حدثنا أبي ،
وأبو محمد بن حيان ،
ومحمد بن عبد الرحمن ، قالوا : ثنا
إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا
عصام بن رواد ، قال : سمعت
عيسى بن حازم ، يقول : " بينا
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم يحصد حقل زرع أخذه جزافا ، إذ وقف عليه رجلان معهما ثقل ووطا مع كل واحد منهما نفقة ، فسلما عليه فقالا له : أنت
إبراهيم ؟ قال : نعم ، قالا : إنا مملوكان لأبيك ، ومعنا مال ووطا ، فقال :
ما أدري ما تقولان إن كنتما صادقين فأنتما حران ، وما معكما لكما ، لا تشغلاني عن عملي " .
حدثنا أبي ،
وأبو محمد بن حيان ،
ومحمد ، قالوا :
إبراهيم بن محمد ، ثنا
عصام بن رواد ، ثنا
عيسى بن حازم ، قال : " كان
لإبراهيم أخ له من
عسقلان يقال له
أزهر ، فسأل عنه فأخبر عنه أنه مريض في حصين على
الساحل ، فأخذ
أزهر كساء صوف فوضعه على رقبته ، ثم لزم
الساحل حتى أتاه ، فوجده مريضا وإذا هو على بارية ليس تحته شيء ، فقال له : يا
أبا إسحاق ، أحب أن تأخذ هذا الكساء فتضع نصفه تحتك ، ونصفه فوقك ، قال : قال : ما يخف علي ، قال : لو فعلت سررتني ، فقد غمني ، قال : وقد غمك ؟ قال : نعم ، قال : ضعه ، فوضعته ومضيت مخافة أن
[ ص: 384 ] يبدو له ، قال
أزهر : فجاء بعد أيام فرفع ردائي ودس تحته شيئا ومضى ، فأرفع ردائي فإذا عمامة قطن جديدة قد لفها على نعل جديدة ، فمضيت حتى لحقته خارجا من المدينة ، فقال :
هكذا أدركت الناس يأخذون ويعطون ، انصرف بما معك ، فانصرفت " .
حدثنا
محمد بن جعفر بن يوسف ، ثنا
عبد الله بن محمد بن يعقوب ، ح وحدثنا
أبو محمد بن حيان ، ثنا
عيسى بن محمد الرازي ، قالا : أخبرنا
أبو حاتم ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12208أحمد بن أبي الحواري ، حدثني أخي
محمد ، قال : " دخل
داود الرملة على برذون بلا سرج ، فقيل له : أين سرجك ؟ قال : ذهب به سخاء
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم ، قال
أحمد : وكان
أهدي له طبق تين وعنب ، فأخذ السرج ووضعه على الطبق ، ومرة أخرى أهدي له سلة فنزع فروه فوضعه على الطبق " .
حدثنا
عبد الله بن محمد ،
ومحمد بن عبد الرحمن ، قالا : ثنا
إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا
محمد بن خلف العسقلاني ، قال : سمعت
رواد بن الجراح ، يقول : " خرجت مع
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم للغزو ، ففقدت سرجي فقلت : أين سرجي ؟ فقالوا :
إن nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم أتي بهدية ، فلم يجد ما يكافئ ، فأخذ سرجه فأعطاه قال : فرأيت
روادا سر به " .
قال : " ورأيت في المنام كأني
nindex.php?page=showalam&ids=12358وإبراهيم بن أدهم اجتمعنا في لحاف ، فغمني ذلك ، قال : فلما كان بعد
أتاني رجل فقال : إبراهيم يقرئك السلام ، ويقول : هذا الإزار البسه ، فأخذته وذكرت رؤياي " .
حدثنا
عبد الله بن محمد ،
ومحمد بن عبد الرحمن ، قالا : ثنا
إبراهيم بن محمد ، ثنا
محمد بن إسحاق ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12208أحمد بن أبي الحواري ، قال : قلت
لمروان - وكان مضاء - حدثني قال : "
ما فاق nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم إلا بالصدق والسخاء ، قال
مروان : كان
إبراهيم سخيا جدا " .
