المسألة الرابعة : من الناس من قال : إن
طالوت كان نبيا ، لأنه تعالى أظهر المعجزة على يده وكل من كان كذلك كان نبيا ، ولا يقال : إن هذا كان من كرامات الأولياء ، لأن
الفرق بين الكرامة والمعجزة أن الكرامة لا تكون على سبيل التحدي ، وهذا كان على سبيل التحدي ، فوجب أن لا يكون من جنس الكرامات .
والجواب : لا يبعد أن يكون ذلك معجزة لنبي ذلك الزمان ، ومع كونه معجزة له فإنه كان آية قاطعة في ثبوت ملكه .
أما قوله تعالى : (
فيه سكينة من ربكم ) ففيه مسائل :
المسألة الأولى : ( السكينة ) فعيلة من السكون ، وهو ضد الحركة وهي مصدر وقع موقع الاسم ، نحو :
[ ص: 151 ] القضية والبقية والعزيمة .