صفحة جزء


حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف البنا ، ثنا أبو الحسن بن إبراهيم البياضي ، قال : أخبرت أن أمير المؤمنين هارون الرشيد قال لزبيدة : أتزوج عليك ؟ قالت زبيدة : لا يحل لك أن تتزوج علي ، قال : بلى ، قالت زبيدة : بيني وبينك من شئت ، قال : ترضين بسفيان الثوري ؟ قالت : نعم ، قال : فوجه إلى سفيان الثوري ، فقال : إن زبيدة تزعم أنه لا يحل لي أن أتزوج عليها ، وقد قال الله تعالى : ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ) ثم سكت ، فقال سفيان : تمم الآية ، يريد أن يقرأ : ( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ) وأنت لا تعدل ، قال : فأمر لسفيان بعشرة آلاف درهم ، فأبى أن يقبلها .

حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي ، ثنا جبير بن أحمد الواسطي ، ثنا زكريا بن يحيى الكوفي ، ثنا قبيصة بن عقبة ، ثنا عباد السماك ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : أئمة العدل خمسة : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وعمر بن عبد العزيز ، رضي الله تعالى عنهم ، من قال غير هذا فقد اعتدى .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن نصر بن حميد ، ح . وحدثنا محمد بن علي ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، قالا : ثنا يحيى بن أيوب المقابري ، قال : سمعت علي بن ثابت ، يقول : رأيت سفيان الثوري في طريق مكة ، فقومت كل شيء عليه حتى نعليه درهما وأربع دوانق ، زاد محمد بن علي في حديث الثوري ، وما رأيت الثوري في صدر مجلس قط ، إنما كان يقعد إلى جنب الحائط ، ويجمع بين ركبتيه .

[ ص: 379 ] حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا إبراهيم بن أيوب الحوراني ، ثنا ضمرة ، قال : سألت سفيان الثوري : أصافح اليهود والنصارى ؟ فقال : برجلك نعم .

حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا إبراهيم ، ثنا ضمرة ، قال : قلت لسفيان الثوري : أي شيء أقول إذا سمعت صوت الناقوس ؟ قال : أي شيء تقول إذا ضرط الحمار !

حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا هارون بن زيد ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن سفيان الثوري ، قال : لا يأمر السلطان بالمعروف إلا رجل عالم بما يأمر ، عالم بما ينهى ، رفيق فيما يأمر ، رفيق فيما ينهى ، عدل فيما يأمر ، عدل فيما ينهى .

حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا أبو عروبة ، قال : سمعت المسيب بن واضح ، يقول : سمعت خلف بن تميم ، يقول : قيل لسفيان الثوري : ذهب الناس يا أبا عبد الله ، وبقينا على حمر دبرة ، فقال الثوري : ما أحسن حالها لو كانت على الطريق .

حدثنا القاضي أبو أحمد ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا عبد الجبار بن العلاء ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن سفيان الثوري ، قال : كان رجل له حظ من العقل ، قال : سبقنا الناس ومضوا أمامنا ، وبقينا على حمر دبرة ، فقال سفيان للرجل : لو كنت على الطريق فشأنك صلح .

حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي ، ثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، حدثني محمد بن توبة ، عن عبد الله بن المبارك ، قال : قلت لسفيان : أيؤاخذ العبد بالهمة ؟ قال : إذا كانت عزما أخذ بها .

حدثنا إسحاق بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن يوسف ، ثنا ابن أبي الحواري ، قال : سمعت وكيعا ، بمكة ، يقول : سمعت سفيان - وسئل عن البناء الذي بنوه حول الكعبة - قال : لا تنظروا إليه ، فإنهم إنما بنوه لينظر إليه .

حدثنا القاضي أبو أحمد ، وأبو محمد بن حيان ، قالا : ثنا الحسن بن إبراهيم بن بشار ، ثنا سليمان بن داود ، ثنا يحيى بن المتوكل ، قال : مررت مع سفيان برجل يبني بناء قد شيده فزوقه ، فقال لي : لا تنظر إليه ، قلت : لم يا أبا عبد الله ؟ قال :إن هذا إنما بناه لينظر إليه ، ولو كان كل من يمر لم ينظر إليه لم يبن [ ص: 380 ] هذا البناء .

التالي السابق


الخدمات العلمية