حدثنا أبي ، ثنا
إسحاق بن إبراهيم ، ثنا
محمد بن سهل بن عسكر ، ثنا
إسماعيل بن عبد الكريم ، حدثني
عبد الصمد بن معقل ، أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه يقول : إن رجلا من بني إسرائيل صام سبعين أسبوعا يفطر في كل سبعة أيام يوما وهو يسأل الله تعالى أن يريه
كيف يغوي الشيطان الناس ، فلما أن طال ذلك عليه ولم يجب ، قال : لو أقبلت على خطيئتي وعلى ذنبي وما بيني وبين ربي لكان خيرا لي من هذا الأمر الذي أطلب . فأرسل الله تعالى إليه ملكا ، فقال : إن الله عز وجل أرسلني إليك وهو يقول : إن كلامك هذا الذي تكلمت به أعجب إلي مما مضى من عبادتك وقد فتح بصرك ، قال : فنظر فإذا أحبولة لإبليس قد أحاطت بالأرض ، وإذا ليس أحد من بني
آدم إلا وحوله شياطين مثل ذباب ، فقال : أي رب ، من ينجو من هذا ؟ قال : الورع اللين .
حدثنا أبي ، ثنا
إسحاق ، ثنا
محمد بن سهل ح وحدثنا
عمر بن أحمد بن محمد المقري ، ثنا
أحمد بن منصور ، قالا : ثنا
إسماعيل بن عبد الكريم ، حدثني
عبد الصمد بن معقل ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه يقول : كان رجل من السائحين في أرض فيها قثاء فدعته نفسه إلى أن يأخذ منها شيئا ، فعاقبها فقام مكانه فصلى ثلاثة أيام ، فمر به رجل وقد لوحته الشمس والريح والبرد ، فلما نظر إليه ، قال : سبحان الله ! لكأنما أحرق هذا الإنسان بالنار ، فقال السائح :
هكذا بلغ مني خوف النار ، فكيف لو دخلتها .
حدثنا
محمد بن نصر ، ثنا
حاجب بن دكين ، ثنا
حماد بن الحسن ، ثنا
سيار ، ثنا
جعفر ، ثنا
عمر بن عبد الرحمن الصنعاني ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه ، قال :
أصاب رجل من الأولين ذنبا ، فقال : لله علي أن لا يظلني سقف [ ص: 33 ] بيت أبدا حتى تأتيني براءة من النار ، فكان بالعراء في الحر والقر ، فمر به رجل ورأى شدة حاله ، فقال : يا عبد الله ، ما بلغ منك ما أرى ؟ فقال : بلغ بي ما ترى ذكر جهنم ، فكيف بي إن أنا وقعت فيها ؟
حدثني أبي ، ثنا
أحمد بن محمد بن الحسن البغدادي ، ثنا
أحمد بن محمد بن الحسن المخزومي ، ثنا
عبد الرزاق ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=15558بكار بن عبد الله ، عن
وهب قال : قرأت في بعض الكتب أن
مناديا ينادي من السماء الرابعة : يا أبناء الأربعين ، أنتم زرع قددنا حصاده ، يا أبناء الخمسين ، ما قدمتم وما أخرتم ، يا أبناء الستين ، لا عذر لكم ، ليت الخلق لم يخلقوا ، وإذا خلقوا علموا لماذا خلقوا ، قد أتتكم الساعة فخذوا حذركم .
حدثنا
عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا
عبد الله بن محمد بن زكريا ، ثنا
سلمة بن شبيب ، ثنا
سهل - يعني ابن عاصم ، عن
يونس بن أبي يحيى ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه ، قال في بعض الحكمة :
أبناء الأربعين زرع قددنا حصاده ، أبناء الستين ، ماذا قدمتم وماذا أخرتم ، أبناء السبعين ، لا عذر لكم .
