وأنزل الله عليهم النعاس أمنة منه في غزاة بدر وأحد ، والنعاس في الحرب وعند الخوف دليل على الأمن ، وهو من الله ، وفي الصلاة ومجالس الذكر والعلم من الشيطان .
ووجه النصب : أن الأنصار لما خرجوا للقتال واحدا بعد واحد حتى قتلوا ، ولم يخرج القرشيان ، قال ذلك ، أي : ما أنصفت قريش الأنصار .
ووجه الرفع : أن يكون المراد بالأصحاب الذين فروا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أفرد في النفر القليل ، فقتلوا واحدا بعد واحد ، فلم ينصفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ثبت معه .
[ ص: 184 ] وفي " مغازي الأموي " : أن المشركين صعدوا على الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد " اجنبهم " يقول : ارددهم . فقال : كيف أجنبهم وحدي ؟ فقال : ذلك ثلاثا ، فأخذ سعد سهما من كنانته ، فرمى به رجلا فقتله ، قال : ثم أخذت سهمي أعرفه ، فرميت به آخر فقتلته ، ثم أخذته أعرفه ، فرميت به آخر فقتلته ، فهبطوا من مكانهم ، فقلت : هذا سهم مبارك ، فجعلته في كنانتي ، فكان عند سعد حتى مات ، ثم كان عند بنيه .