صفحة جزء
حدثنا علي بن هارون ، ثنا أبو معشر الدارمي ، ثنا محمد بن المنهال ، ثنا [ ص: 289 ] عبد الواحد بن زياد ، ثنا الربيع بن أبي مسلم ، قال : دخلت على سعيد بن جبير حين جيء به إلى الحجاج وهو موثق ، فبكيت ، فقال لي : ما يبكيك ؟ قلت : الذي أرى بك ، قال : فلا تبك ، إن هذا كان في علم الله عز وجل أن يكون . ثم قرأ : ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ) الآية .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن شبل ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا يحيى بن يمان ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير قال : بعث موسى وهارون عليهما السلام ابني هارون بقربان يقربانه ، فقالا : أكلته النار . وكذبا ، فأرسل الله تعالى عليهما نارا فأكلتهما ، قال : فأوحى الله تعالى إليهما : هكذا أفعل بأوليائي ، فكيف بأعدائي ؟

حدثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ، ثنا يزيد بن خالد ، ثنا يحيى بن يمان ، ثنا أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد قال : من عطس عنده أخوه المسلم فلم يشمته ، كان دينا يأخذه به يوم القيامة .

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا خلاد بن يحيى ، ثنا مسعر ، عن سليمان الشيباني ، عن سعيد ، أنه سئل عن القبلة للصائم ، قال : قيل : فإنه لبريد سوء .

حدثنا محمد ، ثنا بشر ، ثنا خلاد بن يحيى ، ثنا إسماعيل بن عبد الملك ، قال : سألت سعيد بن جبير عن فريضة من فرائض الجد ، فقال : يا ابن أخي ، إنه كان يقال : من أحب أن يتجرأ على جراثيم جهنم ، فليتجرأ على فرائض الجد .

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ، ثنا أحمد بن موسى ، ثنا إسماعيل بن سعيد ، ثنا ابن علية ، عن أيوب ، قال : قام سعيد بن جبير يوما من مجلسه ، فسألته عن حديث ، فقال : ليس كل حين أحلب فأشرب .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا إبراهيم بن خالد ، ثنا أمية بن شبل ، عن عثمان بن مردويه ، قال : كنت مع وهب [ ص: 290 ] بن منبه ، وسعيد بن جبير يوم عرفة بنخيل ابن عامر ، فقال وهب لسعيد : أبا عبد الله ، كم لك منذ خفت من الحجاج ؟ قال : خرجت عن امرأتي وهي حامل فجاءني الذي في بطنها وقد خرج وجهه ، فقال له وهب : إن من قبلكم كان إذا أصاب أحدهم بلاء عده رخاء ، وإذا أصابه رخاء عده بلاء .

حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن أحمد بن خلف ، ثنا سفيان ، عن سالم بن أبي حفصة ، قال : لما أتى سعيد بن جبير الحجاج قال : أنت شقي بن كسير . قال : أنا سعيد بن جبير ، قال : لأقتلنك . قال : أنا إذا كما سمتني أمي . ثم قال : دعوني أصلي ركعتين . قال : وجهوه إلى قبلة النصارى . قال : ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) ، ثم قال : إني أستعيذ منك بما عاذت به مريم . قال : وما عاذت به مريم ؟ قال : قالت : ( إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ) ، قال سفيان : لم يقتل بعد سعيد بن جبير إلا رجلا واحدا .

حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا حاتم بن الليث ، ثنا سعيد بن هشيم ، حدثني أبي ، حدثني عتبة مولى الحجاج ، قال : حضرت سعيد بن جبير حين أتي به الحجاج بواسط ، فجعل الحجاج يقول له : ألم أفعل بك ؟ ألم أفعل بك ؟ فيقول : بلى . فيقول : فما حملك على ما صنعت من خروجك علينا ؟ قال : بيعة كانت علي . فغضب الحجاج وصفق بيده ، وقال : فبيعة أمير المؤمنين كانت أسبق وأولى أن تفي بها . وأمر به فضربت عنقه .

حدثنا أبو حامد ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا أبو معمر ، ثنا هشيم ، عن العوام بن حوشب ، عن أبيه ، قال : لما أتى سعيد بن جبير الحجاج فأمر بضرب عنقه وجد في إزاره صرة فيها دراهم ، فاختصم فيها الذي جاء به والذي ضرب عنقه ، فقضى به الحجاج للذي ضرب عنقه .

حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا عبد الله بن سعد الزهري ، ثنا هارون بن معروف ، ثنا ضمرة ، عن عبد الله بن شوذب ، قال : لما أمر الحجاج بسعيد بن جبير أن يقتل استقبل القبلة ، فنادى الحجاج من مجلسه : اصرفوه اصرفوه . قال : فصرف عن القبلة .

