القسم الثاني : طهارة الأحداث
آداب قضاء الحاجة
ومنها الوضوء والغسل والتيمم ويتقدمها الاستنجاء ، فلنورد كيفيتها على الترتيب مع آدابها وسننها مبتدئين بسبب الوضوء ، وآداب قاضي الحاجة إن شاء الله تعالى .
ينبغي أن
يبعد عن أعين الناظرين في الصحراء ، وأن يستتر بشيء إن وجده ، وأن
لا يكشف عورته قبل الانتهاء إلى موضع الجلوس ، وأن
لا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ، وأن يتقي الجلوس في متحدث الناس ، وأن لا يبول في الماء الراكد وتحت الشجرة المثمرة وفي الثقب ، وأن يتقي الموضع الصلب ومهبات الرياح في البول استنزاها من رشاشه ، وأن يتكئ في جلوسه على الرجل اليسرى ، وإن كان في بنيان يقدم الرجل اليسرى في الدخول واليمنى في الخروج ، ولا يستصحب شيئا عليه اسم الله تعالى أو رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وأن
يقول عند الدخول : بسم الله أعوذ بالله من الخبث والخبائث ،
وعند الخروج : الحمد لله الذي أذهب عني ما يؤذيني وأبقى علي ما ينفعني . وأن يستبرئ من البول بالنتر ثلاثا ، ولا يكثر التفكر في الاستبراء فيتوسوس ويشق عليه الأمر ، وما يحس به من بلل فيقدر أنه بقية الماء ، وقد كان أخفهم استبراء أفقههم ، فتدل الوسوسة على قلة الفقه ، ومن الرخصة أن يبول الإنسان قريبا من صاحبه مستترا عنه . فعل ذلك رسول الله - صلوات الله عليه - مع شدة حيائه ليبين للناس ذلك .