حدثنا أبو بكر
محمد بن جعفر بن يوسف ، ثنا
عبد الله بن محمد بن يعقوب ، ثنا
أبو حامد ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12208أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت
أبا الوليد - صاحب
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم أو غيره - قال : " كان
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم إذا بقي من الدقيق في الغرارة قليل تركه لهم ، ويعمل في القطاير - يعني الرهص - ولا أعلم إلا أني سمعت
أبا [ ص: 385 ] الوليد يقول :
قال رفقاء إبراهيم : تعالوا نأكل كل خبز في الجونة ، حتى إذا جاء لم يجد شيئا عجل ليلة أخرى - يعني يرجع قبل أن يفنى الخبز - وكان يبطئ بعد العشاء الآخرة ، قال : فأكلوا كل شيء في الجونة وأطفئوا السراج ورقدوا ، قال : فجاء
إبراهيم فنظر في الجونة ، فلم يجد فيها خبزا ، فقال : إنا لله رقدوا بلا عشاء ، قال : فقدح وأسرج ، فعجن وخبز لهم سلة ، قال : ثم نبههم فقال : اجلسوا ، اجلسوا ، ما كنتم تعملون لكم عشاء قبل أن ترقدوا ؟ قال : فنظر بعضهم إلى بعض ، فقال : انظروا أي شيء أردنا به ، وأي شيء عمل هو ؟ " .
حدثنا
محمد بن جعفر ، ثنا
عبد الله بن محمد ، ثنا
أبو حاتم ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12208أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت
أبا الوليد ، يقول : "
ربما جلس nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم من أول النهار إلى آخره يكسر الصنوبر فيطعمنا ، قال : وكان
إبراهيم ، وصاحب له يطحنان ، وكان في العود الذي يطحن به عقدة ، فوضع يده على العقدة ، وترك الموضع الأملس لصاحبه ، قال : ومد رجله حين طحن ، قال : فما قبضها حتى فرغ من الطحن " .
أخبرت عن
عبد الله بن أحمد بن سوادة ، ثنا
أبو سعيد البكاء أحمد بن محمد ، حدثني
جامع بن أعين الفراء ، قال : " وجهني أخي إلى
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم ، وهو يرعى الخيل في
الملون ، وملأ جرابا من السويق ، والتمر ، وأعطاني لحما مشويا ، فقال : أعطه
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم وأقرئه مني السلام ، قال : فجئته بعد العصر فإذا هو في الغابة ، فنظرت إلى فرسنا وقعدت حتى خرج
إبراهيم عند اصفرار الشمس ، وعليه عباءة على كتفيه ، وجبة صوف وهو يسبح ، فقالوا : قد أقبل
إبراهيم ، وقد رمضوا له كفا من شعير وعجوة ، وهيئوا له منها ثلاثة أقراص ، فقمت فسلمت عليه ، وأقرأته سلام أخي ، فقال لهم : أروه فرس أخيه يفرح ، فقلت : قد رأيته ووضعت الجراب بين يديه ، وقلت : هدية أخي لك ، فقال لأصحابه : متى جاء هذا ؟ قالوا : بعد العصر ، قال : فهلا أكلتموه ثم قال : ابسطوا العباءة ، ونفض الجراب عليها ثم جعل يقول : ادعوا فلانا ، ادعوا فلانا ، ثم قال لهم : كلوا ، وهو قائم يقول لهم : كلوا ، فقلت لأصحابه : إن أخي إنما بعث بهذا إلى
إبراهيم ليأكل منه ، ولم تتركوا له شيئا فقالوا :
إن إبراهيم [ ص: 386 ] ليس يأكل إلا ثلاثة أقراص من شعير بملح جريش ، ثم صلى بنا العتمة ، ثم ما زال راكعا وساجدا ومتفكرا حتى الصبح ، ثم
صلى بنا الصبح على وضوء العتمة " .
حدثنا
أبو محمد بن حيان ، ثنا
أحمد بن الحسين ، ثنا
أحمد بن إبراهيم ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=15830خلف بن تميم ، حدثني رفيق
لإبراهيم ، قال : "
غزا إبراهيم في البحر ، فأتي بثلاثة دنانير سهمه ، فقال للرسول : ضعها على هذا الحصير ، فوضعها ثم قال لي : خذ هذه الدنانير فاذهب بها إلى
أبي محمد الخياط ، فقل له : إني سمعتك تذكر أن عليك دينا ، فاقض بها دينك ، قال : فأتيته بها ، فقلت : إن
إبراهيم أرسلني بها إليك لتقضي بها دينك ، فقال : ردها إليه ، فإني قد رحمته من القمل الذي قد أكله في ثيابه ، آخذ دنانير ليست تبقى علي ؟ قال : فجئت بها فقلت : إنه أبى أن يقبلها ، قال : ضعها على الحصير ، فقال شيخ من رفقاء
إبراهيم : فأنا يا
أبا إسحاق لي عيال - أو قال : أحتاج إليها ، قال : دونكها هناك ، قال : فأخذها الشيخ " .
حدثنا أبي ،
وأبو محمد بن حيان ، قالا : ثنا
إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا
محمد بن يزيد ، ثنا
أشعث بن شعبة ، قال : سمعت
الفزاري يقول : "
شيعت nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم ، وهو متوجه إلى مرعش ، فعرضت عليه نفقة كانت معي ، فقال : ما كنت أحسبك تفعل بي هذا ، ولو فعل هذا غيرك كان ينبغي لك أن تنهاني عنه ، ثم خلع جبة فراء كانت عليه ، وخلع قميصا كان على جلده ، فلبس الجبة ، وناولني القميص ، وقال : بلغ هذا فلانا ، فإنه كان أولانا معروفا " .
