حدثنا
أبو حامد بن جبلة ، ثنا
محمد بن إسحاق الثقفي ، ثنا
هارون بن عبد الله ، ثنا
سيار ، ثنا
جعفر أبو سنان القسملي ، قال : سمعت
وهبا وأقبل على
nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني فقال له : ويحك يا
عطاء ، ألم أخبر أنك تحمل علمك إلى أبواب الملوك وأبناء الدنيا ، ويحك يا
عطاء ، أتأتي من يغلق عنك بابه ، ويظهر لك فقره ويواري عنك غناه ، وتدع من يفتح لك بابه ، ويظهر لك غناه ، ويقول : ادعوني أستجب لكم ، ويحك يا
عطاء ، ارض بالدون من الدنيا مع الحكمة ، ولا ترض بالدون من الحكمة مع الدنيا ، ويحك يا
عطاء ، إن كنت يغنيك ما يكفيك فإن
أدنى ما في الدنيا يكفيك ، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس في الدنيا شيء يكفيك ، ويحك يا
عطاء ، إنما بطنك بحر من البحور ، وواد من الأودية ، ولا يملؤه إلا التراب .
حدثنا أبي ، ثنا
إسحاق بن إبراهيم ، ثنا
محمد بن سهل بن عسكر ، ثنا
إسماعيل بن عبد الكريم ، ثنا
عبد الصمد بن معقل ، قال : سئل
وهب : يا
أبا عبد الله ،
رجلان يصليان ، أحدهما أطول قنوتا وصمتا ، والآخر أطول سجودا ، أيهما أفضل ؟ قال : أنصحهما لله عز وجل .
حدثنا
أبو بكر الآجري ، ثنا
عبد الله بن محمد العطشي ، ثنا
إبراهيم بن الجنيد ، ثنا
محمد بن بشر بن مروان الكاتب ، ثنا
ابن المبارك ، عن
المبارك ، عن
أشرس ، عن
أبي عبد الرحمن - وكان فاضلا - عن
وهب قال : مر عابد براهب فأشرف عليه ، فقال : منذ كم أنت في هذه الصومعة ؟ قال : منذ ستين سنة
[ ص: 44 ] قال : فكيف صبرت فيها ستين سنة ؟ قال : مر فإن الدنيا تمر ، ثم قال :يا راهب ، كيف ذكرك للموت ؟ قال :ما أحسب عبدا يعرف الله تعالى تأتي عليه ساعة لا يذكر الله فيها ، وما أرفع قدما إلا أظن أني لا أضعها حتى أموت ، قال : فجعل العابد يبكي ، فقال له الراهب : هذا بكاؤك في العلانية ، فكيف أنت إذا خلوت ؟ فقال العابد : إني لأبكي عند إفطاري فأشرب شرابي بدموعي ، وأبل طعامي بدموعي ، ويصرعني النوم فأبل مضجعي بدموعي ، قال : أما إنك أن تضحك وأنت معترف لله عز وجل بذنبك ، خير لك من أن تبكي وأنت تمر على الله عز وجل ، قال : فأوصني بوصية . قال :
كن في الدنيا بمنزلة النحلة ؛ إن أكلت أكلت طيبا ، وإن وضعت وضعت طيبا ، وإن سقطت على شيء لم تضره ولم تكسره ، ولا تكن في الدنيا بمنزلة الحمار إنما همته أن يشبع ثم يرمي بنفسه في التراب ،
وانصح لله عز وجل نصح الكلب لأهله ؛ فإنهم يجيعونه ويطردونه وهو يحرسهم . قال
أبو عبد الرحمن : قال
أشرس : وكان
طاوس إذا ذكر هذا الحديث بكى ثم قال :عز علينا أن تكون الكلاب أنصح لأهلها منا لمولانا عز وجل .