حدثنا
الحسين بن محمد بن علي ، ثنا
سعيد بن محمد أخو الزبير ، ثنا
إسحاق بن إسرائيل ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17248هشام بن يوسف الصنعاني ، عن
منذر الأفطس ، عن
وهب قال : قال
دانيال عليه السلام :
يا لهفتا على زمان يلتمس فيه الصالحون فلا يوجد منهم أحد إلا كالسنبلة في أثر الحاصد ، أو كالخصلة في أثر القاطف ، يوشك نوائح أولئك وبواكيهم أن تبكيهم .
حدثنا
أبو حامد بن جبلة ، ثنا
محمد بن إسحاق ، ثنا
الحسن بن الربيع ، ثنا
عبد الرزاق ، عن
عبد الصمد بن معقل ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه يقول في قوله تعالى :
ونضع الموازين القسط ليوم القيامة . قال :
إنما يوزن من الأعمال خواتيمها ، وإذا أراد الله بعبد خيرا ختم له بخير عمله ، وإذا أراد به شرا ختم له بشر عمله .
حدثنا
أحمد بن جعفر بن معبد ، ثنا
أحمد بن عمرو البزار ، ثنا
سلمة بن شبيب ، ثنا
أحمد بن صالح ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12310أسد بن موسى ، عن
يوسف بن زياد ، عن أبي
[ ص: 34 ] أنيس بن وهب بن منبه ، عن
وهب قال :
إن الله عز وجل حين فرغ من خلقه نظر إليهم حين مشوا على وجه الأرض ، فقال : أنا الله الذي لا إله إلا أنا الذي خلقتك بقوتي ، وأتقنتك بحكمتي ، حق قضائي ، ونافذ أمري ، أنا أعيدك كما خلقتك ، وأفنيك بحكمتي حتى أبقى وحدي ، فإن الملك والخلود لا يحق إلا لي ، أدعو خلقي وأجمعهم لقضائي يوم يخسر أعدائي ، وتجل القلوب من خوفي ، وتجف الأقلام من هيبتي ، وتبرأ الآلهة ممن عبدها دوني . قال : وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه أن الله عز وجل لما فرغ من جميع خلقه يوم الجمعة ، أقبل يوم السبت ، فمدح نفسه بما هو أهله ، وذكر عظمته وجبروته وكبرياءه وسلطانه وقدرته وملكه وربوبيته ، فأنصت له كل شيء ، وأطرق له كل شيء خلقه ، فقال : أنا الملك الذي لا إله إلا أنا ذو الرحمة الواسعة والأسماء الحسنى ، أنا الله الذي لا إله إلا أنا ذو العرش المجيد والأفلاك العلى ، أنا الله الذي لا إله إلا أنا ذو المن والطول والآلاء والكبرياء ، أنا الله الذي لا إله إلا أنا بديع السماوات والأرض ومن فيهن ، ملأت كل شيء عظمتي ، وقهر كل شيء ملكي ، وأحاطت بكل شيء قدرتي ، وأحصى كل شيء علمي ، ووسعت كل شيء رحمتي ، وبلغ كل شيء لطفي ، فأنا الله ، يا معشر الخلائق فاعرفوا مكاني ، فليس في السماوات والأرض إلا أنا ، وخلقي كلهم لا يقوم ولا يدوم إلا بي ، وينقلب في قبضتي ، ويعيش في رزقي ، وحياته وموته وبقاؤه وفناؤه بيدي ، فليس له محيص ولا ملجأ غيري ، لو تخليت عنه إذا لهلك كله ، وإذا لكنت أنا على حالي ، لا ينقصني ذلك شيئا ولا يزيدني ولا يهدني فقده ، وأنا معتز بالعز كله ، في جبروتي وملكي وبرهاني ونوري وسعة بطشي وعلو مكاني وعظمة شأني ، فلا شيء مثلي ، ولا إله غيري ، ولا ينبغي لشيء خلقته أن يعدل بي ولا ينكرني ، فكيف ينكرني من خلقته يوم خلقته على معرفتي ؟ أم كيف يكابرني من قهره ملكي ، فليس له خالق ولا باعث ولا وارث غيري ، أم كيف يعازني من
