صفحة جزء
فصل

وإن كان لا سبيل للعاشق إلى وصال معشوقه قدرا أو شرعا ، أو هو ممتنع عليه من الجهتين ، وهو الداء العضال ، فمن علاجه إشعار نفسه اليأس منه ، فإن النفس متى يئست من الشيء ، استراحت منه ، ولم تلتفت إليه ، فإن لم يزل مرض العشق مع اليأس ، فقد انحرف الطبع انحرافا شديدا ، فينتقل إلى علاج آخر ، وهو علاج عقله بأن يعلم بأن تعلق القلب بما لا مطمع في حصوله نوع من الجنون ، وصاحبه بمنزلة من يعشق الشمس ، وروحه متعلقة بالصعود إليها والدوران معها في فلكها ، وهذا معدود عند جميع العقلاء في زمرة المجانين .

التالي السابق


الخدمات العلمية