الآفة العشرون :
سؤال العوام عن الغوامض :
من حق العوام الاشتغال بالعمل الصالح ، إلا أن الفضول خفيف على القلب ، والعامي قد يفرح بالخوض في العلم ، إذ الشيطان يخيل إليه أنه من العلماء وأهل الفضل ، ولا يزال يحبب إليه ذلك حتى يتكلم بما هو كفر ولا يدري . وكل من سأل عن علم غامض ولم يبلغ فهمه تلك الدرجة فهو مذموم ، فإنه بالإضافة إليه عامي . وفي الحديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16004561نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القيل والقال ، وإضاعة المال ، وكثرة السؤال " .
وفي قصة "
موسى " و "
الخضر " عليهما السلام تنبيه على المنع من
السؤال قبل أوان استحقاقه ، إذ قال : (
فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ) [ الكهف : 70 ] فلما سأل عن السفينة أنكر عليه ، حتى اعتذر وقال : (
لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ) [ الكهف : 73 ] فلما لم يصبر حتى سأل ثلاثا قال : (
هذا فراق بيني وبينك ) [ الكهف : 78 ] وفارقه . فسؤال العوام عن غوامض الدين من أعظم الآفات ، فيجب منعهم من ذلك وزجرهم .