حدثنا
عبد الله بن محمد بن جعفر ،
ومحمد بن عبد الرحمن ، قالا : ثنا
إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا
محمد بن يزيد ، ثنا
عبيد بن جناد ، عن
عطاء بن مسلم ، قال : سمعت رجلا صحب
إبراهيم ، يقول : " خرجنا إلى الجبل فاكترانا قوم يقطعون الخشب ، يهيئون منه القصاع والأقداح ، قال : فحملنا المتاع حتى جئنا
سوق سلمية ، فنزل
إبراهيم قرية ، وحملت المتاع فبعته بثلاثين دينارا ، فبينا هي في كمي إذ ذهبت ، فلقيني خصي
لأسماء امرأة عبيد الله بن صالح فعرفني وقال : ما تصنع ههنا ؟ فأخبرته ، قال : فذهب فجاء بمائتي دينار ، فقال : أين
إبراهيم ؟
[ ص: 387 ] قال فقلت : في القرية ، قال : انطلق ، فأتيناه فإذا رأسه في الظل ، ورجلاه في الشمس فقلت :
الدنانير ضاعت ، فقال : الحمد لله الذي عافانا منها ، فقال الخصي :
هذه مائتا دينار بعثت بها أسماء إليك ، فزجره ورفع رأسه وقال : والله إن لله علي نعمة في ذهابها " .
حدثنا
محمد بن جعفر ، ثنا
عبد الله بن محمد بن يعقوب ، ثنا
أبو حاتم ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12208أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت
أبا الوليد ، يقول : "
غزوت أنا وإبراهيم ، ومعي فرسان وهو على رجليه ، قال : فأردته أن يركب ، فأبى ، فحلفت ، قال : فركب حتى جلس على السرج ، قال : قد أبررت يمينك ، ثم نزل ، قال : فسرنا في تلك السرية ستا وثلاثين ميلا وهو على رجليه ، فلما نزلنا أتى البحر فأنقع رجليه ، ثم أتى فاستلقى ورفع رجليه على الحائط ، فهذا أشد شيء رأيته صنع " .
حدثنا
محمد بن جعفر ، ثنا
عبد الله بن محمد ، ثنا
أبو حاتم ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12208أحمد بن أبي الحواري ، حدثني بعض أصحابنا قال : "
أصاب nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم ، وأصحابه ثلج بأرض الروم ، فدخل أصحابه في الخباء ، وبقي هو برا ، فأرادوه أن يدخل فأبى ، قال : فأدخل رأسه في فروة كانت عليه ، فكلما كثر الثلج نفضه ، قال : فلما أصبحوا وطلعت الشمس خرج الذين كانوا في الخباء ، فقالوا : يا
أبا إسحاق ، أي ليلة مرت بنا ؟ نسأل الله أن لا يبتلينا بليلة أخرى مثلها ، قال
إبراهيم : وكيف لنا بليلة أخرى مثلها ؟ " .
أخبرت عن
أبي طالب بن سوادة ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17372يزيد بن محمد بن يزيد ، حدثني
أحمد بن ميسرة ، حدثني من أثق به من إخوان
أبي قتادة الحراني ، حدثني
أبو قتادة ، قال : "
قدم علي nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم ، وأبو عثمان المرجي - مرج حماد - nindex.php?page=showalam&ids=17399ويوسف بن أسباط ، وحذيفة المرعشي ، فأقاموا عندي أياما ، فقالوا لي : اطلب لنا قراحة نحصدها ، فأتيت دهقانا فتقبلت لهم منه قراحا خمسين جريبا بخمسين درهما ، ثم قعدت عنهم حتى غابت الشمس ، فأردت أن أبيت عندهم ، فمنعوني ، فرجعت وخلفتهم عند القراح ، فغدوت إليهم من الغد فإذا القراح قد حصد ، وما منها سنبلة قائمة ، فجاء الدهقان فقال : جودتم جزاكم الله خيرا ، تقبلون قراحا آخر ؟
[ ص: 388 ] قالوا : لا ، فدفعوا إلي أربعين درهما ، وأخذوا عشرة ، والله أعلم إن كانوا حصدوا بأيديهم سنبلة " .
أخبرت عن
أبي طالب ، ثنا
عبد الله بن محمد بن بكر ، ثنا
الحسن بن محمد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16031سالم الخواص ، قال : "
مررت على رصيف أنطاكية في يوم مطير ، فبصرت بإنسان نائم ، فلما قربت منه كشف رأسه ، فإذا هو nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم في عباءة ، فقال لي : يا
أبا محمد طلب الملوك شيئا ففاتهم ، وطلبناه فوجدناه ما يحوز حمى كسائي هذا " .