[ ص: 35 ] ناصيته بيدي ؟ أم كيف يعدل بي من أعمره وأسقم جسمه وأنقص عقله وأتوفى نفسه ، وأخلقه وأهرمه فلا يمتنع مني ؟ أم كيف يستنكف عن عبادتي عبدي وابن عبادي وابن إمائي لا ينسب إلى خالق ولا وارث غيري ؟ أم كيف يعبد دوني من تخلقه الأيام ويفني أجله اختلاف الليل والنهار وهما - شعبة يسيرة من سلطاني ؟ فإلي إلي يا أهل الموت والفناء ، لا إلى غيري ، فإني كتبت الرحمة على نفسي ، وقضيت بالعفو والمغفرة لمن استغفرني ، أغفر الذنوب جميعا صغيرها وكبيرها ، ولا يكبر ذلك علي ، ولا تلقوا بأيديكم ولا تقنطوا من رحمتي ؛ فإن رحمتي سبقت غضبي ، وخزائن الخير كلها بيدي ، ولم أخلق شيئا مما خلقت لحاجة كانت مني إليه ، ولكن لأبين به قدرتي ، ولينظر الناظرون في ملكي وتدبير حكمتي ، ولتدين خلائقي كلها لعزتي ، وتسبح الخلائق كلهم بحمدي ، ولتعنو الوجوه كلها لوجهي .
حدثنا
أحمد بن السندي ، ثنا
الحسن بن علويه القطان ، ثنا
إسماعيل بن عيسى العطار ، ثنا
إدريس ، عن جده
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه قال : قال
لقمان لابنه :
يا بني ، اعقل عن الله ؛ فإن أعقل الناس عن الله أحسنهم عقلا ، وإن الشيطان ليفر من العاقل وما يستطيع أن يكابده .
حدثنا أبي ، ثنا
إسحاق بن إبراهيم ، ثنا
محمد بن سهل ، ثنا
إسماعيل بن عبد الكريم ، ثنا
عبد الصمد بن معقل ، أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه ، يقول لرجل من جلسائه : ألا أعلمك طبا لا يتعايا فيه الأطباء ، وفقها لا يتعايا فيه الفقهاء ، وحلما لا يتعايا فيه الحلماء ، قال : بلى ! يا أبا عبد الله ، قال : أما
الطب الذي لا يتعايا فيه الأطباء ، فلا تأكل طعاما إلا ما سميت الله على أوله وحمدته على آخره . وأما
الفقه الذي لا يتعايا فيه الفقهاء ، فإن سئلت عن شيء عندك فيه علم فأخبر بعلمك وإلا فقل : لا أدري ، وأما
الذي لا يتعايا فيه الحلماء ، فأكثر الصمت ، إلا أن تسأل عن شيء .
حدثنا
أحمد بن علي بن الحارث المرهبي ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16532عبيد بن غنام ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13608ابن نمير [ ص: 36 ] ثنا
إسماعيل بن عبد الكريم ، ثنا
عبد الصمد بن معقل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه قال :
كان إذا كان في الصبي خلقان الحياء والرهبة طمع برشده .
حدثنا
أبو حامد ، ثنا
أحمد بن محمد بن الحسين المعافري ، ثنا
عبد الله بن محمد بن إسحاق ، ثنا
الرمادي ، ثنا
عبد الوهاب ، ثنا
ابن خشرم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه قال : لما بلغ
ذو القرنين مطلع الشمس قال له ملك : صف لي الناس ، قال : محادثتك من لا يعلم كمن يعلم الموتى ، ومحادثتك من لا يعقل كمثل رجل يبل الصخرة حتى تبتل ، أو يطبخ الحديد يلتمس أدمه ، ومحادثتك من لا يصغي لك كمثل من يضع المائدة لأهل القبور ، ونقل الحجارة من رأس الجبال أيسر من محادثتك من لا يعقل .
