سورة الفتح
مسألة :
قوله تعالى : ( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) .
الجواب : أحسن ما يجاب به عن الآية الكريمة أنه كنى بالمغفرة عن العصمة ؛ أي : ليعصمك الله عن الذنب فيما تقدم من عمرك وما تأخر ، وقد نص غير واحد على أن المغفرة والعفو والتوبة جاءت في القرآن والسنة في معرض الإسقاط والترخيص وإن لم يكن ذنب ، ومنه قوله تعالى : (
عفا الله عنك لم أذنت لهم ) عفا الله لكم عن صدقة الخيل والرقيق : (
فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم ) ، (
علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم ) أي رخص لكم (
علم أن لن تحصوه فتاب عليكم ) وقد ألفت في ذلك مؤلفا سميته ( المحرر في قوله تعالى :
ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) .