حدثنا
عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا
أحمد بن الحسين ، ثنا
أحمد بن إبراهيم الدورقي ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=15830خلف بن تميم ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم ، يقول : " يجيئني الرجل بالدنانير فيقول : خذها ، فأقول : ما لي فيها حاجة ، ويجيئني بالفرس قد ألجمه ، وأسرجه فيقول : قد حملتك عليها ، فأقول : ما لي فيها حاجة ، ويجيئني الرجل وأنا أعلم لعله قرشي ، أو عربي فيقول : هات أعينك ،
فلما رأى القوم أني لا أنافسهم في دنياهم أقبلوا ينظرون إلي كأني دابة من الأرض أو كأني آية عندهم ولو قبلت منهم لأبغضوني ، ولقد أدركت أقواما ما كانوا يحمدون على ترك هذه الفضول ، فصار عند أهل ذا الزمان من ترك شيئا من الدنيا فكأنما ترك شيئا " .
حدثنا
عبد الله بن محمد ، ثنا
أحمد بن الحسين ، ثنا
أحمد بن إبراهيم ، حدثني
أبو أحمد المروزي ، حدثني
علي بن بكار ، قال : "
غزا معنا nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم غزاتين ، كل واحدة أشد من الأخرى ، غزاة عباس الأنطاكي ، وغزاة محكاف ، فلم يأخذ سهما ، ولا نفلا ، وكان لا يأكل من متاع
الروم ، نجيء بالطرائف ، والعسل ، والدجاج فلا يأكل منه ، ويقول : هو حلال ، ولكني أزهد فيه ، كان يأكل مما حمل معه ، وكان يصوم ، قال : وغزا على برذون ثمنه دينار ، وكان له حمار فعارض به ذلك البرذون ، وكان لو أعطيته فرسا من ذهب أو من فضة ما كان قبله ، ولا يقبل شربة من ماء ، وغزا في البحر غزاتين لم يأخذ سهمه ولا يفترض ، قال
علي : هذا الغازي ، قال
علي : ومات
إبراهيم في صائفة السفر بالبطن " .
حدثنا
عبد الله بن محمد ، ثنا
أحمد بن الحسين ، ثنا
أحمد بن إبراهيم ، ثنا
حسن [ ص: 389 ] بن الربيع ، ثنا
أشعث بن شعبة ، قال : "
غزونا غزوة ومعنا nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم ، فأصابتنا مخمصة في أنفسنا ، وفي دوابنا ، فسمع
أهل المصيصة بذلك ، فبعثوا بالبغال عليها الزاد إلى الدرب ، فسمعت
إبراهيم يقول : أي متكلف أخبر الناس بهذا ؟ قال
أشعث : كأنه يشتهي أن نكون على حالنا حتى ندخل ، فلما دخل مضى كما هو ، فلم ينزل
المصيصة ، فقال لي
nindex.php?page=showalam&ids=11816أبو إسحاق الفزاري : اطلب
إبراهيم ، فطلبته ، فإذا هو قد مر فقال لي : الحقه ، وأعطاني نفقة - فلحقته
بأنطاكية - فقال لي حين رآني : قد جئت ؟ قلت : نعم ،
أبو إسحاق بعثني فأعطيته النفقة فقبلها ، فلما أردت الرجوع أعطاني إزارا وقال لي : اذهب بهذا إلى
أبي إسحاق ، قلت : ما منعك أن تنزل
بالمصيصة ؟ فقال : على من أنزل ؟ فذكر
أهل المصيصة حتى ذكر شريكا ، فقال : لو قسمت خمسة دراهم في السبيل جاء شريك ينافس فيها " .
أخبرنا
جعفر بن محمد بن نصير في كتابه ، وحدثني عنه
محمد بن إبراهيم ، ثنا
أحمد بن نصير ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14385إبراهيم بن بشار ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم ، يقول : " ذهب السخاء ، والكرم ، والجود ، والمواساة ،
فمن لم يواس الناس بماله وطعامه وشرابه ، فليواسهم ببسط الوجه والخلق الحسن ، لا تكونون في كثرة أموالكم تتكبرون على فقرائكم ، ولا تميلون إلى ضعفائكم ، ولا تنبسطون إلى مساكينكم " .
قال : وسمعت
إبراهيم ، يقول : " قال
لقمان لابنه : ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة مواطن ،
لا يعرف الحليم إلا عند الغضب ، ولا الشجاع إلا في الحرب إذا لقي الأقران ، ولا أخاك إلا عند حاجتك إليه " .
