فصل
في فقه هذه القصة
فيها : أن
من نام عن صلاة أو نسيها ، فوقتها حين يستيقظ أو يذكرها .
[ ص: 317 ] وفيها : أن
السنن الرواتب تقضى كما تقضى الفرائض ، وقد قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة الفجر معها ، وقضى سنة الظهر وحدها ، وكان هديه - صلى الله عليه وسلم -
قضاء السنن الرواتب مع الفرائض .
وفيها : أن
الفائتة يؤذن لها ويقام ، فإن في بعض طرق هذه القصة ، أنه أمر
بلالا فنادى بالصلاة ، وفي بعضها فأمر
بلالا فأذن وأقام ، ذكره
أبو داود .
وفيها :
قضاء الفائتة جماعة .
وفيها : قضاؤها على الفور لقوله : "فليصلها إذا ذكرها " ، وإنما أخرها عن مكان معرسهم قليلا ، لكونه مكانا فيه شيطان فارتحل منه إلى مكان خير منه ، وذلك لا يفوت المبادرة إلى القضاء ، فإنهم في شغل الصلاة وشأنها .
وفيها : تنبيه على
اجتناب الصلاة في أمكنة الشيطان ، كالحمام والحش بطريق الأولى ، فإن هذه منازله التي يأوي إليها ويسكنها ، فإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك المبادرة إلى الصلاة في ذلك الوادي ، وقال : إن به شيطانا ، فما الظن بمأوى الشيطان وبيته .