حدثنا
أبو محمد بن حيان ، ثنا
محمد بن أحمد بن سليمان ، حدثني
عصام بن رواد قال : سمعت
عيسى بن حازم يقول : " كان
nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم إذا غزا اشترط على رفقائه الخدمة والأذان ، فأتاه رفقاؤه يوما فقالوا : يا
أبا إسحاق ، إنا قد عزمنا على الغزاة ، ولو علمنا أنك تأكل من متاعنا لسررنا بذلك ، قال : أرجو أن يصنع الله ، ثم قال : أستقرض من فلان لا يخف عليه ، فلان لا يخف عليه فلان مرائ ، ثم خر ساجدا وصب دموعه على خديه ، ثم قال : واسوأتاه طلبت من العبيد وتركت مولاي ، فأحسن ما يقول العبد ، إنما دفع إلي مولاي مالا فإن أمرني أن أعطيك فعلت ، فأرجع إلى المولى بعد ما بذلت وجهي للعبيد ، فليس يقول المولى لي : كان أحق أن تطلب مني لا من غيري ، واسوأتاه ، ثم خرج إلى الساحل فتوضأ وصلى ركعة ، ثم نصب رجله اليمنى مستقبل القبلة ، ثم قال : اللهم قد علمت ما كان وقع في نفسي ، وذلك بخطئي وجهلي ، فإن عاقبتني عليه فأنا أهل لذلك ، وإن عفوت عني فأنت أهل لذلك ، وقد عرفت حاجتي فاقض حاجتي ، فوقع في نفسه أن ينظر عن يمينه ، فإذا نحو أربعمائة دينار ، فتناول منها دينارا ثم رجع إلى أصحابه ، فأنكروه وسألوه عن حاله فكتمهم زمانا ثم أخبرهم ، فقالوا : يا
أبا إسحاق ، أنت كنت تريد الغزو وقد خرج لك ما ذكرت ، أفلا أخذت منه ما تقوى على الغزو ؟ فقال : أتظنون أن الله لو أراد أن لا يخرج إلا الذي اطلع عليه من ضميري لفعل ، ولكن أخرج إلي أكثر مما اطلع عليه من ضميري ليختبرني ، والله لو أنها عشرة آلاف ما أخذت منها إلا الذي اطلع عليه من ضميري .
[ ص: 7 ] حدثنا
أبو محمد بن حيان ،
ومحمد بن عبد الرحمن ، قالا : ثنا
إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا
إسحاق بن فديك ، ثنا أبي ، قال : خرجت أنا
nindex.php?page=showalam&ids=12358وإبراهيم بن أدهم نريد الغزو في البحر ، فلما صرنا في بعض الطريق سمعنا جلبة فإذا
nindex.php?page=showalam&ids=12376بإبراهيم بن صالح قد خرج في طلب الصيد بالبازات والشواهين ، ومعه جواريه مرخيات شعورهن ، منكشفات ، فلما نظرت قال
إبراهيم : مه يا
فديك ، لا تنظر إليهن إنهن قذرات ، يهرمن ويتغوطن ويبلن ويحضن ، فاعمل للائي لا يحضن ولا يهرمن ولا يبلن ، عربا أترابا كأنهن وكأنهن ، فمضينا حتى إذا صرنا بين الكروم ونظر إلى الأعناق ، فقال : يا
فديك انظر إلى المقطوع الممنوع ، اعمل للتي لا مقطوعة ولا ممنوعة ، ثم مضينا حتى إذا انتهينا إلى سور واجتمعنا خمسة نفر وفينا
أبو المرتد ، فقال
إبراهيم :
للجمع يكون أعظم للبركة ، فافترقنا ليأتي كل واحد منا بدينارين ، فمضى
إبراهيم ونحن نعلم أنه ليس معه شيء ، فتبعه رجل منا ينظر من أين يأتي بدينارين فمضى حتى إذا أتى إلى خلاء من الأرض فصلى ركعتين ، فمحلوف للذي رآه بالله أنه نظر إلى حوله ذهب كذا ، فأخذ منه دينارين فتهيأنا وركبنا في الجفون .