( و ) ندب للقاضي ( منع الراكبين معه والمصاحبين له ) في غير ركوب بل يستعمل الانفراد ما أمكن إذ كثرة الاجتماع لا خير فيها مع اتهامه أنه لا يستوفي عليهم الأحكام الشرعية إلا لضرورة خادم ومعين في أمر من الخصومات ورفع الظلامات ولذا قال ( و ) ندب له ( تخفيف الأعوان ) من عنده ; لأنهم لا يسلمون غالبا من تعليم الأخصام التحيل وقلب الأحكام كما هو مشاهد وينبغي أن يبعد عنه من طالت إقامته منهم في هذه الخدمة .
( قوله : ومنع الراكبين إلخ ) أي أنه يندب للقاضي أن يمنع الذين كانوا يركبون معه قبل التولية من ركوبهم معه بعدها وكذلك المصاحبون له قبل التولية في غير الركوب يندب له ترك مصاحبتهم بعدها . ( قوله : مع اتهامه أنه لا يستوفي إلخ ) أي فيمتنع من له عليهم حق من طلبه . ( قوله : تخفيف الأعوان ) أي تقليل الأعوان الذين اتخذهم لإعانته كالرسل الذين يرسلهم القاضي لإحضار خصم ، أو سماع دعوة نيابة عنه ، أو سماع شهادة . ( قوله : وقلب الأحكام ) أي تغيير الحالة التي يترتب عليها وقوع الحكم . ( قوله : أن يبعد عنه ) أي من الأعوان من طالت إقامته في هذه الخدمة أي لأنه يزداد سوءهم وضررهم بالناس .