قال كعب : وكان تخلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ أمرنا حتى قضى الله فيه ، فبذلك قال الله : ( وعلى الثلاثة الذين خلفوا ) [ التوبة : 118 ] وليس الذي ذكر الله مما خلفنا عن الغزو ، وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن [ ص: 487 ] حلف له واعتذر إليه فقبل منه
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14274عثمان بن سعيد الدارمي : حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله : ( وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ) [ التوبة : 102 ] قال : كانوا عشرة رهط تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، فلما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم أوثق سبعة منهم أنفسهم بسواري المسجد ، وكان يمر النبي صلى الله عليه وسلم إذا رجع في المسجد عليهم ، فلما رآهم قال : من هؤلاء الموثقون أنفسهم بالسواري ؟ قالوا : هذا أبو لبابة وأصحاب له ، تخلفوا عنك يا رسول الله ، أوثقوا أنفسهم حتى يطلقهم النبي صلى الله عليه وسلم ويعذرهم ، قال : وأنا أقسم بالله لا أطلقهم ولا أعذرهم حتى يكون الله هو الذي يطلقهم ، رغبوا عني وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين ، فلما بلغهم ذلك قالوا : ونحن لا نطلق أنفسنا حتى يكون الله هو الذي يطلقنا ، فأنزل الله عز وجل ( وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم ) وعسى من الله واجب ( إنه هو التواب الرحيم ) فلما نزلت أرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأطلقهم وعذرهم ، فجاءوا بأموالهم فقالوا : يا رسول الله هذه أموالنا فتصدق بها عنا واستغفر لنا ، قال : ما أمرت أن آخذ أموالكم ، فأنزل الله ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ) [ التوبة : [ ص: 488 ] 103 ] يقول : استغفر لهم ( إن صلاتك سكن لهم ) فأخذ منهم الصدقة واستغفر لهم ، وكان ثلاثة نفر لم يوثقوا أنفسهم بالسواري ، فأرجئوا لا يدرون أيعذبون أم يتاب عليهم ، فأنزل الله تعالى : ( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار ) إلى قوله : ( وعلى الثلاثة الذين خلفوا ) إلى قوله : ( إن الله هو التواب الرحيم ) تابعه nindex.php?page=showalam&ids=16574عطية بن سعد