المسألة الثانية : أطبق القراء على ترك
تغليظ اللام في قوله : " بسم الله " وفي قوله "
الحمد لله " والسبب فيه أن الانتقال من الكسرة إلى اللام المفخمة ثقيل ، لأن الكسرة توجب التسفل ، واللام المفخمة حرف مستعل ، والانتقال من التسفل إلى التصعد ثقيل ، وإنما استحسنوا تفخيم اللام وتغليظها من هذه الكلمة في حال كونها مرفوعة أو منصوبة كقوله : (
الله لطيف بعباده ) [ الشورى : 19 ] وقوله : (
قل هو الله أحد ) [ الإخلاص : 1 ] وقوله : (
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم ) [ التوبة : 111 ] .
المسألة الثالثة : قالوا المقصود من هذا التفخيم أمران : الأول : الفرق بينه وبين لفظ الله في الذكر ، الثاني : أن التفخيم مشعر بالتعظيم وهذا اللفظ يستحق المبالغة في التعظيم ، الثالث : أن اللام الرقيقة إنما تذكر بطرف اللسان ، وأما هذه اللام المغلظة فإنما تذكر بكل اللسان فكان العمل فيه أكثر فوجب أن يكون أدخل في الثواب ، وأيضا جاء في التوراة يا
موسى أجب ربك بكل قلبك ، فههنا كان الإنسان يذكر ربه بكل لسانه ، وهو يدل على أنه يذكره بكل قلبه ، فلا جرم كان هذا أدخل في التعظيم .