458 -
nindex.php?page=showalam&ids=12195أبو يزيد البسطامي
قال الشيخ الحافظ
أبو نعيم رحمه الله : ومنهم التائه الوحيد ، الهائم الفريد ، البسطامي
أبو يزيد . تاه فغاب ، وهام فآب ، غاب عن المحدودات إلى موجد المحسوسات والمعدومات ، فارق الخلق ووافق الحق . فأيد بأخلاء الخير ، وأمد
[ ص: 34 ] باستيلاء البر ، إشارته هانئة ، وعبارته كامنة ، لعارفيها ضامنة ، ولمنكريها فاتنة .
حدثنا
عمر بن أحمد بن عثمان ، ثنا
عبد الله بن أحمد بن موسى الصرفي ، ثنا
أحمد بن محمد بن جابان ، ثنا
عمر البسطامي ، عن
أبي موسى ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12195أبي يزيد البسطامي قال : "
ليس العجب من حبي لك وأنا عبد فقير ، إنما العجب من حبك لي وأنت ملك قدير " .
حدثنا
محمد بن الحسين قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17156منصور بن عبد الله يقول : سمعت
يعقوب بن إسحاق يقول : سمعت
إبراهيم الهروي يقول : سمعت
أبا يزيد البسطامي يقول : "
غلطت في ابتدائي في أربعة أشياء : توهمت أني أذكره وأعرفه وأحبه وأطلبه ، فلما انتهيت رأيت ذكره سبق ذكري ومعرفته سبقت معرفتي ، ومحبته أقدم من محبتي ، وطلبه لي أولا حتى طلبته " .
حدثنا
عبد الواحد بن بكر قال : قال
الحسن بن إبراهيم الدامغاني : ثنا
موسى بن عيسى قال : سمعت أبي يقول : سمعت
أبا يزيد يقول : "
اللهم إنك خلقت هذا الخلق بغير علمهم ، وقلدتهم أمانة من غير إرادتهم ، فإن لم تعنهم فمن يعينهم ؟ " .
حدثنا
عمر بن عثمان ، ثنا
عبد الله بن أحمد بن موسى ، ثنا
أحمد بن محمد بن جابان ، ثنا
عمر البسطامي ، عن
أبي موسى ، عن
أبي يزيد قال : " إن
لله خواص من عباده لو حجبهم في الجنة عن رؤيته لاستغاثوا بالخروج من الجنة كما يستغيث أهل النار بالخروج من النار " .
سمعت
الفضل بن جعفر يقول : سمعت
محمد بن منصور يقول : قال
عبيد بن عبد القاهر : جلس قوم إلى
أبي يزيد فأطرق مليا ، ثم رفع رأسه إليهم فقال : منذ أجلستم إلي هو ذا أجيل فكري ألتمس حبة عفنة أخرجها إليكم تطيقون حملها فلم أجد ، قال : وقال
أبو يزيد : " غبت عن الله ثلاثين سنة ، فكانت غيبتي عنه ذكري إياه ، فلما خنست عنه وجدته في كل حال ، فقال لي رجل : ما لك لا تسافر ؟ قال : لأن صاحبي لا يسافر وأنا معه مقيم ، فعارضه السائل بمثل فقال : إن الماء القائم قد كره الوضوء منه ،
لم يروا بماء البحر بأسا : هو الطهور ماؤه الحل ميتته ، ثم قال : قد ترى الأنهار تجري لها روي وخرير ، حتى إذا دنت من البحر
[ ص: 35 ] وامتزجت به سكن خريرها وحدتها ، ولم يحس بها ماء البحر ، ولا ظهر فيه زيادة ، ولا إن خرجت منه استبان فيه نقص .
حدثنا
عمر بن أحمد ، ثنا
عبد الله بن أحمد ، ثنا
أحمد بن محمد ، ثنا
عثمان ، عن
أبي موسى قال : قال
أبو يزيد : "
لم أزل ثلاثين سنة كلما أردت أن أذكر الله أتمضمض وأغسل لساني إجلالا لله أن أذكره " .
حدثنا
عثمان بن محمد العثماني ، ثنا
أبو الحسن الرازي قال : سمعت
يوسف بن الحسين يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17335يحيى بن معاذ يقول : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12195أبو يزيد البسطامي : "
لم أزل أجول في ميدان التوحيد حتى خرجت إلى دار التفريد ، ثم لم أزل أجول في دار التفريد حتى خرجت إلى الديمومية ، فشربت بكأسه شربة لا أظمأن من ذكره بعدها أبدا ، قال
يوسف : وكنت أسمع هذا الكلام على غير هذا اللفظ من
nindex.php?page=showalam&ids=15874ذي النون وفيه زيادة كان
nindex.php?page=showalam&ids=15874ذو النون لا يبديها إلا في وقت نشاطه وغلبة حاله عليه فيقول ذلك ويقول بعده : لك الجلال والجمال ، ولك الكمال سبحانك سبحانك ، قدستك ألسن التماديح وأفواه التسابيح ، أنت أنت أزلي أزلي ، حبه لي أزلي " .
