صفحة جزء
المسألة الرابعة : قوله : ( مبتليكم بنهر ) أي ممتحنكم امتحان العبد كما قال : ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه ) [ الإنسان : 2 ] ولما كان الابتلاء بين الناس إنما يكون لظهور الشيء ، وثبت أن الله تعالى لا يثيب ولا يعاقب على علمه ، إنما يفعل ذلك بظهور الأفعال بين الناس ، وذلك لا يحصل إلا بالتكليف ؛ لا جرم سمي التكليف ابتلاء ، وفيه لغتان بلا يبلو ، وابتلى يبتلي ، قال الشاعر :


ولقد بلوتك وابتليت خليفتي ولقد كفاك مودتي بتأدب



فجاء باللغتين .

المسألة الخامسة : نهر ونهر بتسكين الهاء وتحريكها لغتان ، وكل ثلاثي حشوه حرف من حروف الحلق فإنه يجيء على هذين ، كقولك : صخر وصخر ، وشعر وشعر ، وقالوا : بحر وبحر ، وقال الشاعر :


كأنما خلقت كفاه من حجر     فليس بين يديه والندى عمل
يرى التيمم في بر وفي بحر     مخافة أن يرى في كفه بلل



التالي السابق


الخدمات العلمية