613 614 -
أبو جعفر الكبير ،
وأبو الحسن الصغير
ومنهم المعروفان بالمزينين : الكبير
أبو جعفر ، والصغير
أبو الحسن ، جاورا الحرم سنين عدة ، وماتا
بمكة ، كانا جميعا من الاجتهاد متمتعين ، وبالعبادة متنعمين .
سمعت والدي ، يقول : سمعت
أبا جعفر المزين الكبير ، يقول : سمعت
أن الله لم يرفع المتواضعين بقدر تواضعهم ، ولكن يرفعهم بقدر عظمته ، ولم يؤمن الخائفين بقدر خوفهم ، ولكن بقدر جوده وكرمه ، ولم يفرح المحزونين بقدر حزنهم ، ولكن بقدر رأفته ورحمته .
سمعت
أبا جعفر الخياط الأصبهاني -
بمكة - يقول : سمعت
أبا جعفر المزين يقول :
محنتنا وبلاؤنا صفاتنا ، فمتى فنيت حركات صفاتنا أقبلت القلوب منقادة للحق منصرفة لحالها " .
سمعت
أحمد بن أبي عمران الهروي يقول : حكى
أبو نصر الهروي ، قال : سمعت
أحمد أبا الحسن المزين الصغير يقول : دخلت البادية على التجريد حافيا حاسرا ، وكنت قاعدا على بركة
الربذة ، فخطر بقلبي أنه
ما دخل العام البادية أحد أشد [ ص: 341 ] تجريدا مني ، فجذبني إنسان من ورائي ، وجعل يقول : يا حجام ، كم تحدث نفسك بالأباطيل ؟ فردني إلى المحسوسة .
سمعت
عبد المنعم بن عمر يقول : سمعت
المرتعش يقول : قال
أبو الحسن المزين : إن الذي عليه أهل الحق في وحدانيته
أن الله تعالى غير مفقود فيطلب ولا ذو غاية فيدرك ، فمن أدرك موجودا معلوما فهو بالموجود مغرور والموجود عندنا معرفة حال وكشف علم بلا حال ، لأن الحق باق بصفة الوحدانية التي هي نعت ذاته ، ليس كمثله شيء وهو شيء ليس كالأشياء ، والتوحيد هو أن تفرده بالأولية والأزلية دون الأشياء ، جل ربنا عن الأكفاء والأمثال .