حدثنا
أبو الحسن محمد بن محمد المقرئ ، ثنا
الحسن بن علوية الدامغاني ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17335يحيى بن معاذ ، يقول : "
يا من أقام لي غرس ذكري ، وأجرى لي أنهار نجوي ، وجعل لي أيام عيد في اجتماع الورى ، وأقام لي فيهم أسواق تقوى ، أقبلت إليك معتمدا عليك ممتلئ القلب من رجائك ، ورطب اللسان من دعائك ، في قلبي من الذنوب زفرات ، ومعي عليها ندامات ، إن أعطيتني قبلت ، وإن منعتني رضيت ، وإن تركتني دعوت ، وإن دعوتني أجبت ، فأعطني إلهي ما أريد ، فإن لم تعطني ما أريد فصبرني على ما تريد " .
قال : وسمعت
يحيى ، يقول : "
من أكثر ذكر الموت لم يمت قبل أجله ، ويدخل عليه ثلاث خصال من الخير : أولها المبادرة إلى التوبة ، والثاني القناعة برزق يسير ، والثالث النشاط في العبادة ، ومن حرص على الدنيا ، فإنه لا يأكل فوق ما كتب الله له ، ويدخل عليه من العيوب ثلاث خصال : أولها أن تراه أبدا غير شاكر لعطية الله له ، والثاني لا يواسي بشيء مما قد أعطي من الدنيا ، والثالث يشتغل ويتعب في طلب ما لم يرزقه الله حتى يفوته عمل الدين " .
حدثنا
عثمان بن محمد العثماني ، قال : سمعت
أبا بكر البغدادي ، يقول : سمعت
عبد الله بن سهل ، يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17335يحيى بن معاذ ، يقول : "
الصبر على الناس أشد من الصبر على النار " .
قال : وسمعت
يحيى ، يقول : "
تأبى القلوب للأسخياء إلا حبا وإن كانوا فجارا ، وللبخلاء إلا بغضا وإن كانوا أبرارا " .
وقال
يحيى : " ليس على وجه الأرض أحد إلا وفيه فقر وحرص ، ولكن
من أخلاق المؤمنين أن يكونوا [ ص: 67 ] حرصاء على طلب الجنة ، فقراء إلى ربهم ، والمنافق حريص على الدنيا فقير إلى الخلق " .
قال : وسمعت
يحيى ، يقول : قال بعض الحكماء : " من أصبح لم يكن معه هذه الخصال الثلاث لم يصب طريق العزم : أولها
كما أن الله لم يعط رزقك اليوم غيرك فلا تعمل لغيره ، وكما أن الله لم يشارك فيما أعطاك أحدا فلا تشارك في العمل الذي تعمل له - يعني الرياء - ، وكما أن
الله لم يكلفك اليوم عمل غد فلا تسأله رزق غد على جور حتى إذا لم يعطك شكوته " .
قال : وسمعت
يحيى ، يقول : "
إذا لاحظت الأشياء منه كان لها طعم آخر " .
قال : وسمعت
يحيى ، يقول : "
ليس بصادق من ادعى حبه ولم يحفظ حده " .
قال : وسمعت
يحيى ، يقول : "
سقوط رجل من درجة ادعاؤها " .
قال : وسمعت
يحيى ، يقول : "
إذا عملوا على الصدق انطلقت ألسنتهم على الخلق بالشدة ، وإذا عملوا في التفويض انكسرت ألسنتهم عن الخلق مبهوتين ، الأول من صفة الزاهدين ، والثاني من صفة العارفين " .
قال : وسمعت
يحيى ، يقول : " إنما
تلقى الزاهد في الدنيا أحيانا ليرفق بعباد الله إذا ذلوا " .
قال : وسمعت
يحيى ، يقول : "
من أقام قلبه عند الله سكن ، ومن أرسله في الناس اضطرب " .
حدثنا
عثمان بن محمد ، قال : قرئ على
أبي الحسن أحمد بن محمد بن عيسى ، ثنا
إسماعيل بن معاذ ، عن أخيه
nindex.php?page=showalam&ids=17335يحيى بن معاذ ، قال : "
قسم الدنيا على البلوى والجنة على التقوى ، وجوع التوابين تجربة ، وجوع الزاهدين سياسة ، وجوع الصديقين تكرمة ، والجوع طعام يشبع الله منه أبدان الصديقين ، وإذا امتلأت المعدة خرست الحكمة ، وأشرف الجوع حالة ينظر إليك فيها العدو فيرحمك ، وأمقت الشبع حالة ينظر إليك معها الصديق فيستثقلك ، فالحزن يمنع الطعام ، والخوف يمنع الذنوب ، والرجاء يقوي على أداء الفرائض ، وذكر الموت يزهد في الشيء ، وفي لقاء الإخوان مدافعة ما فضل من النهار ، وصلاح الأمر في ذلك كله أن يكون على نية " .
