم يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أحد من الصحابة الذين حجوا معه ، بل ولا غيرهم من أصحابه : إنه أفضل مما فعلوه بأمره ، فكيف يكون حج على وجه الأرض أفضل من الحج الذي حجه النبي صلوات الله عليه ، وأمر به أفضل الخلق ، واختاره لهم ، وأمرهم بفسخ ما عداه من الأنساك إليه ، وود أنه كان فعله لا حج قط أكمل من هذا . وهذا وإن صح عنه الأمر لمن ساق الهدي بالقران ، ولمن لم يسق بالتمتع ، ففي جواز خلافه نظر ، ولا يوحشك قلة القائلين بوجوب ذلك ، فإن فيهم البحر الذي لا ينزف
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس ، وجماعة من أهل الظاهر ، والسنة هي الحكم بين الناس والله المستعان .