صفحة جزء
الوجه الثالث عشر : لم يرد تصريح ببيان الوقت الذي يجيء فيه الملكان في سائر الأيام ، وإنما ورد أنهما يأتيانه في اليوم الأول إذا انصرف الناس من دفنه .

وقد يؤخذ من قول عبيد بن عمير : يفتن المؤمن سبعا والكافر أربعين صباحا - أنهما يأتيان في سائر الأيام أول النهار ، وقد يكون أراد بقوله : " أربعين صباحا " أربعين يوما كما جرت عادتهم بذلك أن يكنوا عن اليوم بالصباح إطلاقا للجزء وإرادة للكل ، فلا يكون فيه دلالة على مجيئهما أول النهار .

ويحتمل أن يأتيا في سائر الأيام في مثل الساعة التي جاء فيها أول يوم دفن ، والعلم في ذلك عند الله تعالى . وإذا كنا لم نعلم وقت مجيئهما من النهار لكون ذلك من المغيبات التي لا اطلاع لأحد عليها إلا بتوقيف من صاحب الوحي ، ولا طريق إلى الاستدلال عليها بالنظر ، فكيف يظن أن أخبار طاوس وغيره بوقوع الفتنة سبعة أيام صدر عنهم من غير توقيف أو سماع أو بلاغ ممن فوقهم عمن يأتيه الوحي ؟ حاشا وكلا ، لا يظن ذلك من له أدنى تمييز .

التالي السابق


الخدمات العلمية