حدثنا أبو حامد ، ثنا محمد ، ثنا الحسن بن عبد العزيز ، ثنا سنيد ، عن خلف بن [ ص: 291 ] خليفة ، عن أبيه ، قال : شهدت مقتل سعيد بن جبير ، فلما بان رأسه قال : لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله ، ثم قالها الثالثة فلم يتمها .

حدثنا أبو حامد ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا هارون بن عبد الله ، ثنا محمد بن سلمة بن هشام بن إسماعيل أبو هشام المخزومي ، ثنا مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن كاتب للحجاج يقال له : يعلى ، قال ما لك ؟ وهو أخ لأم سلمة الذي كان على بيت المال ، قال : كنت أكتب للحجاج وأنا يومئذ غلام حديث السن يستخفني ويستحسن كتابتي ، فأدخل عليه بغير إذن ، فدخلت عليه يوما بعدما قتل سعيد بن جبير وهو في قبة لها أربعة أبواب ، فدخلت عليه مما يلي ظهره ، فسمعته يقول : ما لي ولسعيد بن جبير ؟ فخرجت رويدا وعلمت أنه إن علم بي قتلني ، فلم ينشب الحجاج بعد ذلك إلا يسيرا .

حدثنا أبي ، ثنا خالي أحمد بن محمد بن يوسف ، أخبرني أبو أمية محمد بن إبراهيم في كتابه إلي ، قال : ثنا حامد بن يحيى ، ثنا حفص أبو مقاتل السمرقندي ، ثنا عون بن أبي شداد العبدي ، قال : بلغني أن الحجاج بن يوسف لما ذكر له سعيد بن جبير أرسل إليه قائدا من أهل الشام من خاصة أصحابه يسمى المتلمس بن الأحوص ، ومعه عشرون رجلا من أهل الشام من خاصة أصحابه ، فبينما هم يطلبونه إذا هم براهب في صومعة له فسألوه عنه ، فقال الراهب : صفوه لي . فوصفوه له ، فدلهم عليه ، فانطلقوا فوجدوه ساجدا يناجي بأعلى صوته ، فدنوا منه فسلموا عليه ، فرفع رأسه فأتم بقية صلاته ، ثم رد عليهم السلام ، فقالوا : إنا رسل الحجاج إليك ، فأجبه . قال : ولا بد من الإجابة ؟ قالوا : لا بد من الإجابة . فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه ، ثم قام فمشى معهم حتى انتهى إلى دير الراهب ، فقال الراهب : يا معشر الفرسان ، أصبتم صاحبكم ؟ قالوا : نعم . فقال لهم : اصعدوا الدير ؛ فإن اللبوة والأسد يأويان حول الدير ، فعجلوا الدخول قبل المساء . ففعلوا ذلك ، وأبى سعيد أن يدخل الدير ، فقالوا : ما نراك إلا وأنت تريد الهرب منا . قال : لا ، ولكن لا أدخل منزل مشرك أبدا . قالوا : فإنا لا ندعك فإن السباع تقتلك . قال سعيد : لا ضير إن معي ربي فيصرفها عني ويجعلها حرسا حولي يحرسونني من كل سوء إن شاء الله . قالوا : فأنت من [ ص: 292 ] الأنبياء ؟ قال :ما أنا من الأنبياء ، ولكن عبد من عبيد الله خاطئ مذنب . قال الراهب : فليعطني ما أثق به على طمأنينته . فعرضوا على سعيد أن يعطي الراهب ما يريد ، قال سعيد : إني أعطي العظيم الذي لا شريك له لا أبرح مكاني حتى أصبح إن شاء الله . فرضي الراهب ذلك ، فقال لهم : اصعدوا وأوتروا القسي لتنفروا السباع عن هذا العبد الصالح ؛ فإنه كره الدخول علي في الصومعة لمكانكم . فلما صعدوا وأوتروا القسي إذا هم بلبوة قد أقبلت ، فلما دنت من سعيد تحاكت به وتمسحت به ، ثم ربضت قريبا منه ، وأقبل الأسد فصنع مثل ذلك ، فلما رأى الراهب ذلك وأصبحوا نزل إليه ، فسأله عن شرائع دينه وسنن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، ففسر له سعيد ذلك كله ، فأسلم الراهب وحسن إسلامه ، وأقبل القوم على سعيد يعتذرون إليه ويقبلون يديه ورجليه ويأخذون التراب الذي وطئه بالليل فصلوا عليه ، فيقولون : يا سعيد ، قد حلفنا الحجاج بالطلاق