ولا ألين لـغـير الـلـه أسـألـه حتى يلين لضرس الماضغ الحجر
ثم قال : والله لضربة بسيف في عز أحب إلي من ضربة بسوط في ذل . ثم دعا إلى نفسه وأظهر الخلاف لابن معاوية ، فبعث إليه يزيد حصين بن نمير الكندي ، وقال له : يا ابن برذعة الحمار احذر خدائع قريش ولا تعاملهم إلا بالثقاف ثم القطاف . فورد حصين مكة فقاتل بها ابن الزبير وأحرق الكعبة ، ثم بلغه موت يزيد فهرب ، فلما مات يزيد دعا إلى نفسه ، ثم مروان بن الحكم [ ص: 332 ] مات مروان فدعا عبد الملك إلى نفسه ، فعقد للحجاج في جيش إلى مكة فورد مكة وظهر على أبي قبيس ونصب عليه المنجنيق يرمي به ابن الزبير ومن معه في المسجد ، فلما كان الغداة التي قتل فيها ابن الزبير دخل ابن الزبير على أمه أسماء بنت أبي بكر ، وهي يومئذ ابنة مائة سنة ، لم يسقط لها سن ولم يفسد لها بصر ، فقالت : يا عبد الله ما فعلت في حربك؟ قال : بلغوا مكان كذا وكذا وضحك ، وقال : إن في الموت لراحة . فقالت أسماء : يا بني لعلك تتمناه لي ، ما أحب أن أموت حتى آتي على أحد طرفيك : إما أن تملك فتقر بذلك عيني ، وإما أن تقتل فأحتسبك . ثم ودعها فقالت : يا بني إياك أن تعطي خصلة من دينك مخافة القتل . وخرج عنها فدخل المسجد قيل له : ألا تكلمهم في الصلح؟ فقال : أوحين صلح هذا والله لو وجدوكم في جوف الكعبة لذبحوكم ، ثم أنشأ يقول :ولست بمبـتـاع الـحـياة بـذلة ولا مرتق من خشية الموت سلما
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ولكن على أقدامنا تقطر الدمـا