أما قوله تعالى : (
قال إن الله مبتليكم بنهر ) ففيه مسائل :
المسألة الأولى : اختلفوا في أن هذا القائل من كان ، فقال الأكثرون : إنه هو
طالوت وهذا هو الأظهر ؛ لأن قوله لا بد وأن يكون مسندا إلى مذكور سابق ، والمذكور السابق هو
طالوت ، ثم على هذا يحتمل أن يكون القول من
طالوت لكنه تحمله من نبي الوقت ، وعلى هذا التقدير
لا يلزم أن يكون طالوت نبيا ، ويحتمل أن يكون من قبل نفسه فلا بد من وحي أتاه عن ربه ، وذلك يقتضي أنه مع الملك كان نبيا .
والقول الثاني : أن قائل هذا القول هو النبي المذكور في أول الآية ، والتقدير : فلما فصل
طالوت بالجنود قال لهم نبيهم : (
إن الله مبتليكم بنهر ) ونبي ذلك الوقت هو
أشمويل عليه السلام .