صفحة
3
[ ص: 3 ] بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين ، حمدا كثيرا على ما خص به هذه الأمة بالأئمة الأعلام حماة الدين ، الذين صرفوا عنان فكرهم في الذب عنه من تضليل المخرفين والمهرفين ، فبينوا للعامة الحق من الباطل والغث من السمين . وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة المؤمنين الموقنين . وأشهد أن محمدا رسول الله الصادق الوعد الأمين ، أدى الرسالة وبلغ الأمانة ، فكان مبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، ورضي الله عن الصحابة الطيبين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد : هذا كتاب " موعظة المؤمنين " للشيخ محمد جمال الدين القاسمي ، اختصر فيه كتاب " إحياء علوم الدين " nindex.php?page=showalam&ids=14847للإمام الغزالي : " لذكرى العامة . . . وافيا بحاجياتهم . . . مجردا عن دقائق المسائل قريب الأخذ للمتناول " وقد عني بتحقيق هذا الكتاب سابقا وطبع في بيروت ، إلا أن تحقيقنا هذا ليس عملا مكررا بقدر ما هو إعادة مع زيادة تعليقات وتصويبات كان لا بد منها بعد ما غفل عنها في الطبعات السابقة .
ولا نكون بهذا أنكرنا على السادة المحققين ما بذلوه من جهد كبير ، فلهم دائما فضل السبق .
- أما عن عملي في هذا الكتاب فبعد مقابلة النصوص أثبت في المتن ما رأيته الأقرب إلى النص الأصلي ، مع بيان الأرجح والتعليل ، وقد زودته بالإحالات الشاملة مع اعتماد الدقة في الأسماء والتواريخ ، ومما ألحقت بالشرح تراجم من وردت أسماؤهم في المتن مقرونة بسنة الوفاة مع الإشارة إلى مصادر معلوماتها . كما شرعت بتخريج الأحاديث بعزوها إلى أمهات الكتب والتصانيف لإيضاح مظانها على المسترشدين السائلين .
وأهملت الأحاديث التي تم إخراجها في كتاب " المغني عن حمل الأسفار في الأسفار للعراقي " إلا بعضا منها . وقد بينت بعض حال الرواة بالاعتماد على جملة من أقوال المحدثين . ثم علقت على بعض المسائل في التفسير كما شرحت بعض المبهمات والعبارات والمصطلحات وغريب اللفظ بما يفي بالمراد . وقد ذيلته بمجموعة فهارس لا غنية لباحث أو دارس مبتدئا كان أو متبحرا عنها ، وبينت كيفية استعمالها في مواضعها .
[ ص: 4 ] أما عن الزيادات على المتن فقد بينتها في الحاشية مع الإشارة إليها ، والتي لم أشر إليها فقد اكتفيت بهذه العلامة [ ] لبيان أنها مزيدة . وأما عن الحواشي فقد حذفت منها روايات المصحح والناسخ واختلافهما ، وذلك أن المقصود في الأصل توثيق المحقق نقله .
فكان الكتاب كافيا شافيا للمطالع المكتفي بمتنه وللباحث المتعقب حقيقة المتن وما فيه .
والغاية من تحقيق هذا الكتاب خدمة الواعظ المسترشد وطلبة العلم ، فإن كنت قد وفقت فالخير قصدت وإلا حسبي أنني حاولت .
- ولا أنسى في هذا المقام من كلمة شكر أوجهها إلى كل من ساهم وساعد في إخراج هذا الكتاب على ما هو عليه ، عرفانا مني بالجميل والفضل .
- هذا ما حاولت صنعه ولا أدعي أنني بلغت في هذا كمالا فالكمال لله وحده ، لكنها محاولة آمل أن يجد فيها الدارس ما يصبو إليه . وأسأل الله التوفيق والسداد وحسن الختام ، إنه على كل شيء قدير .
وإن كان ثمة شيء يذكر فهو ثنائي على أساتذتي الذين منهم تعلمت وعلى كتبهم عولت ومن آثارهم اقتبست ، غفر الله لي ولهم ، آمين . والله من وراء القصد .
مأمون بن محيي الدين الجنان
دمشق 11\ 5\ 1994 ص . ب 29173
التالي