664 -
أبو بكر الطمستاني
ومنهم
أبو بكر الطمستاني العالم الرباني ، صحب الأعلام والأكابر ، ونبه به الأعلام والأصاغر ، قدم
أصبهان وخرج منها إلى
نيسابور ، وتوفي بها سنة أربعين وثلاثمائة .
سمعت
أبا حامد أحمد بن محمد بن رسته الجمال الصوفي يقول : إنه قدم فكان نازلا عليه فذكر من أحواله الرفيعة ، واستصغاره الفانية الوضيعة ، وكان يقول : جالسوا الله كثيرا ، وجالسوا الناس قليلا ، وكان يقول : الطريق واضح ، والكتاب والسنة قائمة بين أظهرنا ،
فمن صحب الكتاب والسنة وعزف عن نفسه والخلق والدنيا ، وهاجر إلى الله بقلبه فهو الصادق المصيب المتبع لآثار الصحابة ، لأنهم سموا السابقين لمفارقتهم الآباء والأبناء المخالفين ، وتركوا الأوطان والإخوان ، وهاجروا وآثروا الغربة والهجرة على الدنيا والرخاء والسعة ، وكانوا غرباء ، فمن سلك مسلكهم واختار اختيارهم كان منهم ولهم تبعا وكان يقول : لا يمكن الخروج من النفس بالنفس ، وإنما يمكن الخروج من النفس بالله وبصحة الإرادة لله ، وكان يقول :
من استعمل الصدق بينه وبين ربه حماه صدقه مع الله عن رؤية الخلق والأنس بهم ، وكان يقول : ومن لم يكن الصدق وطنه فهو في فضول الدنيا وإن كان ساكنا ، وكان يقول :
العلم قطعك عن الجهل ، فاجتهد أن لا يقطعك عن الله وكان يقول : النفس كالنار إذا أطفئ من موضع تأجج من موضع ، كذلك النفس إذا هدأت من جانب ثارت من جانب ، وكان يقول : كيف أصنع والكون كله لي عدو ؟ وإياك والاغترار بلعل وعسى ، وعليك بالهمة فإنها مقدمة الأشياء ، وعليها مدارها وإليها رجوعها .