682 -
العباس بن إسماعيل
ومنهم
أبو الفضل العباس بن إسماعيل الطامدي ، كان من العبادة
[ ص: 399 ] والخلوة بالمحل المكين مع ما كان يرجع إليه من العلم الواسع النافع .
سمعت أبي يقول : سمعت
أحمد بن جعفر بن هانئ ، يقول : سمعت
محمد بن يوسف ، يقول : سمعت
عباسا الطامدي وقد اعتل أياما فوجدته متأسفا فسألته ، فقال : "
أعقبتني هذه العلة ضعفا نقص من ختماتي في الشهر ثلاثين ختمة " .
حدثنا
محمد بن إبراهيم ، ثنا
عبد الله بن كوثة الأصبهاني -
بمكة - قال : سمعت
عباسا الطامدي ، يقول : سمعت
حسين بن الفرج ، يقول : سمعت
ابن المبارك ، يقول : "
إن كان الفضل في الجماعة فالسلامة في الوحدة " .
حدثنا أبي ، ثنا
أحمد بن عبد الله بن خلة الصفار ، ثنا
محمد بن يوسف الصوفي ، ثنا
العباس بن إسماعيل الطامدي ، ثنا
مكي بن إبراهيم بن موسى بن عبيدة الربذي ، عن
محمد بن كعب القرظي ، قال : " قرأت في التوراة أو قال في صحف
إبراهيم الخليل فوجدت فيها : يقول الله : "
يا ابن آدم ما أنصفتني خلقتك ولم تك شيئا ، وجعلتك بشرا سويا ، خلقتك من سلالة من طين ، فجعلتك نطفة في قرار مكين ، ثم خلقت النطفة علقة ، فخلقت العلقة مضغة ، فخلقت المضغة عظاما ، فكسوت العظام لحما ، ثم أنشأتك خلقا آخر ، يا ابن
آدم ، هل يقدر على ذلك غيري ثم خففت ثقلك على أمك حتى لا تتبرم بك ، ولا تتأذى ، ثم أوحيت إلى الأمعاء أن اتسعي وإلى الجوارح أن تفرقي فاتسعت الأمعاء من بعد ضيقها ، وتفرقت الجوارح من بعد تشبكها ، ثم أوحيت إلى الملك الموكل بالأرحام أن يخرجك من بطن أمك ، فاستخلصك على ريشة من جناحه ، فاطلعت عليك ، فإذا أنت خلق ضعيف ليس لك سن يقطع ولا ضرس يطحن ، فاستخلصت لك في صدر أمك عرقا يدر لبنا باردا في الصيف حارا في الشتاء ، واستخلصته لك من بين جلد ولحم ودم وعروق ، ثم قذفت لك في قلب والدك الرحمة ، وفي قلب أمك التحنن ، فهما يكدان عليك ويجهدان يربيانك ويغذيانك ، ولا ينامان حتى ينومانك ، يا ابن
آدم أنا فعلت ذلك بك لا لشيء استأهلت به مني ، ولا لحاجة استعنت بك على قضائها ، يا ابن
آدم فلما قطع سنك وطحن ضرسك ، أطعمتك فاكهة الصيف في أوانها ، وفاكهة الشتاء في أوانها ، فلما أن عرفت أني ربك
[ ص: 400 ] عصيتني ، فادعني فإني قريب مجيب ، واستغفرني فإني غفور رحيم " .