حدثنا
عبد الله بن محمد ، ثنا
عيسى بن محمد الرازي ، ثنا
واقد بن موسى المصيصي ، ثنا
أبو عثمان الصياد ، قال : " دعا رجل
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم ، وكان فيهم
ابن المبارك ،
nindex.php?page=showalam&ids=17056ومخلد بن الحسين ، قال : فأخذ
إبراهيم ينقر الطعام ، ثم انصرفوا ، قال : فجاء صاحب الطعام إلى منزل
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم فوجده قاعدا قد ثرد ثريدة وهو يأكل ، فقال له : يا
أبا إسحاق ، كنت تنقر ؟ قال : وأنت
إذ هيأت طعاما فأكثروا قلل الأيدي " .
حدثنا
أبو محمد بن حيان ، ثنا
أحمد بن الحسين ، ثنا
أحمد بن إبراهيم الدورقي ، ثنا
أبو أحمد المروزي ، ثنا
علي بن بكار ، قال : " دعانا
إبراهيم : أنا
ومخلدا [ ص: 390 ] - وذكر عدة - فقال : من فقهه أراه قال :
كره أن يدعونا بالنهار أو بعد العشاء ، فدعانا بعد العتمة لئلا نشتغل عن صلاتنا ، فقدم إلينا قصعتين فيهما لحم سمين ، وهو وأصحابه قيام على رءوسنا يسقوننا الماء ، ثم قدم إلينا بطيخا ، قال
علي : وكان ذاك في دار
بكر بن خنيس ، فأنا أسر بذاك مني بالدنيا ، وإني لأرجو أن يدخلني الله تعالى الجنة بذلك الطعام " .
حدثنا
أبو محمد ، ثنا
أحمد ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15830خلف بن تميم ، أخبرني
شبيب بن أبي واقد ، قال : "
بعث nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم إلى nindex.php?page=showalam&ids=11816أبي إسحاق الفزاري من أذنة : أن زرنا ، واحمل معك سفرة " .
حدثنا
عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا
أحمد بن الحسين ، ثنا
أحمد بن إبراهيم الدورقي ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=15830خلف بن تميم ، قال : " كنت آتي
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم ، فأسلم وأجلس ، فلا يكلمنا ، فمللت ذات يوم فقلت
nindex.php?page=showalam&ids=11816لأبي إسحاق الفزاري : يا
أبا إسحاق ، نأتي هذا الرجل -
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم - فلا يكلمنا ، وقد بلغني أنك تخالله ، فأوصه أن ينبسط إلي ويكلمني ، فقال لي
أبو إسحاق : وإنك لتأتيه ؟ فقلت : نعم ، فقال : إني أنا
ومخلد نأتيه فنتعلم من آدابه وأخلاقه ، فأته ، فأتيت
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم ، فقلت : إني أود أن تفطر عندي أنت ،
nindex.php?page=showalam&ids=11816وأبو إسحاق الفزاري الليلة ، فلما ذكرت
أبا إسحاق أنس بي ، وقال : نعم ، فانطلقت إلى
أبي إسحاق ، فقلت : إني قد طلبت إلى
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم أن يأتيني الليلة فيفطر عندي وأنت معه ، فأحب إذا صليت المغرب أن تأخذ بيده فتجيء به إلى المنزل ، فقال : نعم ، فانطلقت فدعوت إخوانا لي نحوا من عشرة ، فيهم
شعيب بن واقد ، فجاء
إبراهيم ،
nindex.php?page=showalam&ids=11816وأبو إسحاق الفزاري ، ووضعت بين أيديهم جفنة فيها ثريد ، وعراق ، فأقبل
إبراهيم يعذر كأنه يأكل ، فساءني ذلك منه ، فلما رفعت الجفنة قلت : يا غلام هات ذلك الطبق فيه زبيب ، وتين ، وقسب ، فوضعته ما زدت عليه ، فأكلوا فمضوا من عندي ، فأخبرني
شعيب بن واقد فقال : ألا أعجبك أن
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم لما أتى رفقاءه في دار
بكر بن خنيس وجدهم قد تعشوا وفضل في الجفنة ثفل من خل وزيت ، فأقبل فبرك على ركبتيه ، ثم أخذ الجفنة فرفعها فجعل يكرع
[ ص: 391 ] ما فيها ، فقلت : أخبرني عنك ، دعاك الرجل إلى ثريد ولحم ، فأقبلت تعذر ، ثم جئت الآن تأكل هذا الخل والزيت ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=15830خلف بن تميم : فلما انبسطت إليه بعد أيام وأنست به قلت : ألا تخبرني عنك ؟ قد حدثني
شعيب بن واقد أنك انطلقت من عندي تلك الليلة وقد أتيت رفقاءك وقد تعشوا ، فأخذت الجفنة وفيها خل وزيت وثفل الثريد فكرعت فيها وأنت لم تأكل عندي كثيرا ؟ فقال لي : وأنت فأخبرني عنك حين رأيتك جمعت ما جمعت عندك من الرجال ، ألا اشتريت لحما بدرهمين ؟ قال : فإذا هو إنما ينقي عن القوم ، واللحم يومئذ خمسة عشر رطلا أو عشرون رطلا بدرهم ، قال
خلف : فأخبرت بهذا الحديث
أبا الأحوص ،
وعمار بن سيف الضبي ، ثم قدر أن دعوتهما إلى منزلي ، فأتوا بلحم وثريد فأكلوا ، ثم أتوا بأرزة في قصعة روحاء واسعة فيها السمن والسكر ، فلما رآها
أبو الأحوص قال : هذا
أدب nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم " .
حدثنا
عبد الله ، ثنا
أحمد ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14302الدورقي ، حدثني
عبيد بن الوليد الدمشقي ، قال : سمعت
سهلا يعني ابن هاشم - يذكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم أن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، قال : "
لؤم بالرجل أن يرفع يده من الطعام قبل أصحابه " .
حدثنا
عبد الله ، ثنا
أحمد ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14302الدورقي ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17224هارون بن معروف ، ثنا
ضمرة ، قال : " صنع
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم ، طعاما بصور ودعا إخوانه ، قال : ودعا رجلا يقال له
خلاد الصيقل ، قال :
فأكل ثم قال : الحمد لله ، ثم قام ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم بعد أن قام : لقد أساء في خصلتين ، لقد قام بغير إذن ، ولقد حشم أصحابه " .
حدثنا أبي ، ثنا
أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا
الحسين بن عبد الله بن شاكر ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12208أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت
مضاء بن عيسى ، يقول : "
ما فاق nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم أصحابه بصوم ولا صلاة ، ولكن بالصدق والسخاء " .
حدثنا
أبو محمد بن حيان ، ثنا
أحمد بن الحسين ، ثنا
أحمد بن إبراهيم ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15492الوليد بن أبان ، قال : قال
إبراهيم بن قديد : " بينا أنا جالس عند
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم ، في البيت إذ دخل عليه رجل فقال : أستودعك الله يا
إبراهيم ، فقال له : أين تريد ؟ فقال : أريد ساحل كذا وكذا ، قال : خذ جراب
nindex.php?page=showalam&ids=13440ابن قديد فاجعل فيه زادك
[ ص: 392 ] قال
إبراهيم :
nindex.php?page=showalam&ids=13440ابن قديد : فقلت له : يا
أبا إسحاق ، هذا جراب رفيقي ، قال :
فأنت تريد تصحب من لا يكون بشيئه أولى منه ؟ " .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13440ابن قديد : " وكنت عنده يوما جالسا في البيت ،
فأهديت إليه فاكهة ، ونحن جماعة في البيت ، فقال : يا nindex.php?page=showalam&ids=13440ابن قديد ، دعه لا آكل لا أنا ، ولا أنت منه شيئا ، ويأكله أصحابنا ، قال : فأكله أصحابنا ولم نذقه " .
حدثنا
أبو محمد بن حيان ، ثنا
أحمد بن الحسين ، ثنا
أحمد بن إبراهيم ، حدثني
يحيى بن عثمان ، أخبرني
أبو يحيى - رفيق
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم - قال : "
سألت nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم - ونزلنا منزلا - فسألته عن سقف البيت ، ما هو ؟ بحجارة أم خشب ؟ فقال : ما أدري وسألته عن الجارية التي كانت تخدمنا : سوداء هي أم بيضاء ؟ قال : لا أدري " .
