فصل
ومن تأمل قول الصديقة ، وقد نزلت براءتها ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=16001999فقال لها أبواها : قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : ( والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله ) ،
علم معرفتها وقوة إيمانها وتوليتها النعمة لربها وإفراده بالحمد في ذلك المقام ، وتجريدها التوحيد ، وقوة جأشها وإدلالها ببراءة ساحتها ، وأنها لم تفعل ما يوجب قيامها في مقام الراغب في الصلح الطالب له ، وثقتها بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها قالت ما قالت ، إدلالا للحبيب على حبيبه ، ولا سيما في مثل هذا المقام الذي هو أحسن مقامات الإدلال ، فوضعته موضعه ، ولله ما كان أحبها إليه حين قالت : لا أحمد إلا الله ، فإنه هو الذي أنزل براءتي ، ولله ذلك الثبات والرزانة منها ، وهو أحب شيء إليها ، ولا صبر لها عنه ، وقد تنكر قلب حبيبها لها شهرا ، ثم صادفت الرضى
[ ص: 237 ] منه ، والإقبال فلم تبادر إلى القيام إليه ، والسرور برضاه وقربه مع شدة محبتها له ، وهذا غاية الثبات والقوة .