فصل
[ ص: 266 ] وجرى
الصلح بين المسلمين وأهل مكة على وضع الحرب عشر سنين ، وأن يأمن الناس بعضهم من بعض ، وأن يرجع عنهم عامه ذلك ، حتى إذا كان العام المقبل قدمها وخلوا بينه وبين
مكة فأقام بها ثلاثا ، وأن لا يدخلها إلا بسلاح الراكب والسيوف في القرب ، وأن من أتانا من أصحابك لم نرده عليك ، ومن أتاك من أصحابنا رددته علينا ، وأن بيننا وبينك عيبة مكفوفة ، وأنه لا إسلال ولا إغلال ، فقالوا : يا رسول الله ، نعطيهم هذا ؟ فقال : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=16002028من أتاهم منا فأبعده الله ، ومن أتانا منهم فرددناه إليهم جعل الله له فرجا ومخرجا ) .
وفي قصة
الحديبية أنزل الله - عز وجل - فدية الأذى لمن حلق رأسه بالصيام أو الصدقة أو النسك في شأن
nindex.php?page=showalam&ids=167كعب بن عجرة .
وفيها
دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم للمحلقين بالمغفرة ثلاثا ، وللمقصرين مرة .
وفيها نحروا البدنة عن سبعة ، والبقرة عن سبعة .
وفيها أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم في جملة هديه جملا كان
لأبي جهل كان في أنفه برة من فضة ؛ ليغيظ به المشركين .
وفيها أنزلت سورة الفتح ، ودخلت
خزاعة في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهده ، ودخلت
بنو بكر في عقد
قريش وعهدهم ، وكان في الشرط أن من شاء أن يدخل
[ ص: 267 ] في عقده صلى الله عليه وسلم دخل ، ومن شاء أن يدخل في عقد
قريش دخل .
ولما رجع إلى
المدينة جاءه نساء مؤمنات ، منهن
nindex.php?page=showalam&ids=11720أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ، فجاء أهلها يسألونها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشرط الذي كان بينهم ، فلم يرجعها إليهم ، ونهاه الله عز وجل عن ذلك ، فقيل : هذا نسخ للشرط في النساء . وقيل : تخصيص للسنة بالقرآن ، وهو عزيز جدا . وقيل : لم يقع الشرط إلا على الرجال خاصة ، وأراد المشركون أن يعمموه في الصنفين فأبى الله ذلك .