381 -
خليفة العبدي
ومنهم
خليفة العبدي ، كان للفكرة والخدمة مستلذا ، ومن لوامع العبرة مستمدا ، رضي الله تعالى عنه .
حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا
جعفر بن أحمد بن فارس ، ثنا
عبد الله بن أبي زياد ، ثنا
جعفر بن سليمان ، قال : سمعت
خليفة العبدي - وكان متعبدا - يقول : لو أن الله لم يعبد إلا عن رؤية ما عبده أحد ، ولكن المؤمنين تفكروا في مجيء هذا الليل إذا جاء فملأ كل شيء وغطى كل شيء ، وفي مجيء سلطان النهار إذا جاء فمحى سلطان الليل ، وفي السحاب المسخر بين السماء والأرض ، وفي النجوم ، وفي الشتاء وفي الصيف ، فوالله ما زال
المؤمنون يتفكرون فيما خلق ربهم حتى أيقنت قلوبهم بربهم ، وحتى كأنما عبدوا الله تعالى عن رؤية .
حدثنا أبي ، ثنا
أبو الحسن بن أبان ، ثنا
عبد الله بن محمد بن سفيان ، حدثني
محمد بن الحسين ، ثنا
يحيى بن عيسى بن ضرار السعدي ، حدثني
هلال بن دارم بن قيس الدارمي ، قال : كان
خليفة العبدي جارا لنا فكان
يقوم إذا هدأت [ ص: 304 ] العيون فيقول : اللهم إليك قمت أبتغي ما عندك من الخيرات ، ثم يعمد إلى محرابه فلا يزال يصلي حتى يطلع الفجر ، قال : وحدثتني عجوز كانت تكون معه في الدار ، قالت : كنت أسمعه يدعو في السجود يقول : اللهم هب لي إنابة إخبات ، وإخبات منيب ، وزيني في خلقك بطاعتك ، وحسني لديك بحسن خدمتك ، وأكرمني إذا وفد إليك المتقون ، فأنت خير مقصود وخير معبود ، وخير محمود ، وخير مشكور .
حدثنا أبي ، ثنا
أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا
أبو بكر بن عبيد ، قال : حدثني
محمد بن الحسين ، ثنا
يحيى بن عيسى بن ضرار ، حدثني
هلال بن دارم ، قال : وحدثتني عجوز ، تكون معه - يعني
خليفة - في الدار قالت : فكنت أسمعه إذا
دعا في السحر يقول : قام البطلون وقمت معهم ، قمنا إليك ونحن متعرضون لجودك فكم من ذي جرم عظيم قد صفحت له عن جرمه ، وكم من ذي كرب عظيم قد فرجت له عن كربه ، وكم من ذي ضر كثير قد كشفت له عن ضره ، فبعزتك ما دعانا إلى مسألتك بعدما انطوينا عليه من معصيتك إلا الذي عرفنا من جودك وكرمك ، فأنت المؤمل لكل خير ، والمرجو عند كل نائبة .