فضيلة التعليم :
أما الآيات فقوله عز وجل : (
ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون )
[ ص: 15 ] [ التوبة : 122 ] والمراد هو التعليم والإرشاد ، وقوله تعالى : (
وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) [ آل عمران : 187 ] وهو إيجاب للتعليم ، وقوله تعالى : (
وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ) [ البقرة : 146 ] وهو
تحريم للكتمان ، كما قال تعالى في الشهادة : (
ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ) [ البقرة : 283 ] وقال تعالى : (
ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا ) [ فصلت : 33 ] وقال تعالى : (
ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) [ النحل : 125 ] وقال تعالى : (
ويعلمهم الكتاب والحكمة ) [ البقرة : 129 ، آل عمران : 164 ، والجمعة : 2 ] وأما الأخبار فقوله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=16004164لما بعث معاذا إلى اليمن : " لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من الدنيا وما فيها " وقال صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16004165من علم علما فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار " وقال صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16004166إن الله سبحانه وملائكته وأهل سمواته وأرضه حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير " وقال صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16004167إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له " وقال صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16004168الدال على الخير كفاعله " وقال صلى الله عليه وسلم "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16004169رحمة الله على خلفائي ، قيل ومن خلفاؤك ، قال " الذين يحيون سنتي ويعلمونها عباد الله " .
ومن الآثار ما روي عن
معاذ أنه قال : " تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية ، وطلبه عبادة ، ومدارسته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه من لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة ، وهو الأنيس في الوحدة ، والصاحب في الخلوة ، والدليل على الدين ، والمصبر على البأساء والضراء ، يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة سادة هداة يقتدى بهم ، أدلة في الخير ، تقتص آثارهم ، وترمق أفعالهم ، يبلغ العبد به منازل الأبرار والدرجات العلى ; والتفكر فيه يعدل بالصيام ،
[ ص: 16 ] ومدارسته بالقيام ، به يطاع الله عز وجل ، وبه يعبد ، وبه يوحد ويمجد ، وبه يتورع ، وبه توصل الأرحام ، وبه يعرف الحلال ، وهو إمام والعمل تابعه ، يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء " . وقال
الحسن - رحمه الله - : " لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم " أي : إنهم بالتعلم يخرجون الناس من حد البهيمة إلى حد الإنسانية .