حدثنا
سليمان بن أحمد ، ثنا
عبيد بن محمد الكشوري الصنعاني ، ثنا
همام بن سلمة بن عقبة ، ثنا
غوث بن جابر ، ثنا
غوث بن معقل ، قال : سمعت عمي
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه يقول :
إذا أردت أن تعمل بطاعة الله عز وجل فاجتهد في نصحك وعلمك لله ؛ فإن العمل لا يقبل ممن ليس بناصح ، وإن النصح لله عز وجل لا يكمل إلا بطاعة الله ، كمثل الثمرة الطيبة ريحها طيب وطعمها طيب ، كذلك مثل طاعة الله ؛ النصح ريحها ، والعمل طعمها ، ثم زين طاعة الله بالعلم والحلم والفقه ، ثم أكرم نفسك عن أخلاق السفهاء ، وعبدها على أخلاق العلماء ، وعودها على فعل الحلماء ، وامنعها عمل الأشقياء ، وألزمها سيرة الفقهاء ، واعزلها عن سبل الخبثاء ، وما كان لك من فضل فأعن به من دونك ، وما كان فيمن دونك من نقص فأعنه عليه حتى تبلغه معك ، فإن الحكيم يجمع فضوله ثم يعود بها على من دونه ، ثم ينظر في نقائص من دونه ثم يقومها ويزجيها حتى يبلغه ، إن كان فقيها حمل من لا فقه له إذا رأى أنه يريد صحبته ومعونته ، وإذا كان له مال أعطى منه من لا مال له ، وإن كان مصلحا استغفر الله للمذنب إذا رجا توبته ، وإن كان محسنا أحسن إلى من أساء إليه واستوجب بذلك أجره ، ولا يغتر بالقول حتى يجيء معه الفعل ، ولا يتمنى طاعة الله إذا لم يعمل بها ، فإذا بلغ من طاعة الله شيئا حمد الله ثم طلب ما لم يبلغ منها ، وإذا علم من
[ ص: 37 ] الحكمة لم تشبعه حتى يتعلم ما لم يبلغ منها ، وإذا ذكر خطيئته سترها عن الناس واستغفر الله الذي هو القادر على أن يغفرها ، ثم لا يستعين على شيء من قوله بالكذب ؛ فإن الكذب في الحديث مثل الأكلة في الخشبة يرى ظاهرها صحيحا وجوفها نخرا ، لا يزال من يغتر بها يظن أنها حاملة ما عليها حتى تنكسر على ما فيها ويهلك من اغتر بها . وكذلك الكذب في الحديث لا يزال صاحبه يغتر به ويظن أنه معينه على حاجته وزائد له في رغبته حتى يعرف ذلك منه ، ويتبين لذوي العقول غروره ، ويستنبط العلماء ما كان يستخفي به عنهم . فإذا اطلعوا على ذاك من أمره وتبين لهم ، كذبوا خبره وأبادوا شهادته واتهموا صدقه واحتقروا شأنه وأبغضوا مجلسه واستخفوا منه بسرائرهم ، وكتموا حديثهم وصرفوا عنه أمانتهم ، وغيبوا عنه أمرهم وحذروه على دينهم ومعيشتهم ولم يحضروه شيئا من محاضرهم ، ولم يأمنوه على شيء من سرهم ، ولم يحكموه في شيء مما شجر بينهم .
حدثنا
عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا
علي بن إسحاق ، ثنا
حسين بن حسن المروزي ، ثنا
سعيد بن سليمان ، ثنا
عبد الله بن المؤمل ، ثنا
المثنى بن الصباح ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه يقول :
قام موسى عليه السلام ، فلما رأته بنو إسرائيل قامت إليه ، فأومأ إليهم أن اجلسوا . فجلسوا ، فذهب حتى جاء الصور فإذا هو بنهر أبيض فيه مثل رءوس الكباش كافور محفوف بالرياحين ، فلما أعجبه ذلك وثب فيه فاغتسل وغسل ثوبه ، ثم خرج وهيأ ثيابه ورجع إلى الماء ، فاستنقع فيه حتى جفت ثيابه فلبسها . ثم أخذ نحو الكثيب الأحمر الذي هو فوق الصور فإذا هو برجلين يحفران قبرا ، فقام عليهما فقال : ألا أعينكما ؟ قالا : بلى . فنزل يحفر ، فقال : لتحدثاني : مثل من الرجل ؟ فقالا : على طولك وعلى هيئتك ، فاضطجع عليه فالتأمت عليه الأرض ، فلم ينظر إلى قبر
موسى عليه السلام إلا الرخمة فإن الله عز وجل أصمها وأبكمها .
حدثنا
عبد الله بن محمد ، ثنا
محمد بن يوسف بن الوليد ، ثنا
محمد بن يحيى البصري ، ثنا
عبد الله بن رجاء ، ثنا
معروف بن واصل ، قال : سمعت
أشرس يقول :
[ ص: 38 ] سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه يقول : قرأت في بعض الكتب :
لولا أني كتبت النتن على الميت لحبسه الناس في بيوتهم ، ولولا أني كتبت الفساد على الطعام لخزنته الأغنياء عن الفقراء ، ولولا أني أذهبت الهم والغم لم تعمر الدنيا ولم أعبد .
حدثنا
محمد بن جعفر بن يوسف ، ثنا
شعيب بن محمد بن أحمد الدئلي ، ثنا
سهل بن صقر الخلاطي ، ثنا
عبد المنعم بن إدريس ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه قال : قال
لقمان لابنه : يا بني ، إن
مثل أهل الذكر والغفلة كمثل النور والظلمة .
حدثنا أبي رحمه الله ، ثنا
عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ، ثنا
محمد بن سعيد العوفي ،
وإسماعيل بن عبد الله بن ميمون ، قالا : ثنا
إسماعيل بن عبد الكريم ، ثنا
عبد الصمد بن معقل ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه يقول : قرأت في التوراة أربعة أسطر متواليات :
من قرأ كتاب الله فظن أنه لا يغفر له فهو من المستهزئين بآيات الله ، ومن شكى مصيبة فإنما يشكو ربه ، ومن أسف على ما في يد غيره سخط قضاء ربه عز وجل ، ومن تضعضع لغني ذهب ثلثا دينه .
حدثنا أبي ، ثنا
عبد الله بن محمد ، ثنا
محمد بن سعيد بن جنادة ،
وإسماعيل بن عبد الله ، قالا : ثنا
إسماعيل بن عبد الكريم ، قال : سمعت
عبد الصمد بن معقل يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه يقول : قرأت في التوراة :
أيما دار بنيت بقوة الضعفاء جعلت عاقبتها الخراب ،
وأيما مال جمع من غير حل جعلت عاقبته الفقر .
حدثنا
عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا
علي بن إسحاق ، ثنا
حسين المروزي ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك ، ثنا
معمر ، عن
محمد بن عمر ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه يقول : وجدت في بعض الكتب أن الله عز وجل يقول :
إن عبدي إذا أطاعني فإني أستجيب له من قبل أن يدعوني ، وأعطيه من قبل أن يسألني ، وإن عبدي إذا أطاعني لو أن أهل السماوات والأرض أجلبوا عليه جعلت له مخرجا من ذلك ، وإن عبدي إذا عصاني أقطع يده عن أبواب السماوات وأجعله في الهوى فلا ينتصر بشيء من خلقي .
حدثنا
عبد الله ، ثنا
علي بن إسحاق ، ثنا
حسين المروزي ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15558بكار بن عبد الله ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه يقول :
قال الله عز وجل فيما يعتب به أحبار بني إسرائيل : تتفقهون لغير الدين ، [ ص: 39 ] وتتعلمون لغير العمل ، وتتنازعون الدنيا بعمل الآخرة ، تلبسون جلود الضأن وتخفون أنفس الذئاب ، وتنقون القرا من شرابكم ، وتبتلعون أمثال الجبال من الحرام ، وتثقلون الدين على الناس أمثال الجبال ، ثم لا تعينوهم برفع الخناصير ، تطيلون الصلاة ، وتبيضون الثياب ، تقتنصون بذلك مال اليتيم والأرملة ، فبعزتي حلفت لأضربنكم بفتنة يضل فيها رأي ذي الرأي وحكمة الحكيم .