وأخبرت عن
عبد الله بن أحمد بن سوادة ، ثنا
نصر بن منصور المصيصي أبو محمد ، قال : " ورد
إبراهيم المصيصة ، فأتى منزل
nindex.php?page=showalam&ids=11816أبي إسحاق الفزاري ، فطلبه ، فقيل له وهو خارج ، فقال : أعلموه إذا أتى أن أخاه
إبراهيم طلبه ، وقد ذهب إلى مرج كذا وكذا يرعى فرسه ، فمضى إلى ذلك المرج ، فإذا الناس يرعون دوابهم ، فرعى حتى أمسى ، فقالوا له : ضم فرسك إلى دوابنا ، فإن السباع تأتينا ، فأبى ، وتنحى ناحية ، فأوقدوا النيران حولهم ، ثم أخذوا فرسا لهم صئولا ، فأتوه به وفيه شكالان يقودونه بينهم ، فقالوا له : إن في دوابنا رماكا ، أو حجورا ، فليكن هذا عندك ، قال : وما يصنع بهذه الحبال ؟ فمسح وجهه وأدخل يده بين فخذه ، فوقف لا يتحرك ، فتعجبوا من ذلك لامتناعه ، فقال لهم : اذهبوا ، فجلسوا يرمقون ما يكون منه ومن السباع ،
فقام إبراهيم يصلي وهم ينظرون ، فلما كان في بعض الليل أتته أسد ثلاثة يتلو بعضها بعضا ، فتقدم الأول إليه فشمه ودار به ثم تنحى ناحية فربض ، وفعل الثاني والثالث كفعل الأول ، ولم يزل
إبراهيم يصلي ليلته قائما ، حتى إذا كان السحر قال للأسد : ما جاء بكم ؟ تريدون أن تأكلوني ؟ امضوا فقامت الأسد فذهبت ، فلما كان الغد جاء
الفزاري إلى أولئك ، فسألهم فقال : أجاءكم رجل ؟ قالوا : أتانا رجل مجنون ، وأخبروه بقصته ، وأروه ، فقال : أوتدرون من هو ؟ قالوا : لا ، قال : هو
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم ، فمضوا معه إليه فسلم وسلموا عليه ، ثم انصرف
[ ص: 393 ] به
الفزاري إلى منزله ، فمرا برجل قد كان
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم سأله مقودا يبيعه ، ساومه به درهما ودانقين ، فقال
إبراهيم للفزاري : تريد هذا المقود ؟ فقال
الفزاري لصاحب المقود : بكم هذا ؟ قال : بأربعة دوانيق ، فدفع إليه ، وأخذ المقود ، فقال
إبراهيم للفزاري : أربعة دوانيق في دين من هو ؟ " .
أخبرت عن
عبد الله ، حدثني
محمد بن هارون بن يحيى ،
بسروج ، ثنا
أبو خالد بن يزيد بن سفيان ، أن
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم " كان قاعدا في مشرفة
بدمشق ، إذ مر به رجل على بغلة ، فقال له : يا
أبا إسحاق ، إن لي إليك حاجة أحب أن تقضيها ، فقال
إبراهيم : إن أمكنني قضيتها ، وإلا أخبرتك بعذري ، فقال له : إن برد
الشام شديد ، وإني أريد
أن أبدل ثوبيك هذين بثوبين جديدين ، فقال
إبراهيم : إن كنت غنيا قبلت منك ، وإن كنت فقيرا لم أقبل منك ، فقال الرجل : أنا والله كثير المال كثير الضياع ، فقال له
إبراهيم : فأين أراك تغدو ، وتروح على بغلتك ؟ قال : أعطي هذا ، وآخذ من هذا ، وأستوفي من هذا ، فقال له
إبراهيم : قم ، فإنك فقير تبتغي الزيادة بجهدك " .
وأخبرت عن
عبد الله ، قال : سمعت
إسماعيل بن حبيب الزيات ، يقول : سمعت
عبد الله بن فلان ، يحدث عن
إبراهيم ، " أنه مر بغلام معه تين في بنيقة ، فقال : أعطنا بدانق من هذا ، فأبى عليه ، فمضى
إبراهيم ، ونظر رجل إلى صاحب التين ، فقال له : إيش قال لك هذا الرجل ؟ فقال : قال لي : أعطني من هذا التين بدانق ، قال : الحقه ، فادفع إليه ما يريد ، وخذ مني الثمن ، فلحقه فقال : يا عم خذ من هذا التين ما تريد ، فالتفت
إبراهيم فقال :
لا نبتاع التين بالدين " .
وأخبرت عن
عبد الله ، ثنا
أبو عمر ، عن أبيه ، قال : " خرج
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم ،
وحذيفة المرعشي ،
nindex.php?page=showalam&ids=17399ويوسف بن أسباط ،
وإسحاق بن نجيح فمروا بمدينة فقالوا
لإسحاق : ادخل هذه فاشتر لنا زادا ، فدخل فاشترى زادا ، واشترى ملحا مصفرا ، فلما جاء فوضع الزاد والملح المصفر قالوا له : ما هذا ؟ قال : مررت فاشتهيته فاشتريته ، فقال له
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم :
ليس تدع شهوتك أو تلقيك فيما لا طاقة لك به ، قال
أبو عمر : فأنا رأيت
إسحاق بعد
بحران سمينا غليظ الرقبة " .
[ ص: 394 ] حدثنا
إسحاق بن أحمد ، ثنا
إبراهيم بن يوسف ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12208أحمد بن أبي الحواري ، ثنا
أبو الوليد صاحب
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم قال : كان
إبراهيم ، وأصحابه
يمنعون أنفسهم أربعا : لذة الماء ، والحمامات ، والحذاء ، ولا يجعلون في الملح أبزارا " .
