صفحة جزء
ومن مسانيد حديثه :

حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل ، قال : ثنا أبو العباس السراج ، قال : ثنا الزبير بن بكار ، قال : ثنا عبد العزيز ، عن ياسين بن عبد الله بن عروة ، عن أبي مسلم الخولاني ، عن معاوية بن أبي سفيان : أنه خطب الناس وقد حبس العطاء شهرين أو ثلاثة فقال له أبو مسلم : يا معاوية ، إن هذا المال ليس بمالك ولا بمال أبيك ولا مال أمك ، فأشار معاوية إلى الناس أن امكثوا . ونزل فاغتسل ثم رجع فقال : أيها الناس إن أبا مسلم ذكر أن هذا المال ليس بمالي وليس بمال أبي ولا أمي وصدق أبو مسلم ، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " الغضب من الشيطان ، والشيطان من النار ، والماء يطفئ النار ، فإذا غضب أحدكم فليغتسل ، اغدوا على عطاياكم على بركة الله عز وجل " .

[ ص: 131 ] حدثنا أبو بكر بن خلاد ، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا كثير بن هشام ، قال : ثنا جعفر بن برقان ، قال : ثنا حبيب بن أبي مرزوق ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن أبي مسلم الخولاني ، قال : دخلت مسجد دمشق فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وإذا فيهم شاب أكحل العينين براق الثنايا لا يتكلم ساكت ، فإذا امترى القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه ، فقلت لجليس لي : من هذا ؟ قال : هذا معاذ بن جبل ، فوقع في نفسي حبه فمكثت معهم حتى تفرقوا ثم هجرت إلى المسجد ، فإذا معاذ بن جبل قائم يصلي إلى سارية ، فصليت ثم جلست فاحتبيت بردائي ، وجلس فسكت لا أكلمه ، وسكت لا يكلمني ، ثم قلت : إني والله لأحبك ، قال : فيم تحبني ؟ قلت : في الله عز وجل ، قال : فأخذ بحبوتي فجرني إليه هنيهة ثم قال : أبشر إن كنت صادقا فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء " ، قال : فخرجت فلقيت عبادة بن الصامت فقلت : يا أبا الوليد ، ألا أحدثك ما حدثني به معاذ بن جبل في المتحابين ؟ قال : وأنا أحدثك ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يرفعه إلى الرب عز وجل ، قال : " حقت محبتي للمتحابين في ، وحقت محبتي للمتزاورين في ، وحقت محبتي للمتناصحين في " .

وعن جبير بن نفيل ، عن أبي مسلم الخولاني أنه سمعه يقول : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ما أوحى الله إلي أن أجمع المال وأكون من المتاجرين ، ولكن أوحى إلي أن سبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " . رواه جبير ، عن أبي مسلم مرسلا .

التالي السابق


الخدمات العلمية