صفحة جزء
274 - زر بن حبيش

ومنهم الوافد الغادي ، الذاكر في النادي ، وفد ليتعلم ، وغزا ليغنم ، زر بن حبيش أبو مريم ، تحمل الكلال ، طلبا للكمال ، فحفظ من الملال ، وثبت في الوصال .

وقيل : إن التصوف التحمل للكلال ، والتحرز من الملال ، والتروح بالوصال .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ، ثنا شيبان بن معاوية ، عن ‌ عاصم ، عن زر بن حبيش ، قال : خرجت في وفد لأهل الكوفة ، وايم الله إن حرضني على الوفادة إلا لقاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار ، فلما قدمت المدينة لزمت أبي بن كعب وعبد الرحمن بن عوف .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا عثمان بن عمر الضبي ، ثنا عبد الله بن رجاء الغداني ، ثنا همام ، عن زر ، قال : وفدت [ ص: 182 ] في خلافة عثمان ، وما حملني على الوفادة إلا لقاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلقيت صفوان بن عسال فقلت : لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : نعم ، وغزوت معه اثنتي عشرة غزوة .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أحمد بن محمد ، ثنا محمد بن أيوب ، ثنا أبو بكر بن عياش ، عن ‌ عاصم ، عن زر بن حبيش ، قال : أتيت المدينة فدخلت المسجد فإذا أنا بأبي بن كعب فأتيته ، فقلت : رحمك الله أبا المنذر ، اخفض لي جناحك ، وكان امرأ فيه شراسة ، فسألته عن ليلة القدر ، فقال : ليلة سبع وعشرين ، قلت : أبا المنذر ، رحمك الله ، من أين علمت ذلك ؟ قال : بالآية التي أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا العباس بن الوليد النرسي ، ثنا حماد بن شعيب ، عن ‌ عاصم ، عن زر بن حبيش ، قال : انطلقت حتى قدمت على عثمان بن عفان وأردت لقاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار رضي الله تعالى عنهم ، قال ‌ عاصم : فحدثني أنه لزم أبي بن كعب ، وعبد الرحمن بن عوف ، قال : فقلت لأبي وكانت فيه شراسة : اخفض جناحك رحمك الله ، فإني إنما أتمتع منك تمتعا ، فقال : تريد أن لا تدع آية من القرآن إلا سألتني عنها ، قال : فكان لي صاحب صدق ، فقلت : يا أبا المنذر ، أخبرني عن ليلة القدر فإن ابن مسعود يقول : من يقيم الحول يصيبها ، فقال : والله لقد علم أنها في رمضان ، ولكنه عمى على الناس لئلا يتكلوا ، والله الذي أنزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم ، إنها لفي رمضان ، وإنها ليلة سبع وعشرين ، فقلت : يا أبا المنذر وكيف علمت ذلك ؟ قال : بالآية التي أخبرنا بها محمد صلى الله عليه وسلم فعددنا فحفظنا فوالله إنها - أي ما يستثني - فقلت : ما الآية ؟ قال : إنها تطلع الشمس حين تطلع ليس لها شعاع حتى ترتفع ، قال : وكان ‌ عاصم لينتبذ ليلتئذ من السحر لا يطعم طعاما حتى إذا صلى الفجر صعد على الصومعة ، فينظر إلى الشمس حين تطلع لا شعاع لها حتى تبيض [ ص: 183 ] وترتفع .

حدثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يوسف بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا جابر بن يزيد ، عن رفاعة ، حدثني يزيد بن أبي سليمان ، قال : سمعت زر بن حبيش يقول : لولا مخافة سلطانكم لوضعت يدي في أذني ثم ناديت ألا إن ليلة القدر في رمضان في العشر الأواخر في السبع الأواخر ، قبلها ثلاث وبعدها ثلاث ، نبأ من لم يكذبني ، عن نبأ من لم يكذبه ، قال أبو داود : يعني أبي بن كعب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية