فصل في
غزوة دومة الجندل
وهي بضم الدال ، وأما دومة بالفتح فمكان آخر . خرج إليها
[ ص: 229 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول سنة خمس ، وذلك أنه بلغه أن بها جمعا كثيرا يريدون أن يدنوا من
المدينة ، وبينها وبين
المدينة خمس عشرة ليلة ، وهي من
دمشق على خمس ليال ، فاستعمل على
المدينة سباع بن عرفطة الغفاري ، وخرج في ألف من المسلمين ، ومعه دليل من
بني عذرة يقال له مذكور ، فلما دنا منهم إذا هم مغربون ، وإذا آثار النعم والشاء ، فهجم على ماشيتهم ورعاتهم ، فأصاب من أصاب ، وهرب من هرب ، وجاء الخبر أهل
دومة الجندل ، فتفرقوا ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بساحتهم فلم يجد فيها أحدا ، فأقام بها أياما وبث السرايا ، وفرق الجيوش ، فلم يصب منهم أحدا ، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
المدينة ، ووادع في تلك الغزوة
عيينة بن حصن .