حدثنا
عبد الرحمن بن محمد بن جعفر ، ثنا
أحمد بن عيسى بن ماهان ، ثنا
[ ص: 68 ] سعيد بن العباس ، ثنا أبي قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15665حاتما الأصم يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16113شقيقا البلخي يقول : "
المؤمن مشغول بخصلتين ، والمنافق مشغول بخصلتين ، المؤمن بالعبر والتفكر ، والمنافق مشغول بالحرص والأمل " .
وقال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16113شقيقا البلخي ، يقول : "
على قلب ابن آدم أربعة حجب ، إذا أيسر لم يفرح ، وإن افتقر لم يحزن وكان في الأمرين سواء ، فقد هتك سترين ، فعند هذا لا يستقر الخير والحكمة في قلبه حتى يكون فيه خصلتان : يترك فضول الشيء ، وفضول الكلام ، فإذا كان كذلك دخل قلبه الحكمة ونطق بها لسانه " .
قال : وسمعت
شقيقا ، يقول : "
أربعة أشياء قد سترت على العباد أمر الآخرة : خوف الفقر ستر خوف جهنم ، وأي شيء يقول لي الناس ستر عنه أي شيء يقول لي الرب إذا فعلت هذا ، وستر حب الحياة الدنيا حب الآخرة ، وستر حب نعمة الحياة الدنيا وغرورها وشهواتها وظاهرها ما ترى من حسنها عن نعيم الآخرة ، وما أعد له فيها " .
حدثنا
أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا
عبد الله بن محمد بن زكريا ، قال : قال
أبو تراب : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15665حاتما الأصم يقول : قال
شقيق : "
إذا ظهر الفساد في البر والبحر لا يكون شيء أغرب من هذه الأربعة : التزويج للغلبة ، والبيت للعدة ، والضيافة بالسنة ، والجهاد بلا طمع ولا رياء ، قال : تفسير التزويج للغلبة : رجل يخاف أن يقع في الحرام فيتزوج ، وتفسير البيت للعدة : أن تبني بيتا يمنعك من الحر والبرد ولا تضرب وتدا على البيت حتى تنظر قبل الضرب فيكون لله تعالى رضى ، كذلك جميع الأشياء ما كان لله رضى فتقدم عليه وإلا فاحذره ، وتفسير الضيافة بالسنة : لا تدخل بيتك رجلا يستحي من الحلال ويحتشم منه ، فيكون في بيتك خبز مكسور فاستحييت من الرجل أن تقدمه إليه ، وقد جاء في الأثر من لا يستحي من الحلال خفت مؤنته وقل كبرياؤه ، ومن يستحي من الحلال فهو متكبر " .
حدثنا
محمد بن الحسين بن موسى قال : سمعت
سعيد بن أحمد البلخي [ ص: 69 ] يقول : سمعت أبي يقول : سمعت
محمد بن عبد يقول : سمعت
محمد بن الليث يقول : سمعت
حامدا يقول : سمعت
حاتما يقول : سمعت
شقيقا يقول : "
من خرج من النعمة ووقع في القلة ، فلا تكون القلة أعظم عنده من النعمة فهو في غمين ، غم في الدنيا وغم في الآخرة ، ومن خرج من النعمة ووقع في القلة ، وكانت القلة أعظم عنده من النعمة التي خرج منها كان في فرحين ، فرح الدنيا وفرح الآخرة " .
حدثنا
محمد بن أحمد بن محمد ، ثنا
العباس بن أحمد الشاشي ، ثنا
أبو عقيل الرصافي ، ثنا
أحمد بن عبد الله الزاهد قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16113شقيق البلخي لأهل مجلسه : " أرأيتم إن أماتكم الله اليوم يطالبكم بصلاة غد ، قالوا : لا ، يوم لا نعيش فيه كيف يطالبنا بصلاته ؟ قال
شقيق :
فكما لا يطالبكم بصلاة غد فأنتم لا تطلبوا منه رزق غد ، عسى أن لا تصيروا إلى غد " .
قال : وسمعت
شقيقا يقول : "
الدخول في العمل بالعلم ، والثبات فيه بالصبر ، والتسليم إليه بالإخلاص ، فمن لم يدخل فيه بعلم فهو جاهل " .
حدثنا
عبد الرحمن بن محمد بن جعفر ، ثنا
أحمد بن عيسى بن ماهان ، ثنا
سعيد بن العباس ، ثنا أبي قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15665حاتما الأصم يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16113شقيقا البلخي يقول : "
لكل شيء حسن ، وحسن الطاعة أربعة أشياء : إذا رأى العبد نفسه في طاعة فليقل لنفسه : هذه طيبة من الله وهو الذي من بها علي ، وإذا علم ذلك كسر العجب ويكون قلبه معلقا بالثواب ، فإذا علق قلبه بالثواب كثر الرياء ; لأنه عمل ليثاب عليه ، فإذا وسوس له الشيطان يقول : إنما أعمله لثواب أنتظره من الله عز وجل ، فعند ذلك يغلب الشيطان بإذن الله ، فإذا عمله وهو يريد الثواب من الله تعالى فقد كسر الطمع من الناس والمحمدة والثناء ، وتفسير الطمع نسيان الرب ، فإذا نسي الله طمع في الخلق ، فهو في وقته ذلك عاقل إلا أن يكون رجلا يتلقى الأشياء من ربه ، وأراد بمسألته أن يؤجر الآخرة " .
وقال : " انظر
إذا أصبحت فلا يكون همك في طلب رضى الخلق وسخطهم ، ولا يكونن خوفك إلا ما قدمت من الذنوب حتى لا تجترئ أن تزيد على غيره ولا يكونن استعدادك إلا للموت ، فإذا كان استعدادك
[ ص: 70 ] للموت لو جعلت لك الدنيا بتريعها لم ترغب فيها " .