قال الشيخ رحمه الله : واعلم أن لأولياء الله تعالى نعوتا ظاهرة ، وأعلاما شاهرة ، ينقاد لموالاتهم العقلاء والصالحون ، ويغبطهم بمنزلتهم الشهداء والنبيون . وهو ما حدثنا
محمد بن جعفر بن إبراهيم ، حدثنا
جعفر بن محمد الصائغ ، حدثنا
مالك بن إسماعيل وعاصم بن علي ، قالا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16833قيس بن الربيع ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16654عمارة بن القعقاع ، عن
أبي زرعة ، عن
عمرو بن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006313إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء ، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله عز وجل . فقال رجل : من هم وما أعمالهم ؟ لعلنا نحبهم . قال : قوم يتحابون بروح الله عز وجل من غير أرحام بينهم ، ولا أموال يتعاطونها بينهم ، والله إن وجوههم لنور ، وإنهم لعلى منابر من نور ، لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس . ثم قرأ : ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) .
[ ص: 6 ] ومن نعوتهم : أنهم المورثون جلاسهم كامل الذكر ، والمفيدون خلانهم بشامل البر .
حدثنا
سليمان بن أحمد ، حدثنا
أحمد بن علي الأبار ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15461الهيثم بن خارجة ، حدثنا
رشدين بن سعد ، عن
عبد الله بن الوليد التجيبي ، عن
أبي منصور مولى الأنصار ، أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=5899عمرو بن الجموح ، يقول : أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006314يقول : قال الله عز وجل : إن أوليائي من عبادي ، وأحبائي من خلقي ، الذين يذكرون بذكري ، وأذكر بذكرهم .
حدثنا
أحمد بن يعقوب المعدل ، حدثنا
الحسن بن علوية ، حدثنا
إسماعيل بن عيسى ، حدثنا
الهياج بن بسطام ، عن
مسعر بن كدام ، عن
بكير بن الأخنس ، عن
سعيد - رضي الله عنه - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006315سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أولياء الله ؟ قال : " الذين إذا رؤوا ذكر الله عز وجل " .
حدثنا
جعفر بن محمد بن عمر ، وحدثنا
أبو حصين القاضي ، حدثنا
يحيى بن عبد الحميد ، حدثنا
داود العطار ، عن
عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10382أسماء بنت يزيد ، قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006316 " ألا أخبركم بخياركم ؟ " قالوا : بلى . قال : " الذين إذا رؤوا ذكر الله عز وجل " .
ومنها : أنهم المسلمون من الفتن الموقون من المحن : حدثنا القاضي
أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ، حدثنا
محمد بن القاسم بن الحجاج ، حدثنا
الحكم بن موسى ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش ، حدثني
مسلم بن عبيد الله ، عن
نافع ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
إن لله عز وجل ضنائن من عباده ، يغذيهم في رحمته ، ويحييهم في عافيته ، إذا توفاهم إلى جنته ، أولئك الذين تمر عليهم الفتن كقطع الليل المظلم وهم منها في عافية " .
ومنها : أنهم المضرورون في الأطعمة واللباس ، المبرورة أقسامهم عند النازلة والبأس .
حدثنا
أبو إسحاق بن حمزة ، حدثنا
أحمد بن شعيب بن يزيد . وحدثنا
إسحاق بن أحمد ، حدثنا
إبراهيم بن يوسف ، حدثنا
محمد بن عزيز ، حدثنا
سلامة بن روح ، حدثنا
عقيل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال : قال
[ ص: 7 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006318كم من ضعيف متضعف ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره ، منهم nindex.php?page=showalam&ids=70البراء بن مالك " . ثم إن البراء لقي زحفا من المشركين وقد أوجع المشركون في المسلمين . فقالوا له : يا براء إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : لو أقسمت على ربك لأبرك ، فأقسم على ربك . فقال : أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم ، فمنحوا أكتافهم . ثم التقوا على قنطرة السوس فأوجعوا في المسلمين ، فقالوا : أقسم يا براء على ربك عز وجل ، قال : أقسم عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم ، وألحقتني بنبيك - صلى الله عليه وسلم - فمنحوا أكتافهم ، وقتل البراء شهيدا .
