سر
فضيلة الذكر :
إن قلت : ما بال ذكر الله سبحانه مع خفته على اللسان وقلة التعب فيه صار أفضل وأنفع من جملة العبادات مع كثرة المشقة فيها ؟ فاعلم أن تحقيق هذا لا يليق إلا بعلم المكاشفة ، والقدر الذي يسمح بذكره في علم المعاملة أن المؤثر النافع هو الذكر على الدوام مع حضور القلب ، فأما الذكر باللسان والقلب لاه فهو قليل الجدوى ، بل حضور القلب مع الله تعالى على الدوام أو في أكثر الأوقات هو المقدم على العبادات ، بل به تشرف سائر العبادات وهو غاية ثمرة العبادات العملية .
وللذكر أول وآخر : فأوله يوجب الأنس والحب ، وآخره يوجب الأنس والحب ويصدر عنه ، والمطلوب ذلك الأنس والحب .