حدثنا
أبو بكر ، ثنا
عبد الله ، ثنا
إبراهيم ، حدثني
محمد بن الحسين ، حدثني
بشير بن محمد بن أبان ، ثنا
الحسين بن عبد الله بن مسلم القرشي ، عن
وهب رحمه الله ، أن راهبا تخلى في صومعته في زمان المسيح ، فأراد
إبليس أن يكايده فلم يقدر ، ثم أتاه بكل زائدة فلم يقدر عليه ، فأتاه متشبها بالمسيح فناداه : أيها الراهب ، أشرف علي أكلمك ، قال : فانطلق لشأنك فلست أزيد ما مضى من عمري . قال : أشرف علي فأنا
المسيح ، فقال : إن كنت
المسيح فما لي إليك من حاجة ، أليس قد أمرتنا بالعبادة فوعدتنا القيامة ؟ فانطلق إلى شأنك فلا حاجة بي إليك . فانطلق اللعين عنه وتركه .
حدثنا أبي ، ثنا
إسحاق بن إبراهيم ، ثنا
محمد بن سهل ، ثنا
إسماعيل بن عبد الكريم ، حدثني
عبد الصمد ، أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه يقول : إن إبليس أتى راهبا في صومعته فاستفتح عليه ، فقال : من أنت ؟ قال :أنا المسيح ، قال الراهب : والله لئن كنت إبليس ما أخلو بك ، ولئن كنت المسيح فما أصنع بك اليوم شيئا ، لقد بلغتنا رسالة ربك وقبلنا عنك
[ ص: 45 ] وشرعت لنا الدين ونحن عليه ، فاذهب فلست بفاتح لك ، قال له : صدقت ، أنا إبليس ولا أريد ضلالتك أبدا ، فاسألني عما بدا لك أخبرك به ، قال : وأنت صادق ؟ قال : لا تسألني عن شيء إلا صدقتك به . قال : فأخبرني
أي أخلاق بني آدم أوثق في أنفسكم أن تضلونهم بها . قال : ثلاثة أشياء ، الحدة والشح والسكر .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14131الحسين بن محمد ، ثنا
أمية بن محمد الصواف ، ثنا
محمد بن يحيى الأزدي ، ثنا
ابن أبي إياس اليماني ، عن أبيه ، عن
وهب ، قال : قال
موسى عليه السلام :
إلهي ، ما جزاء من ذكرك بلسانه وقلبه ؟ قال :يا
موسى ، أظله يوم القيامة بظل عرشي ، وأجعله في كنفي . قال : يا رب ، أي عبادك أشقى ؟ قال : من لا تنفعه موعظة ولا يذكرني إذا خلا .
حدثنا
أبو محمد بن علي بن محمد بن الأثرم ، ثنا
أحمد بن منصور ، ثنا
إبراهيم بن خالد ، حدثني
عبد الله بن بجير ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه يقول : قال
موسى عليه السلام :
يا رب ، أي عبادك أحب إليك ؟ قال : الذين يعودون المرضى ويعزون الثكلى ويشيعون الهلكى .
حدثنا أبي ، ثنا
إسحاق بن إبراهيم ، ثنا
محمد بن سهل ، ثنا
إسماعيل بن عبد الكريم ، حدثني
عبد الصمد بن معقل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه ، قال :
قال عالم لمن فوقه في العلم : كم أبني من البناء ؟ قال : يكفيك ما يسترك من الشمس ويكنك من الغيث ، قال : كم آكل من الطعام ؟ قال : فوق الجوع ودون الشبع . قال : كم ألبس من الثياب ؟ قال : لباس المسيح عليه السلام . قال : كم أضحك ؟ قال :ما يسفر وجهك ولا يسمع صوتك . قال : كم أبكي ؟ قال : لا تمل أن تبكي من خشية الله . قال : كم أخفي من العمل ؟ قال : حتى يظن الناس أنك لم تعمل حسنة . قال : كم أعلن من العمل ؟ قال :ما يأتم بك الحريص ولا تؤتي - أو قال : ولا يقبل - عليك كلام الناس . قال : وسمعت راهبا يقول : إن لكل شيء طرفين ووسطا ، فإذا أمسكت بأحد الطرفين مال الآخر ، وإذا أمسكت بالوسط اعتدل الطرفان . ثم قال : عليكم بالأوسط من الأشياء .