( وندب ليشهر علمه ) للناس بقصد إفادة الجاهل ، وإرشاد المستفتي لا الشهرة لأمر دنيوي ، ثم شبه في الندب قوله ( كورع ) وهو من يترك الشبهات خوف الوقوع في المحرمات ( غني ) أي ذي مال ينفق على نفسه وعياله منه لأن الغنى مظنة التنزه وترك الطمع خصوصا إذا انضم له ورع ( حليم ) ليس سيئ الأخلاق فإن سوء الخلق منشأ للظلم وأذية الناس ( نزه ) أي كامل المروءة بترك ما لا يليق من سفاسف الأمور .
( قوله : وندب ) أي القضاء بمعنى توليته . ( قوله : ليشهر علمه ) أي لكونه خاملا لا يؤخذ بفتواه ولا يتعلم عليه أحد فيتولاه بقصد إفادة الجاهل وإرشاد المستفتي . ( قوله : لا الشهرة إلخ ) أي وليس المراد توليته لأجل الشهرة لرفعة دنيوية فإن هذا مكروه لا مندوب . ( قوله : وهو من يترك إلخ ) أي وأما الأورع فهو من يترك بعض المباحات خوف الوقوع في الشبهات . ( قوله : لأن الغنى مظنة إلخ ) أي ولهذا كان وجود المال عند ذوي الدين زيادة لهم في الخير لا سيما من نصب نفسه للناس . ( قوله : بترك ) أي بسبب تركه ما لا يليق فلا يصحب الأرذال ولا يجلس مجالس السوء ولا يتعاطى محقرات الأمور .