552- ومنهم المستأنس بالحق المستوحش من الخلق ، اسمه خفي ، وحاله علوي .
حدثنا
عثمان بن محمد العثماني قال : سمعت
أبا الحسن محمد بن أحمد يقول ثنا
عبيد البسري قال : " سألت رجلا بالكام : ما الذي أجلسك في هذا الموضع ؟ قال : وما سؤالك عن شيء إن طلبته لم تدركه وإن لحقته لم تقع عليه ؟ قلت : تخبرني ما هو ؟ قال : علمي بأن مجالسة الله تستغرق نعيم الجنان كلها ، قلت : بم ؟ قال : أواه ، قد كنت أظن أن نفسي ظفرت ، ومن الخلق هربت ، فإذا أنا كذاب في مقامي لو كنت محبا لله صادقا ما اطلع علي أحد ، فقلت : أما علمت أن
المحبين خلفاء الله في أرضه مستأنسون بخلقه يبعثهم على طاعته ، قال : فصاح بي صيحة وقال : يا مخدوع ، لو شممت رائحة الحب وعاين قلبك ما وراء ذلك من القرب ، ما احتجت أن ترى فوق ما رأيت ، ثم قال : يا سماء ، ويا أرض اشهدا علي أنه ما خطر على قلبي ذكر الجنة والنار قط ، إن كنت صادقا فأمتني ، فوالله ما سمعت له كلاما بعدها وخفت أن يسبق إلي الظن من الناس في قتله فتركته ومضيت فبينا أنا على ذلك إذا أنا بجماعة فقالوا : ما فعل الفتى ؟ فكنيت عن ذلك ، فقالوا : ارجع فإن الله قد قبضه فصليت معهم عليه فقلت لهم : من هذا الرجل ؟ ومن أنتم ؟ قالوا : ويحك هذا رجل به كان يمطر المطر ، قلبه على قلب
إبراهيم الخليل عليه السلام ، أما رأيته يخبر عن نفسه أن ذكر الجنة والنار ما خطر على قلبه قط ؟
[ ص: 168 ] فهل كان أحد هكذا إلا
إبراهيم الخليل عليه السلام ؟ قلت : فمن أنتم ؟ قالوا : نحن السبعة المخصوصون من الأبدال . قلت : علموني شيئا قالوا : لا تحب أن تعرف ولا تحب أن يعرف أنك ممن لا يحب أن يعرف " .