والعتاق إن نحن رأيناك لا ندعك حتى نشخصك إليه ، فمرنا بما شئت . قال : امضوا لأمركم فإني لائذ بخالقي ولا راد لقضائه . فساروا حتى بلغوا واسط ، فلما انتهوا إليها ، قال لهم سعيد : يا معشر القوم ، قد تحرمت بكم وبصحبتكم ، ولست أشك أن أجلي قد حضر ، وأن المدة قد انقضت ، فدعوني الليلة آخذ أهبة الموت ، وأستعد لمنكر ونكير وأذكر عذاب القبر وما يحثى علي من التراب ، فإذا أصبحتم فالميعاد بيني وبينكم الموضع الذي تريدون . قال بعضهم : لا نريد أثرا بعد عين . وقال بعضهم : قد بلغتم أملكم واستوجبتم جوائزكم من الأمير ، فلا تعجزوا عنه . فقال بعضهم : يعطيكم ما أعطى الراهب ويلكم ، أما لكم عبرة بالأسد كيف تحاكت به وتمسحت به وحرسته إلى الصباح ؟ فقال بعضهم : هو علي أدفعه إليكم إن شاء الله . فنظروا إلى سعيد قد دمعت عيناه وشعث رأسه واغبر لونه ، ولم يأكل ولم يشرب ولم يضحك منذ يوم لقوه وصحبوه ، فقالوا بجماعتهم : يا خير أهل الأرض ، ليتنا لم نعرفك ولم نسرح إليك ؟ الويل لنا ويلا طويلا كيف ابتلينا بك ؟ اعذرنا عند خالقنا يوم الحشر الأكبر ؛ فإنه القاضي الأكبر والعدل الذي [ ص: 293 ] لا يجور . فقال سعيد : ما أعذرني لكم وأرضاني لما سبق من علم الله تعالى في . فلما فرغوا من البكاء والمجاوبة والكلام بما بينهم ، قال كفيله : أسألك بالله يا سعيد لما زودتنا من دعائك وكلامك ؛ فإنا لن نلقى مثلك أبدا ولا نرى أنا نلتقي إلى يوم القيامة . قال : ففعل ذلك سعيد فخلوا سبيله ، فغسل رأسه ومدرعته وكساءه وهم مختفون الليل كله ينادون بالويل واللهف ، فلما انشق عمود الصباح جاءهم سعيد بن جبير فقرع الباب ، فقالوا : صاحبكم ورب الكعبة . فنزلوا إليه وبكوا معه طويلا ، ثم ذهبوا به إلى الحجاج وآخر معه ، فدخلا إلى الحجاج ، فقال الحجاج : أتيتموني بسعيد بن جبير ؟ قالوا : نعم ، وعاينا منه العجب . فصرف بوجهه عنهم ، فقال : أدخلوه علي . فخرج المتلمس فقال لسعيد : استودعتك الله وأقرأ عليك السلام . قال : فأدخل عليه ، فقال له : ما اسمك ؟ قال : سعيد بن جبير . قال : أنت الشقي بن كسير . قال : بل كانت أمي أعلم باسمي منك . قال : شقيت أنت وشقيت أمك . قال : الغيب يعلمه غيرك . قال : لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى . قال : لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلها . قال : فما قولك في محمد ؟ قال : نبي الرحمة إمام الهدى عليه الصلاة والسلام . قال : فما قولك في علي في الجنة هو أو في النار ؟ قال : لو دخلتها فرأيت أهلها عرفت من بها . قال : فما قولك في الخلفاء ؟ قال : لست عليهم بوكيل . قال : فأيهم أعجب إليك ؟ قال : أرضاهم لخالقي . قال : فأيهم أرضى للخالق ؟ قال :علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم . قال : أبيت أن تصدقني . قال : إني لم أحب أن أكذبك . قال : فما بالك لم تضحك ؟ قال : وكيف يضحك مخلوق خلق من الطين والطين تأكله النار . قال : فما بالنا نضحك ؟ قال :لم تستو القلوب . قال : ثم أمر الحجاج باللؤلؤ والزبرجد والياقوت فجمعه بين يدي سعيد بن جبير ، فقال له سعيد بن جبير : إن كنت جمعت هذه لتفتدي به من فزع يوم القيامة فصالح ، وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت ، ولا خير في شيء جمع للدنيا إلا ما طاب وزكا ، ثم دعا الحجاج بالعود والناي ، فلما ضرب بالعود ونفخ بالناي ، بكى سعيد بن جبير ، فقال له : ما يبكيك ؟