حدثنا
عمر بن أحمد بن شاهين ، ثنا
عبد الوهاب بن عيسى ، ثنا
إسحاق بن إسرائيل ، ثنا
عبد الله بن إبراهيم بن عثمان الصنعاني ، أخبرني
إبراهيم بن مسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه ، قال :
مرت بنوح عليه السلام خمسمائة سنة لم يقرب النساء وجلا من الموت .
حدثنا
يعقوب بن أحمد بن يعقوب الواسطي ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15630جعفر بن محمد بن سنان ، ثنا
علي بن مسلم ، ثنا
سيار ، ثنا
جعفر ، ثنا
عبد الصمد بن معقل ، قال : سمعت عمي
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه يقول :
لما أصاب داود عليه السلام الخطيئة اعتزل الملك ثم بكى حتى رعش وحتى جرت دموعه في خده .
حدثنا
عبد الله بن محمد ، ثنا
علي بن إسحاق ، ثنا
الحسين بن الحسن ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15558بكار بن عبد الله ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه يقول :
ما رفع داود عليه السلام رأسه حتى قال له الملك : أول أمرك ذنب وآخره معصية ، فارفع رأسك ، فرفع رأسه فمكث حياته لا يشرب ماء إلا مزجه بدموعه ، ولا يأكل طعاما إلا بله بدموعه ، ولا يضطجع على فراش إلا أعراه - أو قال : عراه - بدموعه ، حتى كان لا يرى في لحافه .
حدثنا
سليمان بن أحمد ، ثنا
عبيد بن محمد الصنعاني ، ثنا
همام بن مسلمة ، ثنا
غوث بن جابر ، ثنا
عقيل بن معقل ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه يقول :
إن الله تعالى ليس يحمد أحدا على طاعته ، ولا يسأل أحد من الله الخير إلا برحمته ، وليس يرجو خير الناس ولا يخاف شرهم ، ولا يعطف الله على الناس إلا رحمته إياهم ، إن مكروا به مكرهم ، وإن خادعوه رد عليهم خداعهم ، وإن كاذبوه رد
[ ص: 40 ] عليهم كذبهم ، وإن أدبروا قطع دابرهم ، ولا يخاف منهم شيئا ، وإن أقبلوا قبل منهم ، وإن الله عز وجل لا يعطفه على الناس شيء من أمرهم إلا التضرع إليه حتى يرحمهم ، ولا يستخرج أحد من الله شيئا من الخير بحيلة ولا مكر ولا مخادعة ولا أوبة ولا سخط ولا مشاورة ، ولكن يأتي بالخير من الله رحمته . ومن لم يتبع الخير من قبل رحمته لا يجد بابا غير ذلك يدخل منه ؛ فإن الله تعالى لا ينال الخير منه إلا بطاعته ، ولا يعطف الله على الناس شيء إلا تعبدهم له وتضرعهم إليه حتى يرحمهم ، فإذا رحمهم استخرجت رحمته حاجتهم من الله تعالى ، وليس ينال الخير من الله من وجه غير ذلك ، وليس إلى رحمة الله سبيل يؤتى من قبله إلا تعبد العباد له وتضرعهم إليه ؛ فإن رحمة الله تعالى باب كل خير يبتغى من قبله ، وإن مفتاح ذلك الباب التضرع إلى الله تعالى . فمن جاء بذلك المفتاح فتح لديه ، ومن أراد أن يفتح ذلك الباب بغير مفتاحه لم يفتح له ، وكيف ينفتح الباب من غير مفتاحه . ولله عز وجل خزائن الخير كله ، وباب خزائن الله رحمته ، ومفتاح رحمة الله التضرع إليه ، فمن حفظ ذلك المفتاح وجاء به فتح له الباب ودخل الخزائن ، ومن دخل الخزائن فله فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين ، وفيها ما يشاؤون وما يدعون في مقام أمين ، لا يحولون عنها ولا يخافون ولا ينصبون فيه ولا يهرمون ولا يفتقرون فيه ولا يموتون ، في نعيم مقيم وأجر عظيم وثواب كريم نزلا من غفور رحيم .
