الآفة السادسة عشرة :
النميمة :
قال الله تعالى : (
هماز مشاء بنميم ) [ القلم : 11 ] وقال تعالى : (
ويل لكل همزة لمزة ) [ الهمزة : 1 ] قيل : الهمزة : " النمام " وقال تعالى : (
حمالة الحطب ) [ المسد : 4 ]
[ ص: 202 ] قيل : إنها كانت نمامة حمالة للحديث ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16004552لا يدخل الجنة نمام " وعنه - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16004553أحبكم إلى الله أحاسنكم أخلاقا ، الموطئون أكنافا ، الذين يألفون ويؤلفون ، وإن أبغضكم إلى الله المشاءون بالنميمة ، المفرقون بين الإخوان ، الملتمسون للبرآء العثرات " .
وحد النميمة هو كشف ما يكره كشفه ، سواء كرهه المنقول عنه أو المنقول إليه ، أو كرهه ثالث ، وسواء كان الكشف بالقول ، أو بالكتابة ، أو بالرمز ، أو بالإيماء ، وسواء كان المنقول من الأعمال أو من الأقوال ، وسواء كان ذلك عيبا ونقصا في المنقول عنه أو لم يكن . بل
حقيقة النميمة إفشاء السر وهتك الستر عما يكره كشفه ، بل كل ما رآه الإنسان من أحوال الناس فينبغي أن يسكت عنه ، إلا ما في حكايته فائدة لمسلم ، أو دفع لمعصية ، كما إذا رأى من يتناول مال غيره ، فعليه أن يشهد به مراعاة لحق المشهود عليه .
والباعث على النميمة إما إرادة السوء للمحكي عنه ، أو إظهار الحب للمحكي له ، أو التفرج بالحديث والخوض في الفضول والباطل .
وكل من حملت إليه نميمة فعليه أن لا يسارع إلى صدقه لقوله تعالى : (
إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا ) [ الحجرات : 6 ] وأن ينهاه وينصح له ، وأن لا يظن بالغائب سوءا ، وأن لا يحمله ذلك على التجسس .
وقال "
الحسن " : " من نم إليك نم عليك " ، وهذا إشارة إلى أن النمام ينبغي أن يبغض ولا يوثق بقوله ولا بصداقته ، وكيف لا وهو لا ينفك عن العذر والخيانة والإفساد بين الناس ، وهو ممن يسعى في قطع ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض . وقال تعالى : (
إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق ) [ الشورى : 42 ] والنمام منهم . وقال - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16004554إن من شرار الناس من اتقاه الناس لشره " والنمام منهم .
وقيل "
nindex.php?page=showalam&ids=14980لمحمد بن كعب القرظي " . " أي خصال المؤمن أوضع له " ؟ فقال : " كثرة الكلام ، وإفشاء السر ، وقبول قول كل أحد " . وقال بعضهم : " لو صح ما نقله النمام إليك لكان هو المجترئ بالشتم عليك ، والمنقول عنه أولى بحلمك ؛ لأنه لم يقابلك بشتمك " .