607 -
أبو عبد الله المغربي
ومنهم
أبو عبد الله المغربي ، وكان من المعمرين ، صحب
علي بن رزين ، قيل إنه توفي عن مائة وعشرين سنة وقبره
بجبل طور سيناء ، عند قبر أستاذه
علي بن رزين ، كان من المحققين له النكت الوثيقة والاستغاثة على الطريقة .
سمعت
أبا عبد الله محمد بن أحمد بن دينار الدينوري -
بمكة - يقول : سمعت
إبراهيم بن شيبان ، يقول : سمعت
أبا عبد الله المغربي ، يقول : "
أهل الخصوص مع الله على ثلاث منازل : قوم ضن بهم عن البلاء لكيلا يستغرق البلاء صبرهم فيكرهون حكمه ويكون في صدورهم حرج من قضائه ، وقوم ضن بهم عن مجاورة العصاة لتسلم صدورهم للعالم فيستريحون ولا يغتمون ، وقوم صب عليهم البلاء صبا فصبرهم ورضاهم ، فازدادوا بذلك له حبا ورضى بحكمه ، وله عباد منحهم نعما تجدد عليهم وأسبغ عليهم باطن العلم وظاهره وأحمل ذكرهم ، وكان يقول :
أفضل الأعمال عمارة الأوقات في الموافقات ، وكان يقول : الفقير الذي لا يرجع إلى مستند في الكون غير الالتجاء إلى من إليه فقره ليغنيه بالاستغناء به كما عززه بالافتقار إليه ، وقال : أعظم الناس ذلا فقير داهن غنيا أو تواضع له ،
وأعظم الخلق عزا غني تذلل لفقير أو حفظ حرمته ، وقال : الراضون بالفقر هم أمناء الله في أرضه وحجته على عباده ، بهم يدفع البلاء عن الخلق " .
وأنشدني
محمد بن الحسين قال : أنشدني
الورثاني لأبي عبد الله المغربي :
يا من يعد الوصال ذنبا كيف اعتذاري من الذنوب إن كان ذنبي إليك حبي
فإني منه لا أتوب