حدثنا
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ، ثنا
الحارث بن أبي أسامة ، ثنا
داود بن المحبر ، ثنا
عباد بن كثير ح وحدثنا
أحمد بن السندي ، ثنا
الحسن بن علويه القطان ، ثنا
إسماعيل بن عيسى ، ثنا
إسحاق بن بشر ، عن
إدريس ، عن جده
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه ، قال : ما عبد الله عز وجل بشيء أفضل من العقل ،
وما يتم عقل امرئ حتى تكون فيه عشر خصال : أن يكون الكبر منه مأمونا ، والرشد فيه مأمورا ، يرضى من الدنيا بالقوت وما كان من فضل فمبذول ، والتواضع فيها أحب إليه من الشرف ، والذل فيها أحب إليه من العز ، لا يسأم من طلب العلم دهره ، ولا يتبرم من طالبي الخير ، يستكثر قليل المعروف من
[ ص: 41 ] غيره ، ويستقل كثير المعروف من نفسه ، والعاشرة هي ملاك أمره ، بها ينال مجده ، وبها يعلو ذكره ، وبها علاه في الدرجات في الدارين كليهما . قيل : وما هي ؟ قال :أن يرى أن جميع الناس بين خير منه وأفضل ، وآخر شر منه وأرذل ، فإذا رأى الذي هو خير منه وأفضل كسره ذلك ، وتمنى أن يلحقه ، وإذا رأى الذي هو شر منه وأرذل قال : لعل هذا ينجو وأهلك ، ولعل لهذا باطنا لم يظهر لي ، وذلك خير له ، ويرى ظاهره لعل ذلك شر لي . فهناك يكمل عقله ، وساد أهل زمانه وكان من السباق إلى رحمة الله عز وجل وجنته إن شاء الله تعالى .
حدثنا
عبد الله بن جعفر ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12231أبو مسعود أحمد بن الفرات ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14181أبو عمر الحوضي ، ثنا
شعبة ، عن
عوف ، عن
وهب قال :
من خصال المنافق أن يحب الحمد ويكره الذم .
حدثنا
أحمد بن سعيد ، ثنا
عبد الله بن محمد بن النعمان ، ثنا
محمد بن حاتم ، ثنا
محمد بن بشار ، ثنا
عطاء بن المبارك ، عن
أشرس ، عن
وهب ، قال :
أوحى الله إلى داود عليه السلام : يا داود ، هل تدري من أغفر له ذنوبه من عبادي ؟ قال : من هو يا رب ؟ قال : الذي إذا ذكر ذنوبه ارتعدت منها فرائصه ، فذلك العبد الذي آمر ملائكتي أن تمحو عنه ذنوبه .
حدثنا
أحمد بن محمد بن الحسن ، ثنا
الحسين بن علي القطان ، ثنا
سليمان بن داود ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة ، قال : قال
وهب :
أعون الأخلاق على الدين الزهادة في الدنيا ، وأسرعها ردءا اتباع الهوى ، ومن اتباع الهوى حب المال والشرف ، ومن حب المال والشرف تنتهك المحارم ، ومن انتهاك المحارم يغضب الله عز وجل ، وغضب الله ليس دواء .
حدثنا
عبد الله بن محمد ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11950محمد بن يحيى بن سليمان أبو بلال الأشعري ، ثنا
أبو هشام الصنعاني ، ثنا
عبد الصمد ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه يقول :
إن الرب تبارك وتعالى قال في بعض ما يعتب به بني إسرائيل : إني إذا أطعت رضيت ، وإذا رضيت باركت ، وليس لبركتي نهاية . وإذا عصيت غضبت ،
[ ص: 42 ] وإذا غضبت لعنت ، وإن اللعنة تبلغ مني الولد السابع .
