صفحة جزء
حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا سفيان ، قال : لا يصيب رجل حقيقة التقوى حتى يحيل بينه وبين الحرام حاجزا من الحلال ، وحتى يدع الإثم وما تشابه منه .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، ثنا سفيان بن وكيع ، ثنا سفيان بن عيينة ، قال : قال أبو حازم : لأنا من أن أمنع الدعاء أخوف من الإجابة .

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا الحميدي ، ثنا سفيان ، ثنا أبو موسى إسرائيل ، قال : سمعت الحسن يقول : إن العبد ليعمل الذنب فما يزال به كئيبا .

حدثنا محمد بن بشر ، ثنا الحميدي ، ثنا سفيان ، ثنا أبو موسى إسرائيل ، قال : سمعت أبا حازم يقول : إن الرجل ليعمل الحسنة ما عمل سيئة أضر عليه منها ، وإنه ليعمل السيئة ما عمل حسنة أنفع له منها .

حدثنا محمد بن أحمد ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ، ثنا أبو زرعة ، [ ص: 289 ] عمي ، ثنا عبد الله بن محمد ، قال : سمعت ابن عيينة يقول : كان مالك بن مغول يقول لي : يا سفيان ، إن الزمان الذي يحتاج إليك إن ذاك لزمان سوء .

حدثنا أبو أحمد الغطريفي ، ثنا أبو نعيم بن عدي ، ثنا يزيد بن عبد الصمد الدمشقي ، ثنا سليمان بن أيوب ، قال : سمعت ابن عيينة يقول : شهدت ثمانين موقفا .

حدثنا أبو أحمد الغطريفي ، ثنا محمد بن موسى الحلواني ، ثنا محمد بن أيوب ، قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : قال لي بشر بن منصور الزاهد : يا سفيان ، أقلل من معرفة الناس ، لعله أن يكون في القيامة غدا أقل لفضيحتك إذا نودي عليك بسوء أعمالك .

حدثنا أبو أحمد الغطريفي ، ثنا أبو بكر الدهني ، ثنا محمد بن يزيد بن معاوية ، قال : سمعت ابن عيينة يقول : سمعت مساورا الوراق يقول : إنما تطيب المجالس بخفة الجلساء .

حدثنا أبو أحمد الغطريفي ، ثنا ابن داهر الوراق ، ثنا الغلابي ، ثنا إبراهيم بن بشار ، ثنا سفيان ، عن مسعر ، أن رجلا ركب البحر فكسر به ، فوقع في جزيرة ، فمكث ثلاثة أيام لا يرى أحدا ، ولم يأكل طعاما ولا شرابا ، فتمثل فقال :


إذا شاب الغراب أتيت أهلي وصار القار كاللبن الحليب



فأجابه مجيب لا يراه :


عسى الكرب الذي أمسيت فيه     يكون وراءه فرج قريب



فنظر ، فإذا سفينة قد أقبلت ، فلوح لهم ، فحملوه فأصاب خيرا كثيرا .

حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن محمد القايني . قال : سمعت الحسين بن إبراهيم البيهقي يقول : سمعت إبراهيم بن علي الذهلي يقول : سمعت يحيى بن يحيى يقول : كنت عند سفيان بن عيينة ، إذ جاء رجل فقال : يا أبا محمد ، أشكو إليك من فلانة - يعني امرأته - أنا أذل الأشياء عندها وأحقرها . فأطرق سفيان مليا ، ثم رفع رأسه فقال : لعلك رغبت إليها لتزداد عزا . فقال : نعم يا أبا محمد . قال : من ذهب إلى العز ابتلي بالذل ، ومن ذهب إلى المال ابتلي بالفقر ، ومن ذهب إلى الدين يجمع الله له العز والمال مع الدين . ثم أنشأ يحدثه فقال : كنا إخوة أربعة ; [ ص: 290 ] محمد ، وعمران ، وإبراهيم ، وأنا ، فمحمد أكبرنا ، وعمران أصغرنا ، وكنت أوسطهم ، فلما أراد محمد أن يتزوج رغب في الحسب ، فتزوج من هي أكبر منه حسبا ، فابتلاه الله بالذل ، وعمران رغب في المال فتزوج من هي أكثر منه مالا ، فابتلاه الله بالفقر ؛ أخذوا ما في يديه ولم يعطوه شيئا ، فبقيت في أمرهما ، فقدم علينا معمر بن راشد فشاورته ، وقصصت عليه قصة إخوتي ، فذكرني حديث يحيى بن جعدة وحديث عائشة ، فأما حديث يحيى بن جعدة : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " تنكح المرأة على أربع : على دينها ، وحسبها ، ومالها ، وجمالها ، فعليك بذات الدين تربت يداك " . وحديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة " . فاخترت لنفسي الدين وتخفيف الظهر ؛ اقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجمع الله لي العز والمال مع الدين .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت إبراهيم بن سعيد يقول : سمعت سفيان بن عيينة يقول : الإيمان قول وعمل ، فقيل له : يزيد وينقص ؟ فقال : نعم ، حتى لا يبقى مثل هذا . ورفع شيئا من الأرض ، وقرأ : ( فزادتهم إيمانا ) .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت محمد بن عمرو الباهلي يقول : سمعت سفيان بن عيينة يقول : كنت أخرج إلى المسجد فأتصفح الخلق ، فإذا رأيت مشيخة وكهولا جلست إليهم ، وأنا اليوم قد اكتنفني هؤلاء الصبيان . ثم أنشد :


خلت الديار فسدت غير مسود     ومن الشقاء تفردي بالسؤدد

.

حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر غندر ، قال : سمعت محمد بن جعفر بن سهل العسكري يقول : سمعت العباس الترقفي يقول : خرج علينا سفيان بن عيينة يوما فنظر إلى أصحاب الحديث فقال : أفيكم أحد من أهل مصر ؟ فقالوا : نعم . فقال : ما فعل فيكم الليث بن سعد ؟ فقالوا : توفي . فقال : أفيكم أحد من أهل الرملة ؟ فقالوا : نعم . فقال : ما فعل ضمرة بن ربيعة الرملي ؟ قالوا : توفي . قال : هل فيكم أحد من أهل حمص ؟ قالوا : نعم . قال : ما فعل بقية بن الوليد ؟ [ ص: 291 ] قالوا : توفي . قال : هل فيكم أحد من أهل دمشق ؟ قالوا : نعم . قال : ما فعل الوليد بن مسلم ؟ قالوا : توفي . فقال : هل فيكم أحد من أهل قيسارية ؟ قالوا : نعم . فقال : ما فعل محمد بن يوسف الفريابي ؟ قالوا : توفي . قال : فبكى طويلا ثم أنشد يقول : -


خلت الديار فسدت غير مسود     ومن الشقاء تفردي بالسؤدد

.

حدثنا أحمد بن محمد بن موسى ، ثنا أبو بكر بن دريد ، ثنا الحسن بن الفرج ، ثنا يحيى بن يونس ، قال : قال سفيان بن عيينة : سئل علي عن قول الله عز وجل : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) قال : العدل : الإنصاف ، والإحسان : التفضل ، وسئل : لأي شيء سمى الله عز وجل نفسه المؤمن ؟ قال : يؤمن عذابه بالطاعة .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدثني أبي ، ثنا سهل بن عبد الله ، ثنا بعض أصحابنا ، ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ، قال : قال سفيان بن عيينة : قال عمر لعبد الله بن أرقم : أقسم بيت المال في كل شهر ، لا بل في كل جمعة ، فقال رجل - وهو طلحة - : يا أمير المؤمنين ، لو حبست شيئا بعده عسى أن يأتيك أمر يحتاج إليه ، فلو تركت عدة لنائبة إن نابت المسلمين . فقال عمر : كلمة ألقاها الشيطان على لسانك ، لقاني الله حجتها ، ووقاني فتنتها ، لتكونن فتنة لقوم بعدي ، أعصي الله العام مخافة عام قابل ؟ بل أعد لهم ما أعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول الله : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) .

حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثني أبي ، ثنا سهل بن عبد الله ، ثنا بعض أصحابنا ، ثنا أبو توبة الربيع ، قال : سئل سفيان عن قوله : ( لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون ) قال : أنزل عليه القرآن بمكارم الأخلاق ، فهم الذين كانوا يشرفون بها ، ويفضل بعضهم بعضا بها ، من حسن الجوار ، ووفاء بالعهد ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، فقال : إنما جاءكم محمد صلى الله عليه وسلم بمكارم أخلاقكم التي كنتم بها تشرفون وتعظمون ، انظروا هل جاء بشيء مما كنتم تعيبون من الأخلاق القبيحة التي كنتم تعيبونها ؟ فلم يقبح القبيح ، ولم يحسن الحسن . وقال الحسن بن أبي الحسن : أمسك عليكم دينكم أخلاق القرآن . وقال مجاهد : [ ص: 292 ] ( ورفعنا لك ذكرك ) قال : لا أذكر إلا ذكرت معي ؛ أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

حدثنا محمد بن محمد بن عبيد الله الجرجاني ، ثنا عبد الله بن جعفر الخاقاني ، ثنا خلف بن عمرو العكبري ، ثنا سعيد بن منصور ، قال : قدم سفيان بن عيينة مكة وفيها رجل من آل المنكدر يفتي ، فقعد سفيان يفتي ، فقال المنكدري : ترى من هذا الذي قدم بلادنا يفتي ؟ فكتب إليه سفيان بن عيينة : حدثني عمرو بن دينار ، عن ابن عباس قال : مكتوب في التوراة : عدوي الذي يعمل عملي . فكف عنه المنكدري .

التالي السابق


الخدمات العلمية