حدثنا
أبو الفضل أحمد بن أبي عمران ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17156منصور بن عبد الله قال : سمعت
أبا عمران موسى بن عيسى يقول : سمعت أبي يقول : قال
أبو يزيد : "
غبت عن الله ثلاثين سنة ، وكانت غيبتي عنه ذكري إياه ، فلما خنست عنه وجدته في كل حال حتى كأنه أنا " .
حدثنا
أحمد بن أبي عمران ، ثنا
موسى ، ثنا
منصور قال :
جاء رجل إلى أبي يزيد فقال : أوصني ، فقال له : انظر إلى السماء ، فنظر صاحبه إلى السماء فقال له أبو يزيد : أتدري من خلق هذا ؟ قال : الله ، قال
أبو يزيد : " إن من خلقها لمطلع عليك حيث كنت فاحذره " .
حدثنا
أحمد ، ثنا
منصور ، ثنا
موسى قال :
جاء رجل إلى أبي يزيد فقال : بلغني أنك تمر في الهواء ، قال : وأي أعجوبة في هذه ؟ طير يأكل الميتة يمر في الهواء ، والمؤمن أشرف من الطير ، قال : ووجه إليه
أحمد بن خرب حصيرا ، وكتب معه إليه صل عليه بالليل ، فكتب
أبو يزيد إليه : " إني جمعت عبادات أهل السماوات
[ ص: 36 ] والأرضين السبع فجعلتها في مخدة ووضعتها تحت خدي " .
سمعت
الفضل بن جعفر يقول : سمعت
محمد بن منصور ، سمعت
عبيدا يقول : قال
أبو يزيد : "
طلقت الدنيا ثلاثا ثلاثا بتاتا لا رجعة فيها ،
وصرت إلى ربي وحدي ، فناديته بالاستغاثة : إلهي أدعوك دعاء من لم يبق له غيرك ، فلما عرف صدق الدعاء من قلبي والإياس من نفسي كان أول ما ورد علي من إجابة هذا الدعاء أن أنساني نفسي بالكلية ، ونصب الخلائق بين يدي مع إعراضي عنهم " .
حدثنا
عمر بن أحمد بن عثمان ، ثنا
عبيد الله بن أحمد ، ثنا
أحمد بن محمد بن جابان ، ثنا
عمر البسطامي ، عن
أبي موسى ، عن
أبي يزيد قال : "
إن في الطاعات من الآفات ما لا تحتاجون معه إلى أن تطلبوا المعاصي " .
حدثنا
عمر ، ثنا
عبيد ، ثنا
أحمد ، ثنا
عمر ، عن
أبي موسى قال : قال
أبو يزيد : "
ما دام العبد يظن أن في الخلق من هو شر منه فهو متكبر " .
أخبرنا
محمد بن الحسين قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17156منصور بن عبد الله يقول : سمعت
أبا عمران موسى بن عيسى يقول : سمعت أبي يقول : قال
أبو يزيد : " عملت في المجاهدة ثلاثين سنة ، فما وجدت شيئا أشد علي من العلم ومتابعته ، ولولا اختلاف العلماء لتعبت ،
واختلاف العلماء رحمة إلا في تجريد التوحيد . وقال
أبو يزيد :
لا يعرف نفسه من صحبته شهوته ، وقال
أبو يزيد :
الجنة لا خطر لها عند المحبين ، وأهل المحبة محجوبون بمحبتهم " .
وسمعت
أبا الحسن بن مقسم يقول : سمعت
أبا الحسن المروزي يقول : سمعت
امرأة أبي يزيد البسطامي تقول : سمعت
أبا يزيد يقول : "
عالجت كل شيء فما عالجت أصعب من معالجة نفسي ، وما شيء أهون علي منها " .
سمعت
أبا الحسن يقول : سمعت
أبا الحسن المروزي يقول : سمعت
امرأة أبي يزيد ، تقول : سمعت
أبا يزيد يقول : "
دعوت نفسي إلى الله فأبت علي واستصعبت ، فتركتها ومضيت إلى الله " .
حدثنا
عمر بن أحمد ، ثنا
عبيد الله بن أحمد ، ثنا
أحمد بن محمد ، ثنا
عمر عن أبي موسى ، عن
أبي يزيد قال : "
أشد المحجوبين عن الله ثلاثة بثلاثة : فأولهم الزاهد
[ ص: 37 ] بزهده ، والثاني العابد بعبادته ، والثالث العالم بعلمه ، ثم قال : مسكين الزاهد قد ألبس زهده وجرى به في ميدان الزهاد ، ولو علم المسكين أن الدنيا كلها سماها الله قليلا ، فكم ملك من القليل ؟! وفي كم زهد مما ملك ؟! ثم قال : إن الزاهد هو الذي يلحظ إليه بلحظة فيبقى عنده ، ثم لا ترجع نظرته إلى غيره ولا إلى نفسه ، وأما العابد فهو الذي يرى منة الله عليه في العبادة أكثر من العبادة حتى تعرف عبادته في المنة ، وأما العالم فلو علم أن جميع ما أبدى الله من العلم سطر واحد من اللوح المحفوظ ، فكم علم هذا العالم من ذلك السطر ؟! وكم عمل فيما علم ؟! "