حدثنا
أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق العسكري ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16510عبدان بن أحمد ، ثنا
إسحاق بن الضيف ، ثنا
أبو حفص عمر بن عيسى ، عن أبيه ، قال : " خرجت مع
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم ، إلى
مكة - وكان
إبراهيم إذا خرج إلى
مكة لم يأخذ على الطريق - قال : وكنا أربعة رفقاء ، فسرنا على غير الطريق حتى جئنا إلى
المدينة ، قال : فاكترينا بيتا
بالمدينة ونزلنا فيه ، فقال
إبراهيم : نحن أربعة ، خدمة البيت وما يصلحنا لمعاشنا ، وإفطارنا وحوائجنا كل يوم على رجل منا ، والثلاثة يذهبون إلى المسجد ، وينتشرون في حوائجهم قبا ومقابر الشهداء ، قال : فإنا ليوما جلوس في البيت إذ أقبل رجل آدم عليه قميص جديد وفي رجله خف ، وعليه عمامة ، ومعه مزود يحمله ، فدخل إلينا وسلم وقال : أين
إبراهيم ؟ قلنا : هذا منزله ، وقد ذهب في حاجة ، قال : فمضى ، ولم يكلمنا ، قال : فرجع
إبراهيم والرجل معه والمزود على عنقه ، قال : فكان معنا في البيت أياما فإذا حضر غداء أو عشاء تنحى الرجل ناحية وخلا بمزوده ، قال : وأقبلنا نحن على غدائنا أو عشائنا ،
وإبراهيم في كل ذلك لا يدعوه ولا يسأله أن يأكل معنا ، فقال : فلما كان بعد ثلاث قال
لإبراهيم : إني أريد الخروج ، قال له
إبراهيم : فمتى عزمت ؟ قال : الليلة ، قال : ثم خرج فذهب وذهب
إبراهيم معه ، قال بعض أصحابنا : إن هذا الرجل له قصة ،
إبراهيم لا يدعوه ولا يأكل معنا ، وهو مقبل على هذا المزود ، والله لأفتحنه فأنظر أي شيء فيه ، ففتحته ، فإذا فيه عظام ، قال : فشده ، وجاء الرجل فأخذ المزود وأنكر رباطه ، قال : فنظر في وجوهنا ومضى ، فلما أن ذهب قال بعضنا
لإبراهيم : يا
أبا إسحاق ، هذا الرجل الذي كان عندنا ما كان أعجب أمره ما كان يأكل معنا ، وما كنت تدعوه ، ولقد ذهب فلان فنظر في مزوده فإذا فيه عظام ، قال : فتغير وجه
إبراهيم وأنكر ذلك على الرجل ، وقال : ما أحسبك تصحبني في سفر بعد هذا ، لم نظرت في مزوده ؟ ذاك
رجل من الجن ، وآخانا في الله ، فليس من بلد أدخله إلا جاءنا فكان معي
[ ص: 395 ] فيه يؤنسني ويعينني ثم ينصرف ، قال : فمات الرجل الذي نظر في مزوده
بالمدينة " .
وأخبرت عن
أبي طالب بن سوادة ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16610علي بن حرب ، ثنا
عبد الله بن أيوب بن حباب ، عن
جسر ، قال : " حججت مع
إبراهيم ، سنة خمسين ومائة ، فلقيه شيخ طوال عليه قميص وكساء ، وعلى عاتقه عصا معلق فيها خريطة ، فسلم على
إبراهيم ثم جعل يسايرنا في ناحية من الطريق ، فإذا نزلنا منزلا نزل إلى جانب منا ، فقال لنا
إبراهيم : لا يكون أحد منكم يكلمه ولا يسأله ولا يسائله عن شيء ، ولا من هو ، فلما دخلنا
مكة نزلنا بدار فعمد إلى رواق من أقصى الدار فجعل عصاه في كوة ، وعلق خريطته فيها ، فكنا إذا دخلنا خرج ، وإذا خرجنا دخل ، فأصابني وجع في بطني فتخلفت عن أصحابي ، فبينا أنا في المخرج ، وسترته جريد إذ دخل فبصر فلم ير أحدا ، فأخذ الخريطة ففتحها ، فإذا فيها بعر فجعل يأكل منه ، فتنحنحت ، فنظر إلي فأخذ خريطته وعصاه وانطلق ، ففقد
إبراهيم قراءته من الليل ، فظن أن أحدنا كلمه ، فأخبرته الخبر ، فقال
إبراهيم : هذا من
الجن الذين وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانوا سبعة قراء ، قال : ثلاثة من
نصيبين ، وأربعة من
نينوى ، لم يبق منهم غيره ، وهو يلقاني في كل سنة فيصحبني حتى أنصرف " .