حدثنا
محمد بن أحمد بن الحسن ، حدثنا
محمد بن نصر الصائغ ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12370إبراهيم بن حمزة الزبيري ، حدثنا
ابن أبي حازم ، عن
كثير بن يزيد ، عن
الوليد بن رباح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006319رب أشعث ذي طمرين تنبو عنه أعين الناس ، لو أقسم على الله عز وجل لأبره " .
قال الشيخ رحمه الله تعالى : ومنها : أن ليقينهم تنفلق الصخور ، وبيمينهم تنفتق البحور : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16065سهل بن عبد الله التستري ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14125الحسين بن إسحاق ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15856داود بن رشيد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة ، عن
عبد الله بن هبيرة ، عن
حنش الصنعاني ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006320عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، أنه قرأ في أذن مبتلى فأفاق ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما قرأت في أذنه ؟ قال : قرأت : ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا ) حتى ختم السورة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لو أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال " .
حدثنا
أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثنا
محمد بن يزيد الكوفي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17011محمد بن فضيل ، حدثنا
الصلت بن مطر ، عن
قدامة بن حماظة ابن أخت سهم بن منجاب ، قال : سمعت
سهم بن منجاب قال : غزونا مع
nindex.php?page=showalam&ids=386العلاء بن الحضرمي ، فسرنا حتى أتينا دارين والبحر بيننا وبينهم ، فقال : يا عليم يا حليم
يا علي يا عظيم ، إنا عبيدك وفي سبيلك نقاتل عدوك ، اللهم
[ ص: 8 ] فاجعل لنا إليهم سبيلا . فتقحم بنا البحر ، فخضنا ما يبلغ لبودنا الماء ، فخرجنا إليهم .
حدثنا
أبو حامد بن جبلة ، حدثنا
محمد بن إسحاق الثقفي ، حدثنا
يعقوب بن إبراهيم والوليد بن شجاع ، قالا : حدثنا
عبد الله بن بكر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15666حاتم بن أبي صغيرة ، عن
سماك بن حرب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال : لقد رأيت
في nindex.php?page=showalam&ids=386العلاء بن الحضرمي رضي الله تعالى عنه ثلاث خصال ، ما منهن خصلة إلا وهي أعجب من صاحبتها : انطلقنا نسير حتى قدمنا
البحرين ، وأقبلنا نسير حتى كنا على شط البحر ، فقال
العلاء : سيروا ، فأتى البحر فضرب دابته ، فسار وسرنا معه ما يجاوز ركب دوابنا ، فلما رآنا
ابن مكعبر عامل كسرى ، قال : لا والله لا نقابل هؤلاء ، ثم قعد في سفينة فلحق
بفارس .
قال الشيخ رحمه الله : ومنها أنهم سباق الأمم والقرون ، وبإخلاصهم يمطرون وينصرون .
حدثنا
عبد الله بن جعفر ، حدثنا
إسماعيل بن عبد الله ، حدثنا
سعيد بن أبي مريم ، حدثنا
يحيى بن أيوب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17000ابن عجلان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16736عياض بن عبد الله ، عن
عبد الله بن عمرو ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "
لكل قرن من أمتي سابقون " .
حدثنا
سليمان بن أحمد ، حدثنا
محمد بن الخزر الطبراني ، حدثنا
سعيد بن أبي زيد ، حدثنا
عبد الله بن هارون الصوري ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن
نافع ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" خيار أمتي في كل قرن خمسمائة ، والأبدال أربعون ، فلا الخمسمائة ينقصون ، ولا الأربعون ، كلما مات رجل أبدل الله عز وجل من الخمسمائة مكانه ، وأدخل من الأربعين مكانهم " قالوا : يا رسول الله دلنا على أعمالهم . قال : " يعفون عمن ظلمهم ، ويحسنون إلى من أساء إليهم ، ويتواسون فيما آتاهم الله عز وجل " .
