المسألة الثانية : لا شك أن المقصود الذي ذكرناه حاصل ، سواء علمنا أن النبي من كان من أولئك ، وأن أولئك الملأ من كانوا أو لم نعلم شيئا من ذلك ؛ لأن المقصود هو
الترغيب في باب الجهاد وذلك لا يختلف ، وإنما يعلم من ذلك النبي ومن ذلك الملأ بالخبر المتواتر وهو مفقود ، وأما
خبر الواحد فإنه لا يفيد إلا الظن ، ومنهم من قال : إنه
يوشع بن نون بن أفرايم بن يوسف ، والدليل عليه قوله تعالى : (
من بعد موسى ) وهذا ضعيف لأن قوله : (
من بعد موسى ) كما يحتمل الاتصال يحتمل الحصول من بعد زمان ، ومنهم من قال : كان اسم ذلك النبي
أشمويل من
بني هارون واسمه بالعربية :
إسماعيل ، وهو قول الأكثرين ، وقال
[ ص: 145 ] السدي : هو
شمعون ، سمته أمه بذلك ، لأنها دعت الله تعالى أن يرزقها ولدا فاستجاب الله تعالى دعاءها ، فسمته
شمعون ، يعني سمع دعاءها فيه ، والسين تصير شينا بالعبرانية ، وهو من ولد
لاوي بن يعقوب عليه السلام .
المسألة الثالثة : قال
وهب والكلبي : إن المعاصي كثرت في
بني إسرائيل ، والخطايا عظمت فيهم ، ثم غلب عليهم عدو لهم فسبى كثيرا من ذراريهم ، فسألوا نبيهم ملكا تنتظم به كلمتهم ويجتمع به أمرهم ، ويستقيم حالهم في جهاد عدوهم ، وقيل : تغلب
جالوت على
بني إسرائيل ، وكان قوام
بني إسرائيل بملك يجتمعون عليه يجاهد الأعداء ، ويجري الأحكام ، ونبي يطيعه الملك ، ويقيم أمر دينهم ، ويأتيهم بالخبر من عند ربهم .