حدثنا
محمد بن محمد بن زيد ، ثنا
الحسن بن علويه ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17335يحيى بن معاذ ، يقول : "
تولد الخوف في القلب من ثلاث خصال : إدامة الفكر معتبرا ،
[ ص: 68 ] والشوق إلى الجنة مشفقا ، وذكر النار متخوفا ،
والورع من ثلاث خصال : من عز النفس ، وصحة اليقين ، وتوقع الموت ، وتمام المعرفة من ثلاث خصال : حسن القبول ، وتقليد العلم ، وبذل النصح ، وقال : عدم التواضع من فاتته ثلاث خصال : علمه بما خلق منه ، وما يعود إليه ، وما يحمله في جوفه ، والمتواضع من ظن أنه من أذنب أهل الأرض ، ومن آثر صحبة المساكين ، وقال :
لا تتخذوا من القرناء إلا ما فيه ثلاث خصال : من حذرك غوائل الذنوب ، وعرفك مدانس العيوب ، وسايرك إلى علام الغيوب ، وقال : شرف المعاد من ثلاث : احتمال الشدائد ، وإذلال النفس ، وكراهة المعرفة ، ومعنى كراهة المعرفة يكره أن يعرف في الناس ، لا يبتغي معرفة الناس ، إنما استئناسه بذكر الله في الخلوة ومع الناس ، وقال :
غنيمة الآخرة في ثلاثة أشياء : الطاعة والبر والعصيان ، طاعة الرب ، وبر الوالدين ، وعصيان الشيطان ، وقال :
الفارس في الدين من كان فيه ثلاث خصال : حفظ لسانه ، وإمساك عنانه ، وصدق بيانه ، حفظ لسانه لا يتكلم إلا بما له ، وإمساك عنانه هو في حلبة الأعمال فيمسك عنان إرادته إذا كان لغير الله ، ويرسله إذا كان لله ، وصدق بيانه إذا علم شيئا عمل به .
وثلاثة من السعادة : مقلة دامعة ، وعنق خاضعة ، وأذن سامعة ، ولا يجد
حلاوة العبادة إلا من فيه ثلاث خصال : أن يستأثر الرجلة ، ويستلذ العزلة ، ويترقب النقلة : الرجلة الإقلال ، والعزلة الوحدة ، والنقلة الرحلة إلى القبر ، وأغبط الناس من سلك طريق آخرته ، وأصلح شأن عاقبته ، واجتهد في فكاك رقبته ، وقال :
لم أجد السرور إلا في ثلاث خصال : التنعم بذكر الله ، واليأس من عباد الله ، والطمأنينة إلى موعود الله - يعني في الرزق - وقال :
المصيب من عمل ثلاثة أشياء ، تلقاه : من ترك الدنيا قبل أن تتركه ، وبنى قبره قبل أن يدخله ، وأرضى ربه قبل أن يقدم عليه ، وقال :
عجبت لثلاث وفرحت لثلاث ، واغتممت لثلاث : فالتي عجبت منها : فتنة العالم ، وسرور الإنسان بما أصاب من الدنيا وهو تراث من تقدمه وتراث من يخلفه ، يسلبه ثم يؤخذ بحسابه ، ومن رتع في أفواه أمانيه في مراتع الموت ، وفرحت لثلاث : إظهار الله
آدم على إبليس ، وهذا ملك ، وهذا بشر ، وإخراجه إيانا في هذه الأمة ، والخصلة الثالثة
[ ص: 69 ] ، وهي أشرف الثلاث ، معرفة الله تعالى ، واغتممت لثلاث : لذنوب أسلفتها ، وأيام ضيعتها ، والخصلة الثالثة ، وفيها الخطر العظيم ، وقوفي بين يدي الله - عز وجل - لا أدري ما يبدو لي منه ، وذلك المقام الشديد يتوقع فيها المحاسب بماذا يختم له أياما ضيعها - يعني في الغفلة وترك الاستعداد - " .
حدثنا
محمد بن عبيد الله ، ثنا
الحسن بن علويه ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17335يحيى بن معاذ ، يقول : "
من لم يكن ظاهره مع العوام فضة ومع المريدين ذهبا ومع العارفين المقربين درا وياقوتا ، فليس من حكماء الله المريدين ، قال : وسمعت
يحيى ، يقول :
أحسن شيء كلام صحيح من لسان فصيح في وجه صبيح ، وكلام دقيق مستخرج من بحر عميق على لسان رجل رفيق ، وقال
يحيى : ثلاثة من الأموال : الدراهم والدنانير والدر والياقوت ، فكلامي في العظات الدراهم ، وفي الصفات الدنانير ، وفي المعرفة وكرم الله الدر والياقوت . " .