حدثنا
محمد بن أحمد بن الحسن ، حدثنا
محمد بن السري القنطري ، حدثنا
قيس بن إبراهيم بن قيس السامري ، حدثنا
عبد الرحمن بن يحيى الأرمني ، حدثنا
عثمان بن عمارة ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15265المعافى بن عمران ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، عن
منصور ، عن
إبراهيم ، عن
الأسود ، عن
عبد الله ، قال : قال رسول الله
[ ص: 9 ] - صلى الله عليه وسلم - : "
إن لله عز وجل في الخلق ثلاثمائة ، قلوبهم على قلب آدم - عليه السلام - ، ولله تعالى في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى - عليه السلام - ، ولله تعالى في الخلق سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم - عليه السلام - ، ولله تعالى في الخلق خمسة قلوبهم على قلب جبريل - عليه السلام - ، ولله تعالى في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل - عليه السلام - ، ولله تعالى في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل - عليه السلام - ، فإذا مات الواحد أبدل الله عز وجل مكانه من الثلاثة ، وإذا مات من الثلاثة أبدل الله تعالى مكانه من الخمسة ، وإذا مات من الخمسة أبدل الله تعالى مكانه من السبعة ، وإذا مات من السبعة أبدل الله تعالى مكانه من الأربعين ، وإذا مات من الأربعين أبدل الله تعالى مكانه من الثلاثمائة ، وإذا مات من الثلاثمائة أبدل الله تعالى مكانه من العامة . فبهم يحيي ويميت ، ويمطر وينبت ويدفع البلاء " قيل nindex.php?page=showalam&ids=10لعبد الله بن مسعود : كيف بهم يحيي ويميت . قال : لأنهم يسألون الله عز وجل إكثار الأمم فيكثرون ، ويدعون على الجبابرة فيقصمون ، ويستسقون فيسقون ، ويسألون فتنبت لهم الأرض ، ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء .
حدثنا
محمد أبو عمرو بن حمدان ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14113الحسن بن سفيان ، حدثنا
عبد الوهاب بن الضحاك ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16230صفوان بن عمرو ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15802خالد بن معدان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بن اليمان ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
يا حذيفة ، إن في كل طائفة من أمتي قوما شعثا غبرا ، إياي يريدون ، وإياي يتبعون ، وكتاب الله يقيمون ، أولئك مني وأنا منهم وإن لم يروني " .
حدثنا
سليمان بن أحمد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15556بكر بن سهل ، حدثنا
عمرو بن هاشم ، حدثنا
سليمان بن أبي كريمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16006325من سأل عني- أو سره أن ينظر إلي - فلينظر إلى أشعث شاحب مشمر ، لم يضع لبنة على لبنة ، ولا قصبة على قصبة ، رفع له علم فشمر إليه ، اليوم المضمار وغدا السباق ، والغاية الجنة أو النار " .
قال الشيخ
أبو نعيم رحمه الله : ومنها أنهم نظروا إلى باطن العاجلة
[ ص: 10 ] فرفضوها ، وإلى ظاهر بهجتها وزينتها فوضعوها .
حدثنا
أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثني
غوث بن جابر ، قال : سمعت
محمد بن داود يحدث عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه ، قال : قال الحواريون : يا
عيسى ،
من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ؟ قال
عيسى - عليه السلام - : الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها ، والذين نظروا إلى آجل الدنيا حين نظر الناس إلى عاجلها ، فأماتوا منها ما يخشون أن يشينهم ، وتركوا ما علموا أن سيتركهم ، فصار استكثارهم منها استقلالا ، وذكرهم إياها فواتا ، وفرحهم بما أصابوا منها حزنا ، فما عارضهم من نيلها رفضوه ، وما عارضهم من رفعتها بغير الحق وضعوه ، وخلقت الدنيا عندهم فليسوا يجددونها ، وخربت بيوتهم فليسوا يعمرونها ، وماتت في صدورهم فليسوا يحيونها بعد موتها ، بل يهدمونها فيبنون بها آخرتهم ، ويبيعونها فيشترون بها ما يبقى لهم ، ورفضوها فكانوا هم الفرحين ، ونظروا إلى أهلها صرعى قد حلت بهم المثلات ، وأحيوا ذكر الموت ، وأماتوا ذكر الحياة ، يحبون الله عز وجل ، ويحبون ذكره ، ويستضيئون بنوره ، ويضيئون به ، لهم خير عجيب ، وعندهم الخبر العجيب ، بهم قام الكتاب وبه قاموا ، وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا ، وبهم علم الكتاب وبه عملوا ، وليسوا يرون نائلا مع ما نالوا ، ولا أمانا دون ما يرجون ، ولا خوفا دون ما يحذرون .
