قصب السكر : جاء في بعض ألفاظ السنة الصحيحة في الحوض (
nindex.php?page=hadith&LINKID=16002962ماؤه أحلى من السكر ) ولا أعرف السكر في الحديث إلا في هذا الموضع .
والسكر حادث لم يتكلم فيه متقدمو الأطباء ، ولا كانوا يعرفونه ، ولا يصفونه في الأشربة ، وإنما يعرفون العسل ، ويدخلونه في الأدوية ، وقصب السكر حار رطب ينفع من السعال ، ويجلو الرطوبة والمثانة ، وقصبة الرئة ، وهو أشد تليينا من السكر ، وفيه معونة على القيء ، ويدر البول ويزيد في
[ ص: 326 ] الباه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16577عفان بن مسلم الصفار : من مص قصب السكر بعد طعامه ، لم يزل يومه أجمع في سرور ، انتهى .
وهو ينفع من خشونة الصدر والحلق إذا شوي ، ويولد رياحا دفعها بأن يقشر ، ويغسل بماء حار .
والسكر حار رطب على الأصح ، وقيل : بارد ، وأجوده : الأبيض الشفاف الطبرزد ، وعتيقه ألطف من جديده ، وإذا طبخ ونزعت رغوته ، سكن العطش والسعال ، وهو يضر المعدة التي تتولد فيها الصفراء لاستحالته إليها ، ودفع ضرره بماء الليمون أو النارنج ، أو الرمان اللفان .
وبعض الناس يفضله على العسل لقلة حرارته ولينه ، وهذا تحامل منه على العسل ، فإن منافع العسل أضعاف
منافع السكر ، وقد جعله الله شفاء ودواء ، وإداما وحلاوة ، وأين نفع السكر من منافع العسل : من تقوية المعدة ، وتليين الطبع ، وإحداد البصر ، وجلاء ظلمته ، ودفع الخوانيق بالغرغرة به ، وإبرائه من الفالج واللقوة ، ومن جميع العلل الباردة التي تحدث في جميع البدن من الرطوبات ، فيجذبها من قعر البدن ومن جميع البدن ، وحفظ صحته ، وتسمينه ، وتسخينه ، والزيادة في الباه ، والتحليل والجلاء ، وفتح أفواه العروق ، وتنقية المعى ، وإحدار الدود ، ومنع التخم وغيره من العفن ، والأدم النافع ، وموافقة من غلب عليه البلغم والمشايخ وأهل الأمزجة الباردة ، وبالجملة : فلا شيء أنفع منه للبدن ، وفي العلاج وعجز الأدوية ، وحفظ قواها ، وتقوية المعدة إلى أضعاف هذه المنافع ، فأين للسكر مثل هذه المنافع والخصائص أو قريب منها .