[ ص: 294 ] هو اللهو ؟ قال سعيد : بل هو الحزن ، أما النفخ فقد ذكرني يوما عظيما يوم نفخ في الصور ، وأما العود فشجرة قطعت في غير حق ، وأما الأوتار فإنها معاء الشاء يبعث بها معك يوم القيامة . فقال الحجاج : ويلك يا سعيد . فقال سعيد : الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار . فقال الحجاج : اختر يا سعيد أي قتلة تريد أن أقتلك ؟ قال : اختر لنفسك يا حجاج ، فوالله ما تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة . قال : أفتريد أن أعفو عنك ؟ قال :إن كان العفو فمن الله ، وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر . قال : اذهبوا به فاقتلوه . فلما خرج من الباب ضحك ، فأخبر الحجاج بذلك ، فأمر برده ، فقال : ما أضحكك ؟ قال : عجبت من جراءتك على الله وحلم الله عنك . فأمر بالنطع فبسط ، فقال : اقتلوه . فقال سعيد : ( وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ) ، قال : شدوا به لغير القبلة . قال سعيد : ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) ، قال : كبوه لوجهه . قال سعيد : ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) قال الحجاج : اذبحوه . قال سعيد : أما إني أشهد وأحاج أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، خذها مني حتى تلقاني يوم القيامة . ثم دعا سعيد الله فقال : اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي . فذبح على النطع رحمه الله . قال : وبلغنا أن الحجاج عاش بعده خمس عشرة ليلة ، ووقع الأكلة في بطنه ، فدعا بالطبيب لينظر إليه فنظر إليه ، ثم دعا بلحم منتن ، فعلقه في خيط ثم أرسله في حلقه فتركها ساعة ، ثم استخرجها وقد لزق به من الدم ، فعلم أنه ليس بناج ، وبلغنا أنه كان ينادي بقية حياته : ما لي ولسعيد بن جبير ؟ كلما أردت النوم أخذ برجلي .

حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن جعفر ، وأحمد بن محمد بن موسى ، ثنا محمد بن عبد الله بن رسته ، ثنا إبراهيم بن الحسن العلاف ، ثنا إبراهيم بن يزيد الصفار ، ثنا حوشب ، عن الحسن ، قال : لما أتي الحجاج بسعيد بن جبير ، قال : أنت الشقي بن كسير ؟ قال : بل أنا سعيد بن جبير . قال : بل أنت الشقي بن كسير . قال : كانت أمي أعرف باسمي منك . قال : ما تقول في محمد ؟ قال : تعني النبي صلى الله .

[ ص: 295 ] عليه وسلم ؟ قال : نعم . قال : سيد ولد آدم النبي المصطفى خير من بقي وخير من مضى . قال : فما تقول في أبي بكر ؟ قال : الصديق خليفة الله مضى حميدا وعاش سعيدا ، مضى على منهاج نبيه صلى الله عليه وسلم لم يغير ولم يبدل . قال : فما تقول في - عمر ؟ قال : عمر الفاروق خيرة الله وخيرة رسوله ، مضى حميدا على منهاج صاحبيه لم يغير ولم يبدل . قال : فما تقول في عثمان ؟ قال : المقتول ظلما المجهز جيش العسرة ، الحافر بئر رومة ، المشتري بيته في الجنة ، صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنتيه ، زوجه النبي بوحي من السماء . قال : فما تقول في علي ؟ قال :ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأول من أسلم ، وزوج فاطمة ، وأبو الحسن والحسين . قال : فما تقول في معاوية ؟ قال : شغلتني نفسي عن تصريف هذه الأمة وتمييز أعمالها . قال : فما تقول في ؟ قال : أنت أعلم ونفسك . قال : بت بعلمك . قال : إذا يسوؤك ولا يسرك . قال : بت بعلمك . قال : اعفني . قال : لا عفا الله عني إن أعفيتك . قال : إني لأعلم أنك مخالف لكتاب الله تعالى ، ترى من نفسك أمورا تريد بها الهيبة وهي تقحمك الهلكة ، وسترد غدا فتعلم . قال : أما والله لأقتلنك قتلة لم أقتلها أحدا قبلك ، ولا أقتلها أحدا بعدك . قال : إذا تفسد علي دنياي وأفسد عليك آخرتك . قال : يا غلام ، السيف والنطع . قال : فلما ولى ضحك . قال : أليس قد بلغني أنك لم تضحك ؟ قال : وقد كان ذلك . قال : فما أضحكك عند القتل ؟ قال : من جراءتك على الله ومن حلم الله عنك . قال : يا غلام ، اقتله . فاستقبل القبلة وقال : ( وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ) ، فصرف وجهه عن القبلة . قال : ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) ، قال : اضرب به الأرض . قال : ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) . قال : اذبح عدو الله فما أنزعه لآيات القرآن منذ اليوم .

التالي السابق


الخدمات العلمية