قال الشيخ رحمه الله تعالى : وهم المصونون عن مرامقة حقارة الدنيا بعين الاغترار ، المبصرون صنع محبوبهم بالفكر والاعتبار .
حدثنا
أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني
سفيان بن وكيع ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12385إبراهيم بن عيينة ، عن
ورقاء ، قال الشيخ
أبو نعيم : والصواب
وفاء بن إياس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال : لما بعث الله عز وجل
موسى وهارون عليهما السلام إلى فرعون ، قال : لا يغرنكما لباسه الذي ألبسته ، فإن ناصيته بيدي فلا ينطق ولا يطرف إلا بإذني ، ولا يغرنكما
[ ص: 11 ] ما متع به من زهرة الدنيا وزينة المترفين ، فلو شئت أن أزينكما من زينة الدنيا بشيء يعرف فرعون أن قدرته تعجز عن ذلك لفعلت ، وليس ذلك لهوانكما علي ، ولكني ألبستكما نصيبكما من الكرامة على ألا تنقصكما الدنيا شيئا ، وإني لأذود أوليائي عن الدنيا كما يذود الراعي إبله عن مبارك العرة ، وإني لأجنبهم زهرتها كما يجنب الراعي إبله عن مراتع الهلكة ، أريد أن أنور بذلك مراتبهم ، وأطهر بذلك قلوبهم ، وفي سيماهم الذي يعرفون به ، وأمرهم الذي يفتخرون به .
واعلم أنه
من أخاف وليا فقد بارزني بالعداوة ، وأنا الثائر لأوليائي يوم القيامة .
حدثنا
أحمد بن السري ، حدثنا
الحسن بن علوية القطان ، حدثنا
إسماعيل بن عيسى ، حدثنا
إسحاق بن بشر ، عن
جويبر ، عن
الضحاك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - .
وحدثنا أبي ، حدثنا
إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا
محمد بن سهل بن عسكر ، حدثنا
إسماعيل بن عبد الكريم ، حدثنا
عبد الصمد بن معقل ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه ، يقول : لما بعث الله تعالى
موسى وأخاه
هارون عليهما السلام إلى فرعون قال : لا يعجبنكما زينته ولا ما متع به ، ولا تمدا أعينكما إلى ذلك ، فإنها زهرة الحياة الدنيا وزينة المترفين ، فإني لو شئت أن أزينكما من الدنيا بزينة ليعلم فرعون حين ينظر إليها أن مقدرته تعجز عن مثل ما أوتيتما لفعلت ، ولكني أرغب بكما عن ذلك وأزويه عنكما ، وكذلك أفعل بأوليائي ، وقديما ما خرت لهم في ذلك ، فإني لأذودهم عن نعيمها ورخائها كما يذود الراعي الشفيق غنمه عن مراتع الهلكة ، وإني لأجنبهم سلوتها وعيشتها كما يجنب الراعي الشفيق إبله عن مبارك العرة ، وما ذلك لهوانهم علي ، ولكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي سالما موفورا لم تكلمه الدنيا ولم يطغه الهوى . واعلم أنه
لم يتزين العباد بزينة أبلغ فيما عندي من الزهد في الدنيا ، فإنها زينة المتقين ، عليهم منها لباس يعرفون به من السكينة والخشوع ، سيماهم في وجوههم من أثر السجود ، أولئك هم أوليائي حقا حقا ، فإذا لقيتهم فاخفض لهم جناحك ، وذلل لهم قلبك ولسانك . واعلم أنه من أهان لي وليا أو
[ ص: 12 ] أخافه فقد بارزني بالمحاربة وبادأني ، وعرض لي نفسه ودعاني إليها ، وأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي ، أفيظن الذي يحاربني أن يقوم لي ؟ أويظن الذي يعاديني أن يعجزني ؟ أويظن الذي يبارزني أن يسبقني أو يفوتني ؟ فكيف وأنا الثائر لهم في الدنيا والآخرة لا أكل نصرتهم إلى غيري .
زاد
إسماعيل بن عيسى في حديثه : فاعلم يا
موسى أن أوليائي الذين أشعروا قلوبهم خوفي ، فيظهر على أجسادهم في لباسهم وجهدهم الذي يفوزون به يوم القيامة ، وأملهم الذي به يذكرون ، وسيماهم الذي به يعرفون ، فإذا لقيتهم فذلل لهم نفسك .