حدثنا
عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا
أبو بكر الدينوري المفسر ، ثنا
محمد بن أيوب العطار ، ثنا
عبد المنعم بن إدريس ، عن أبيه ، عن جده
وهب ، قال : كان في
بني إسرائيل رجل عصى الله مائتي سنة ثم مات ، فأخذوا برجله فألقوه على مزبلة ، فأوحى الله إلى
موسى عليه السلام أن اخرج فصل عليه ، قال : يا رب ،
بنو إسرائيل شهدوا أنه عصاك مائتي سنة ، فأوحى الله إليه هكذا كان ، إلا أنه
كان كلما نشر التوراة ونظر إلى اسم محمد صلى الله عليه وسلم قبله ووضعه على عينيه وصلى عليه ، فشكرت ذلك له ، وغفرت ذنوبه وزوجته سبعين حوراء .
حدثنا
عبد الله بن محمد بن زكريا ، ثنا
عبد الله بن عبد الوهاب ، ثنا
محمد بن يزيد ، ثنا
إدريس ، عن أبيه ، عن
وهب قال : قال
موسى عليه السلام ، يا رب ، احبس عني كلام الناس ، قال : لو فعلت هذا بأحد لفعلته بي .
حدثنا
أحمد بن السندي ، ثنا
الحسن بن علويه ، ثنا
إسماعيل بن عيسى ، ثنا
إسحاق بن بشر ، عن
غياث بن إبراهيم ، عن من تخيره ، عن
وهب قال :
لما دعي يوسف عليه السلام إلى الملك ووقف بالباب ، فقال : حسبي ديني من دنياي ، وحسبي ربي من خلقه ، عز جاره وجل ثناؤه ولا إله غيره ، ثم دخل ، فلما نظر إليه الملك نزل عن سريره فخر له الملك ساجدا ، ثم أقعده معه على السرير ، فقال : إنك اليوم لدينا مكين أمين ، قال
يوسف عليه السلام : اجعلني على خزائن الأرض ، إني حفيظ عليم . أي : حفيظ لهذه السنين وما استودعته ، عليم بلغات من يأتيني .
حدثنا
أحمد بن جعفر بن مالك ، ثنا
عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا
عبد الرزاق ، أخبرنا
منذر بن النعمان الأفطس ، أنه سمع
وهبا يقول :
لما أمر الحوت أن لا يضره ولا يكلمه - يعني يونس عليه السلام - قال : فلولا أنه كان من المسبحين ، قال من العابدين قبل ذلك ، فذكر بعبادته ، فلما خرج من البحر نام ، فأنبت الله عليه شجرة من يقطين ، وهي الدباء ، فلما رآها قد أظلته ورأى
[ ص: 43 ] خضرتها أعجبته ، ثم نام فاستيقظ ، فإذا هي يبست ، فجعل يتحزن عليها ، فقيل له : أنت الذي لم تخلق ولم تسق ولم تنبت تحزن عليها ، وأنا الذي خلقت مائة ألف من الناس أو يزيدون ، ثم رحمتهم فشق عليك .
حدثنا
أحمد ، ثنا
عبد الله ، حدثني
إبراهيم بن خالد الصنعاني ، ثنا
رباح ، ثنا
عبد الملك بن عبد الحميد بن حشك ، عن
وهب قال :
لما أمر نوح عليه السلام أن يحمل من كل زوجين اثنين ، قال : رب ، كيف أصنع بالأسد والبقرة ؟ وكيف أصنع بالعناق والذئب ؟ وكيف أصنع بالحمام والهر ؟ قال : من ألقى بينهما العداوة ؟ قال : أنت ، قال : فإني أؤلف بينهم حتى لا يتضررون .